الجزائر تخصص 47 مليار دولار لإنهاء أزمة السكن..

الجزائر تخصص 47 مليار دولار لإنهاء أزمة السكن

تسعي الجزائر لبناء 800 ألف وحدة سكنية خلال العامين القادمين لتلبية الطلب المحلي على المساكن، وخصصت لبلوغ هذا الهدف غلافاً مالياً يقدر بأكثر من47 مليار دولار. وأظهر بيان لمجلس الوزراء أعقب اجتماعا عقد أمس الأول وترأسه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ضرورة التعجيل بتنفيذ برنامج بناء تلك الوحدات مع إدماج جملة التجهيزات العمومية المرافقة توخيا لامتصاص الطلب في أقرب الآجال.
وأكد بوتفليقة أن “السكن يشكل على غرار التشغيل الشغل الشاغل للمواطنين وهو ما يتعين على السلطات العمومية الاستجابة له بما يقتضيه ذلك من حزم وسرعة وهو ما يقتضي التنسيق المحكم بين جميع المتدخلين في هذا المجال”.
وتجدرالإشارة إلى أن الجزائر يعاني من أزمة إسكان أخفقت الحكومات السابقة في التخفيف منها بسبب تصاعد الطلب وتأخر تسليم البرامج قيد الإنجاز. ولتخطي أي تأخر في الإنجاز الذي حددت آجاله بـ36 شهرا على الأكثر، عقدت الحكومة خلال الأسبوعين الماضيين ع..... شراكة مع شركات بناء أجنبية عهدت إليها تنفيذ هذا البرنامج.
وتعترف الحكومة الجزائرية بان توفير الوظائف وتحسين ظروف الاسكان والصحة والتعليم عوامل اساسية لتحقيق الاستقرار في مجتمع لايزال يعاني من اثر عقد من العنف في حقبة التسعينات.
ويعزي محللون مشكلة الاسكان لسيطرة الحكومة علي الاراضي والاسكان والتي ترجع لسياسات اقتصادية مركزية علي غرار النظام السوفييتي والتي بدأ تطبيقها عقب الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.

ويقول مسؤولون حكوميون ان الجزائر تنقصها ملايين الوحدات السكنية اذ يتم بناء أكثر من 100 الف وحدة سنويا بينما تتكون 500 ألف اسرة جديدة في نفس السنة.

وتحاول الجزائر تشجيع نمو قطاع الرهن العقاري الناشئ ولكن البيروقراطية وسلبيات سوق التأجير والمزايا الممنوحة لأجهزة التمويل وتنمية الاراضي ما زالت تبعد القطاع الخاص عن المساهمة في المشاريع العقارية ولا تعاني خزانة الدولة او البنك المختص بتمويل بناء المساكن من عجز مالي.

وجدير بالذكر أن أزمة السكن في الجزائر تعتبرواحدة من أكبر الأزمات التي يعاني منها الجزائريون، وبقيت مستعصية على الحل منذ ما قبل ع..... من الزمن. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أصدر أخيرا تقريراً يقول إن الجزائر وصلت الى حد العجز الذي لا يقتصر على نقص المساكن، بل يشمل الاكتظاظ داخل البيوت، وانتشار بيوت الصفيح.