جنون أسعار الخضر والفواكه...

في ظل الصمت الرهيب لوزارتي التجارة والفلاحة .. جنون أسعار الخضر والفواكه يلهب جيوب المواطنين ..

ارتفعت هذا الأسبوع أسعار الخضر والفواكه في العديد من الأسواق الوطنية، ووصلت إلى أرقام قياسية لتخلط حسابات الأسرة الجزائرية خاصة البطاطا التي ناهزت 100 دينار، وقدر المختصون في القطاع نسبة الزيادة في أسواق التجزئة ما بين 50 إلى 100 بالمائة، فيما عرف الخبز والحليب ندرة ونقصا فادحا.

خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض أسواق العاصمة، بومرداس وتيزي وزو، التمسنا الارتفاع الجنوني في أسعار الخضر والفواكه مما أثار استياء المواطنين الذين يدفعون الفاتورة غاليا، واعابوا على الوزارة الوصية عدم المراقبة، ما سمح للتجار بالمضاربة في الأسعار.

سعر البطاطا يزاحم الفواكه الموسمية

أخذت البطاطا حيزا كبيرا من اهتمام الشارع، وقد حول جنون أسعارها الجميع يتحدث عنها بلغة واحدة "تنافس الفواكه، ولا احد بإمكانه اقتناءها" هو رأي جميع المواطنين الذين تحدثنا معهم، خاصة النسوة، اللواتي أبدين تذمرهن من هذه الوضعية، خاصة وان البطاطا سيدة المائدة الجزائرية، على اختلاف مستوياتهم وأحوالهم المادية.

فالسيدة زينب من بلدية ثنية، تقول إنها قاطعت شراءها في انتظار استقرار أسعارها، وألقت اللوم على التجار الذين يستغلون المناسبات لتحقيق الربح السريع على حساب المواطن البسيط الذي لا حول ولا قوة له، في ظل صمت وزارة التجارة، ما زاد من جشع هؤلاء.

كما وصل سعر البصل إلى 60 دج، في حين ارتفع سعر القرعة إلى 80 دج بعدما كانت أياما قبل العيد في حدود الـ 40 دج واللفت إلى 60 و80 دج في بعض الأسواق الشعبية، ووصل سعرها إلى 100 و120 دج في بعض الأسواق التابعة لبلديات بومرداس وبودواو وزموري، وهي نفس الأسعار تقريبا التي لاحظنها في الجزائر العاصمة.

نقص فادح للخضر والفواكه والحليب"بالمعريفة"

أما في ولاية تيزي وزو، فتكاد الخضر تكون منعدمة في الأسواق ولا يزال الكثير من الباعة في عطلة، وان وجدت البعض منها فهي غير صالحة أما الفواكه فهي متوفرة نسبيا لكن بأسعار مرتفعة، حيث وصل التفاح الى230 دينار، والموز 160 دينار، العنب 300 دينار، أما البطيخ فأسعاره مقبولة نوعا ما إذ يتراوح مابين 50 إلى 100 دينار.

وعند استفسارنا عن سبب ارتفاع الأسعار عند بعض تجار التجزئة، أرجعوا بدورهم السبب إلى ارتفاع الأسعار بأسواق الجملة الممونة كسوق الحراش، خميس الخشنة، مؤكدين أنهم وجدوا هذه الأيام صعوبة كبيرة في التموين بالخضر والفواكه بعد أن قل العرض عن الطلب، من جهة ونقص هذه المواد في أسواق الجملة من جهة أخرى.

وعلى صعيد آخر، تعرف أكياس الحليب غياب شبه تام في المحلات التجارية بمختلف ولايات الوطن، وأصبح الحصول عليها بالوساطة، أو "معريفة" مع أصحاب البقالات التي تعرف طوابير لا متناهية منذ الساعات الأولى لليوم، وبما أنهم يزودون منذ ما يقارب أسبوع بكميات قليلة مقارنة بسائر الأيام، ومع تزايد الطلب يضطرون للكيل بمكيالين في البيع، إذ أنهم يسبقون في زبائنهم الدائمين، مما أثار غضب الكثير من سكان الأحياء.

تجار الجملة يتنصلون من مسؤولياتهم ويلومون المزارعين

ومن جهته، ارجع فريد توامي، ممثل تجار الجملة، ارتفاع الأسعار في الأسواق إلى عدم إقبال تجار التجزئة على التموين بهذه المواد منهم، منذ أيام العيد، وأكد أن السلع متوفرة بكمية قليلة في أسواق الجملة لكن لم تجد من يشتريها، وأشار إلى أن الكثير من المزارعين توقفوا عن جني المحاصيل بسبب مغادرة الفلاحين للأراضي واستفادة معظمهم من عطل.

كما طالب اتحاد التجار من وزارة التجارة وضع حد للمضاربة في الأسعار، ومن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتدخل السريع على مستوى المزارعين وأصحاب غرف التبريد لضمان التموين بالكميات الكافية من الخضر والفواكه وضمان التوزيع واستقرار الأسعار.