لايعني أن ليس فيهم رجلا صالحا يمكن أن يثق فيه الناخبون ..

لماذا لا تكبح الحكومة جماح الحملات الانتخابية ؟ ..

أعجبتني صراحة "ولد قابلية" عندما قال بأن الكثير من المواطنين أصبحوا لا يثقون في شعارات الأحزاب السياسية.. قال ذلك رغم أن أمنيته هي تحقيق أعلى نسبة مشاركة في الإنتخابات .. ولد قابلية يعلم جيدا بأن الناس عندما لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع هو لأنهم لا يثقون في وعود المترشحين .. ولذلك كان يتمنى من الأحزاب السياسية أن تكبح جماح الشعارات والوعود ..

لكن لماذا لا تكون هناك مادة في قانون الانتخابات تمنع الإسراف في الشعارات والوعود التي لا تتحقق وتصنفها جناية في حق المواطن أو على الأقل جنحة ، حتى تشعر الألسن الطويلة والأيدي القصيرة والعقول الصغيرة بأن هناك إجراءات صارمة و عقوبات .. رغم أن هناك فعلا عقوبات إلاهية تنتظرهم يوم لا تنفع برامج ولا أفكار ..

أقول ذلك لأن الكثير من الأحزاب السياسية تجاوزت الحدود باللعب على مشاعر الناس .. فمن يستمع للمترشحين عندما يتكلمون عن حماية مصالح الشعب بتلك الحماسة الشديدة .. ومن يراهم ينفقون الأموال على الفقراء والمساكين .. يجزم بأنهم ملائكة في أثواب بشر بعثهم الله سبحانه وتعالى لإنقاذ الناس .. رغم أن الملائكة لا تكذب ولا تستعين بالدجالين ولا تحمل معها الحروز أبدا .. كما يفعل بعض المترشحين السياسيين لجلب أصوات الناخبين في عهدة قوقل وزمن الفايسبوك ..

و أغرب ماسمعته ـ مثلا ـ هو أن احد المترشحين قال بأنه يحمل برنامجا لتقليص نسبة العزوبة في أوساط الشباب ولا أدري ماهو هذا البرنامج ، لأنني سوف أضمن له أصوات الآلاف من الشباب ذكورا وإناثا وحتى أصوات أقاربهم الذين سوف يحضرون أفراحهم وأعراسهم ..

منظر المترشحين وهم يتسولون أصوات الناخبين لا يوحي بأنهم يحملون شيئا معهم ..غير شعارات قديمة ومستعملة لا تسمن ولا تغني من جوع .. وحتى لو كانوا يحملون عصا موسى و خاتم سليمان وكل ما يجلب السعادة للناس ..لا ينبغي أن يزعمون بأن لديهم برامجا وأفكارا تحقق أحلام الناس .. وإنني أخشى أن يخرج علينا حزب سياسي في يوم من الأيام يزعم بأنه يحمل برنامجا يطيل أعمار الناس .. وطبعا هذا لايعني أن ليس فيهم رجلا صالحا يمكن أن يثق فيه الناخبون ..