هل غيرت الجزائر من موقفها حيال النظام السوري نهائيا؟

تتبنى في الوقت الراهن دبلوماسية إستباقية..
إلى وقت قريب، ظل الموقف الرسمي للجزائر حيال القضية السورية متحفظا، على الطريقة التقليدية للدبلوماسية الجزائرية، حيث أبدت موقفا معارضا للتدخل الأجنبي في سوريا، لكن نقطة التحول في هذا الموقف جاء، حسب عديد الملاحظين، إثر موافقة الجزائر دعم تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، حيث عبر مدلسي عن ذلك برفع اليد وبرر ذلك الموقف غير المعتاد بأن الجزائر مع الإجماع العربي. لكن بالمقابل.
وبدأت وقتها بوادر تغيير الجزائر لموقفها من الأزمة السورية حينما حمّل رئيس الدبلوماسية الجزائرية الحكومة السورية مسؤولية أرواح السوريين، حيث ذكر في هذا الصدد أن الوضع في سوريا "غير مرض تماما، ونحن كأعضاء في اللجنة العربية، يجب علينا الاستماع للطرفين. نحن نعتبر الحكومة مسؤولة عما يجري على الأرض، لكن هذا لا يعني أنها مسؤولة لوحدها".
واستمرارا لموقفها دعمت الجزائر مقترح الرئاسة المصرية الذي قدم على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة الإسلامية حول الأزمة السورية، ووصفته بالمقترح المعقول. مع العلم أن هذا المقترح يحمل كل الأطراف المسؤولية فيما يحدث في سوريا، خاصة النظام السوري، من خلال تحميله المسؤولية الأساسية.
وفي حين تؤيد الجزائر جهود المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وكذلك المبادرة الرباعية أو الثلاثية التي تضم السعودية وتركيا وإيران، فإن النقطة التي تظل تتمسك بها هي تلك المتعلقة بالرفض القاطع والصريح للتدخل الأجنبي.
ويعتقد مراقبون أن موقف الدبلوماسية الجزائرية على هذا النحو يراد من خلاله "عدم الوقوع في الاخطاء السابقة"، على غرار موقفها من الأزمة الليبية، حينما التزمت الصمت الذي فهمته عديد الأطراف على أنه "دعم لا مشروط لنظام القذافي".
ثمة مؤشرات توحي بأن الجزائر تتبنى في الوقت الراهن دبلوماسية استباقية، بعيدة عن الحذر الذي طبع مواقفها إزاء الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في السنتين الأخيرتين، ومن الأمثلة البسيطة التي توضح هذا التوجه الجديد، تعمد وكالة الأنباء الجزائرية في الأيام الأخيرة على نشر أخبار تتعلق بالانتهاكات و"عمليات القتل التي تنفذها القوات السورية النظامية".