- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11991 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
من المسؤول عن فشل برنامج الرئيس؟
الثلاثاء 3 يناير - 20:14
أبدى الرئيس الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة شجاعة نادرة في عدة مناسبات، فقد اعترف مرة بأن "الإدارة الجزائرية مريضة ومعتلة" مكررا ذات العبارة ثلاث مرات، ثم عاد سيادته نهاية الأسبوع المنصرم ليحمل الإدارة المحلية مسؤولية فشل برنامجه الذي طالما صفق له المصفقون، وطبل له وزمر المطبلون والمزمرون، وتشكلت لأجله التحالفات، وعلقت بسببه معظم الأحزاب المعترف بها برامجها، وجمدت نقدها ومشاكساتها,
وفي ظل هذا الاعتراف الشجاع للسيد الرئيس بفشل برنامجه، يطيب لي أن أسجل الملاحظات الآتية:
ــ رغم اعتراف الرئيس بفشل برنامجه، لا يزال بعض الناس الذين لا يستحون يزعمون أن الجزائر بخير، وأن كل الأحوال على ما يرام...وأن كل من يتحدث عن نقائص، أو فشل، أو فساد، فهو مغرض، أو عميل، أو خائن، أو لا يحب الجزائر، أو يحب الفتنة والتخلاط يجب الإعراض عنه أو إقصاؤه.
ـــ حمّلت الإدارة المحلية مسؤولية الفشل، فما المقصود من الإدارة المحلية يا ترى؟ أهي الأميار ورؤساء البلديات المنتخبون؟ أم رؤساء الدوائر، والولاة والأمناء العامون المعينون؟
ـ إن كان المقصود من الإدارة المحلية هم المنتخبون المحليون، فالغمز عندئذ لا يكون موجها للناخبين بقدر ما هو موجه لمن انتخبهم حيث خان الأمانة، أو هو في أحسن الأحوال مغرر به، أو هو لا يعرف الأصلح. وقد يروق هذا التحليل لبعض الناس، لكن الذي ينساه هؤلاء هو أن الذين انتخبوا هؤلاء المحليين الفاشلين هم أنفسهم الذين انتخبوا السيد الرئيس، أليس كذلك؟ فهل بمكن القول: إن الشعب أصاب حين اختار الرئيس، وأخطأ في اختبار الأمبار مثلا، فيكون الشعب هو المسؤول الحقيقي عن إفشال البرنامج لا الإدارة المحلية بالمعنى المذكور؟
ــ وإن كان المقصود بالإدارة المحلية المسؤولة عن إفشال برنامج الرئيس هم المعينّون من رؤساء الدوائر، والولاة والأمناء العامون، ورؤساء المصالح الإدارية الأخرى، فمعنى ذلك أن من عينهم هو المسؤول يواء كان واليا، أو وزيرا، أو رئيس حكومة، أو رئيس الجمهورية.
ـ وإن كان المقصود بالإدارة المحلية هم كل هؤلاء المنخبون والمعينون معا، فإنه يحق للمتتبع أن يتساءل عن دور السلطات العليا من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومسؤولياتها في ذلك، ومعلوم أن توصيف السلطة للفشل لا ينبغي بحال من الأحوال أن يكون كتوصيف المعارضة لأن السلطة بيدها الحل والعقد، ويمكنها التغيير، بخلاف المعارضة التي تكتفي بالنقد واقتراح البدائل، فلا يجوز أن تتحدث السلطة عن الفشل بمنطق المعارضة.
ــ بعد الاعتراف بالفشل، وتحديد المسؤوليين عنه، يحق لنا أن نتساءل عن الخطوة الموالية، كما يحق لنا التساؤل عن حق رد الاعتبار لكل من نبه إلى فشل البرنامج، قبل الاعتراف الرسمي بذلك، وأن يعترف أولائك الذين كانوا يرفضون كل نقد ويرونه تجاوزا في حق الجزائر والوطن بخطئهم الجسيم في حق الوطن والمواطنين.
والسلام عليكم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى