عدم ترشح سلطاني لعهدة جديدة دليل على التداول الديمقراطي..

* ليس هناك خيار غير المؤتمر الجامع والقيادة التوافقية.
يعود، عبد الرحمان سعيدي، رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم، في حوار جمعه مع "الجمهورية" إلى ما بعد إعلان، رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، عدم ترشحه لعهدة ثالثة، مؤكدا، عدم وجود غير خيار المؤتمر الجامع والقيادة التوافقية، مرجعا السبب في ذلك عدم وجود مؤشرات المؤتمر الجامع والحركة على بضعة أشهر من انعقاد المؤتمر الخامس، معترفا، في سياق آخر بأن الحركة فقدت بعض المواقع والإيجابيات عند فكها للارتباط بطرفي التحالف الرئاسي وعدم المشاركة في الحكومة الحالية، قبل أن يضيف أنه في نفس الوقت أثبتت استقلال قرارها السياسي وسيادة مؤسساتها.
* الجمهورية: رغم إعلان أبو جرة سلطاني أنه لن يترشح لعهدة ثالثة في الحركة، إلا أن لا أحد في حركة مجتمع السلم أعلن نيته لخلافته؟
- عبد الرحمان سعيدي: قبل الإجابة يجب التنويه بموقف سيد رئيس الحركة الشيخ أبو جرة سلطاني، الذي أراد منه خدمة استقرار الحركة وتحقيق التداول الديمقراطي داخل الحركة، ويهيئ الظروف الهادئة لعقد مؤتمر هادئ تناقش فيه الخيارات والسياسات والأفكار، أما عن الإعلان عن خلافته فهذا الأمر متروك للمؤتمرين في المؤتمر وليس قبله وكل ما هو قبلي فهو توقع واحتمال وتخمين.
* الجمهورية: ورد اسمكم في الصحافة الوطنية بأنكم مرشح لخلافة سلطاني، ولكن لم تعلنوها صراحة، هل هذه استراتيجية أم امتناع؟
- عبد الرحمان سعيدي: نعم، قد تداولت الصحافة إسمي ولكن العادة والقوانين واللوائح تقرر طريقة أخرى في الترشيح وهذا لايخضع للإستراتيجية مني وإنما المسؤولية في نظري وقناعتي تكليف وواجبات وليس تهور وتشريف.
* الجمهورية: هناك حديث عن خيار ثالث في حركة مجتمع السلم، أي لا سعيدي ولا مقري وإنما مؤتمر جامع وقيادة توافقية ومرشح إجماع، ماذا تعلقون؟
- عبد الرحمان سعيدي: الحديث عن خيار الثالث، ي.....نا إلى محاولة معرفة الخيار 1 و2 والحقيقة ليس هناك خيار 1 و2 لكي يكون الثالث والحركة ليست في وضعية الأزمة وفقدان التوازن وحالة التجاذب واصطفاف بين 1 و2 لكي يكون الخيار الثالث والمؤتمر الجامع شيء جميل ورائع وأمنية لكن ليس هناك في الواقع من المؤشرات والعوامل يحققها ويجسدها وكل ما هو موجود رغبة وتمنيات لأن المؤتمر الجامع له رؤية وتصور عملي وخطوات وخطة عمل واضحة وهذا غير متوفر إلى حد الساعة ونحن على بضعة أشهر من انعقاد المؤتمر الخامس.
* الجمهورية: الكثير من المتتبعين يرون أن الحركة فقدت بريقها بعد الخروج من التحالف الرئاسي والحكومة، هل لدى رئيس مجلس الشورى رأي مخالف؟
- عبد الرحمان سعيدي: هذا الحكم نسبي يحتاج إلى تحليل وتقييم، نعم، فقدنا بعض المواقع والإيجابيات عند فكنا للارتباط بطرفي التحالف الرئاسي وعدم المشاركة في الحكومة الحالية، ولكن في الوقت نفسه، أثبتنا استقلال قرارنا السياسي وسيادة مؤسساتنا، ويجب تقييم مواقفنا السياسية باستمرار بكل موضوعية من خلال واقعنا الحركي والسياسي دون أحكام مسبقة أو انفعالية سياسية غير مدروسة العواقب والنتائج والحوار الدائم والفعال كفيل باختيار الخيار السياسي المناسب في المرحلة والظرف.
