فضل الصدقة
الإثنين 4 يونيو - 23:25
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل الصدقة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فإن من أبواب الخير العظيمة التي رغب فيها الشارع الحكيم وحث عليها، الصدقةُ.
قال تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10].
وقال تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله تعالى: يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك، وقال: يمين الله ملأى، سحاء[1] لا يغيضها شيء الليل والنهار))[2].
فهذا وعد من الله بالإنفاق على من أنفق في سبيل الله، والله - تبارك وتعالى - لا يخلف وعده.
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني" قال: ((هم الأخسرون ورب الكعبة)) قال: "فجئت حتى جلست فلم أتقار[3] أن قمت". فقلت: "يا رسول الله، فداك أبي وأمي من هم؟" قال: ((هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا، وهكذا، من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم)) [4].
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانتْ مُسْتَقْبِلَةَ المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب"، قال أنس: "فلما نزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" فقال: "إن الله يقول في كتابه: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله، فضعْها يا رسول الله حيث شئت"، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أَبُو طلحة في أقاربه وبني عمه))[5].
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه - صلى الله عليه وسلم - وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بحاله وقوله.
ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدر"[6].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يَسُرُّني أنَّ لي أُحُدًا ذهبًا تأتي علي ثالثة، وعندي منه دينار إلا دينار أُرْصِدُه لدين عليَّ))[7].
ولما سئل - صلى الله عليه وسلم -: "أي الصدقة أعظم"؟ قال: ((أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان))[8].
ومن فضائل الصدقة: أنها إذا كانت من كسب حلال خالصة لوجه الله تعالى؛ فإن الله تعالى يقبلها بفضله، ويضاعف ثوابها لصاحبها أضعافًا مضاعفة، والله ذو الفضل العظيم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن تصدق بعِدْل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُها بيمينه ثم يُرَبّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل))[9] فيأتي المؤمن يوم القيامة وإذا بِحَسَناتِه أمثال الجبال فيفرح بثواب الله.
ومنها: تكفير السيئات: فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((ألا أدلك على أبواب الخير، الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))[10].
ومنها: نماء المال وزيادته، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما نَقصت صدقةٌ من مال))[11].
ومنها استظلال المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة: عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... منهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))[12].
ويوم القيامة يأتي العالم بعلمه، والمجاهد بجهاده، والمصلي بصلاته، والصائم بصيامه، ويأتي المتصدق بالعلم والجهاد والصلاة والصيام، فهو قد طبع كتبًا للعلماء وقفًا على إخوانه المسلمين، وبنى مسجدًا يصلي فيه المسلمون، وأعان المجاهدين في سبيل الله بماله، وفطر الصائمين على نفقته، فيحصل له أجْرُ هؤلاء جميعًا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ومنها أنَّ الصدقة تقي العبد كثيرًا من الشرور والمصائب، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: "وهذا شيء معلوم عند النَّاس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به؛ لأنهم جربوه، حتى لو كانت هذه الصدقة من ظالم أو كافر، فإن الله يدفع عنه بها كثيرًا من الشرور والمصائب))[13].
قال الشاعر:
مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لاَ يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ لاَ يَذْهَبُ العُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ
ومن أفضل أنواع الصدقة، الصدقة الجارية التي تستمر للعبد بعد وفاته؛ مثل حفر الآبار، وبناء المساجد، وطباعة الكتب، ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والأوقاف الخيرية على الفقراء والمساكين ونحو ذلك.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[14].
وعلى المنفق أن يراعي الأمور التالية: الإخلاص لله - عز وجل - في صدقته، وأن يحذر من الصدقة بالرديء من طعام أو لباس أو نحو ذلك، أو أن يتبع صدقته المن والأذى، أو أن يبخل بما أعطاه، أو أن يحتقر شيئًا من الصدقة، أو أن يرجع في صدقته.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] السح الصب الدائم، ومعنى لا يغيضها شيء: أي لا ينقصها.
[2] صحيح البخاري (3/242) برقم (4684)، وصحيح مسلم (2/690) برقم (993).
[3] فلم أتقار: أي لم يمكنني القرار والثبات.
[4] صحيح البخاري (4/217) برقم (6638)، وصحيح مسلم (2/686)، برقم (990).
[5] صحيح البخاري (1/452) برقم (1461)، وصحيح مسلم (2/693) برقم (998).
[6] "زاد المعاد" (2/22-23) بتصرف.
[7] صحيح البخاري (4/181) برقم (6444)، وصحيح مسلم (2/678) برقم (991).
[8] صحيح مسلم (2/716) برقم (1032) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[9] صحيح البخاري (1/435) برقم (1410)، وصحيح مسلم (2/702) برقم (1014).
[10] سنن الترمذي (5/12) برقم (2616).
[11] صحيح مسلم (4/2001) برقم (2588).
[12] صحيح البخاري (1/440) برقم (1423)، وصحيح مسلم (2/715) برقم (1031).
[13] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص50).
[14] صحيح مسلم (3/1255) برقم (1631).
دمتم برعاية الرحمن وحفظه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل الصدقة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فإن من أبواب الخير العظيمة التي رغب فيها الشارع الحكيم وحث عليها، الصدقةُ.
قال تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10].
وقال تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله تعالى: يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك، وقال: يمين الله ملأى، سحاء[1] لا يغيضها شيء الليل والنهار))[2].
فهذا وعد من الله بالإنفاق على من أنفق في سبيل الله، والله - تبارك وتعالى - لا يخلف وعده.