* الجمهورية: إذن في اعتقادكم ما هو الموقع الذي توجد فيه «حمس» بعد خروجها من الحكومة؟
- عبد الرحمان سعيدي: لقد أشرت إلى هذا السؤال من قبل في الجواب السابق.
* الجمهورية: تعكف الحركة على عقد ندوات تنشطها قيادات وطنية في مختلف الولايات منها ندوة حول الدعوة والسياسة مع إمكانية الفصل بينهما أو تعزيز ترابطهما، هل أنت مع حركة تمارس السياسة وتقوم بالدعوة أم مع تشكيل جناح مستقل داخل الحركة ينشغل بالدعوة وجناح يمارس السياسة؟
- عبد الرحمان سعيدي: حركة مجتمع السلم، حركة سياسية نشأت من رحم الدعوة الإسلامية وتطلعاتها، ولكن مع الممارسة والنضال والمراحل السياسية والظروف المتعاقبة على الحراك الوطني، جعلت منها حركة سياسية بامتياز، مما جعل الجانب الدعوي وخلفيته تتراجع وإن كان هو موجود في البرامج والسياسات الداخلية للحركة والتمثيل الهيكلي، حيث توجد عندنا أمانة وطنية خاصة بها ولكن هذا لا يحل الإشكال وتداعياته فأرى أن البعد الدعوي أمر مهم وضروري للحياة السياسية، فالقضية هي إعادة النظر في الفهم الدعوي بالنسبة للحزب السياسي، ونحن نعرف أن الدعوة لله لها مفاهيم كثيرة وطبائع مختلفة ومتنوعة في أساليبها وأشكالها فعندما نحدد المفهوم الدعوي الخاص بالعمل الحزبي نجد إجابة لهذا الإشكال.
* الجمهورية: لم يظهر أي قرار بشأن وزير التجارة، مصطفى بن بادة، ما هو وضعه حاليا في الحركة؟
- عبد الرحمان سعيدي: بن بادة، مناضل وعضو في حركة مجتمع السلم، ولا يمكن أن ننزع عنه هذه الصفة، إلا إذا تنصل منها وتخلى عنها هو بنفسه، أما قضية مشاركته في الحكومة مع قرار عدم المشاركة فهي مسألة تخضع لترتيبات داخلية وفق منظور حركة مجتمع السلم.
* الجمهورية: قمت بمبادرة لشيوخ وأئمة الوسطية لمنطقة الساحل تصديا للفكر المتطرف الذي يعصف بالمنطقة، هل لمستم أثر مبادرتكم على أرض الواقع؟
- عبد الرحمان سعيدي: فعلا، لمسنا بعض التجاوب لمبادرتنا وندائنا للعلماء والمشايخ بمنطقة الساحل، فهناك مجموعة من العلماء والدعاة أسسوا رابطة تجمع فئة من العلماء من ستة دول بالساحل وأسسوا رابطتهم بالجزائر، ونحن نبارك هذا الجهد والمولود الجديد وهناك مجموعة من علماء ومشايخ بموريتانيا تربطني بهم علاقة علمية ودعوية، أصدروا نداء وبادروا بعمل حواري مع بعض المتشددين، وهذه بدايات مشجعة والفضل يرجع لله تعالى وبعض العاملين المخلصين في بلاد الساحل.
* الجمهورية: فكريا وإيديولوجيا، كيف باستطاعة أئمة ومشاييخ الساحل التصدي للإرهاب في المنطقة؟
- عبد الرحمان سعيدي: علماء هذه المنطقة وكذلك شعوبها معروفون بتسامحهم وتديّنهم وهم بعيدون كل البعد عن التطرف والغلو والعنف، ولكن يجب استصحاب مواجهة التطرف بالتكفل الاجتماعي والتعليمي والمهني بشباب المنطقة وتنمية الروح الدينية فيهم وتحسيسهم بالتحديات والأخطار محدقة بهم خاصة الاحتلال والحرب العرقية والإرهاب كمبرر مباشر للتدخل الأجنبي في أرضهم الذي فعلا يعطي مسوغ قوي لتبرير الإرهاب وتلبيسه لبوس الجهاد والمقاومة بغير وجه حق.