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني" قال: ((هم الأخسرون ورب الكعبة)) قال: "فجئت حتى جلست فلم أتقار[3] أن قمت". فقلت: "يا رسول الله، فداك أبي وأمي من هم؟" قال: ((هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا، وهكذا، من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم)) [4].
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانتْ مُسْتَقْبِلَةَ المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب"، قال أنس: "فلما نزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" فقال: "إن الله يقول في كتابه: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله، فضعْها يا رسول الله حيث شئت"، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أَبُو طلحة في أقاربه وبني عمه))[5].
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه - صلى الله عليه وسلم - وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بحاله وقوله.
ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدر"[6].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يَسُرُّني أنَّ لي أُحُدًا ذهبًا تأتي علي ثالثة، وعندي منه دينار إلا دينار أُرْصِدُه لدين عليَّ))[7].
ولما سئل - صلى الله عليه وسلم -: "أي الصدقة أعظم"؟ قال: ((أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان))[8].
ومن فضائل الصدقة: أنها إذا كانت من كسب حلال خالصة لوجه الله تعالى؛ فإن الله تعالى يقبلها بفضله، ويضاعف ثوابها لصاحبها أضعافًا مضاعفة، والله ذو الفضل العظيم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن تصدق بعِدْل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُها بيمينه ثم يُرَبّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل))[9] فيأتي المؤمن يوم القيامة وإذا بِحَسَناتِه أمثال الجبال فيفرح بثواب الله.
ومنها: تكفير السيئات: فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((ألا أدلك على أبواب الخير، الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))[10].
ومنها: نماء المال وزيادته، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما نَقصت صدقةٌ من مال))[11].
ومنها استظلال المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة: عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... منهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))[12].
ويوم القيامة يأتي العالم بعلمه، والمجاهد بجهاده، والمصلي بصلاته، والصائم بصيامه، ويأتي المتصدق بالعلم والجهاد والصلاة والصيام، فهو قد طبع كتبًا للعلماء وقفًا على إخوانه المسلمين، وبنى مسجدًا يصلي فيه المسلمون، وأعان المجاهدين في سبيل الله بماله، وفطر الصائمين على نفقته، فيحصل له أجْرُ هؤلاء جميعًا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ومنها أنَّ الصدقة تقي العبد كثيرًا من الشرور والمصائب، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: "وهذا شيء معلوم عند النَّاس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به؛ لأنهم جربوه، حتى لو كانت هذه الصدقة من ظالم أو كافر، فإن الله يدفع عنه بها كثيرًا من الشرور والمصائب))[13].
قال الشاعر:
مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لاَ يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ لاَ يَذْهَبُ العُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ
ومن أفضل أنواع الصدقة، الصدقة الجارية التي تستمر للعبد بعد وفاته؛ مثل حفر الآبار، وبناء المساجد، وطباعة الكتب، ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والأوقاف الخيرية على الفقراء والمساكين ونحو ذلك.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[14].
وعلى المنفق أن يراعي الأمور التالية: الإخلاص لله - عز وجل - في صدقته، وأن يحذر من الصدقة بالرديء من طعام أو لباس أو نحو ذلك، أو أن يتبع صدقته المن والأذى، أو أن يبخل بما أعطاه، أو أن يحتقر شيئًا من الصدقة، أو أن يرجع في صدقته.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] السح الصب الدائم، ومعنى لا يغيضها شيء: أي لا ينقصها.
[2] صحيح البخاري (3/242) برقم (4684)، وصحيح مسلم (2/690) برقم (993).
[3] فلم أتقار: أي لم يمكنني القرار والثبات.
[4] صحيح البخاري (4/217) برقم (6638)، وصحيح مسلم (2/686)، برقم (990).
[5] صحيح البخاري (1/452) برقم (1461)، وصحيح مسلم (2/693) برقم (998).
[6] "زاد المعاد" (2/22-23) بتصرف.
[7] صحيح البخاري (4/181) برقم (6444)، وصحيح مسلم (2/678) برقم (991).
[8] صحيح مسلم (2/716) برقم (1032) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[9] صحيح البخاري (1/435) برقم (1410)، وصحيح مسلم (2/702) برقم (1014).
[10] سنن الترمذي (5/12) برقم (2616).
[11] صحيح مسلم (4/2001) برقم (2588).
[12] صحيح البخاري (1/440) برقم (1423)، وصحيح مسلم (2/715) برقم (1031).
[13] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص50).
[14] صحيح مسلم (3/1255) برقم (1631).
دمتم برعاية الرحمن وحفظه
- ناي الكلمة
- الجنس :
عدد المساهمات : 2093 نقاط التميز : 8560 تاريخ التسجيل : 31/03/2012 العمر : 31 الموقع : في قلب كل من يحبني
رد: فضل الصدقة
الخميس 7 يونيو - 15:15
- Nourelhouda 19
- الجنس :
عدد المساهمات : 392 نقاط التميز : 5706 تاريخ التسجيل : 21/02/2012 العمر : 32 الموقع : https://www.youtube.com/watch?v=Z15L1mkZkt0
رد: فضل الصدقة
الجمعة 8 يونيو - 15:03
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[14].
بارك الله فيك رفيق على الموضوع القيم والهادف جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك رفيق على الموضوع القيم والهادف جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
- طاعة الرحمان
- الجنس :
عدد المساهمات : 2261 نقاط التميز : 12240 تاريخ التسجيل : 26/03/2012 العمر : 28 الموقع : منتدى العمارية
رد: فضل الصدقة
الجمعة 8 يونيو - 17:47
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى