رسالة لكل من ظلمني

حين يكون الشتاء أحد الفصول,عندها أعلم أني سأنال من البرد قسطا وافرا,لأنها الطبيعة التي تسيطر على مناخ حياتي ,فلا شمس اليوم ولا مطر,غيوم ملبدة ,وشوارع خالية,تترنح أسلاك الهاتف,فتتكأ على عواميد الشوارع, ولكني أقبله لأنه جبروت الطبيعة, فرض نفسه على الساحة.
ولكن حين يكون الظلم أحد فصول الحياة, ويذهب العدل أدراج الرياح ,أكون قد تعلمت درسا قاسيا,لأن طبيعة الحياة تحرك فينا القسوة ...لننسى جميل من كان ونتذكر مساوءه,لن أبقى طويلا أطارد الملل في أرجاء مدينتي...سأرحل ...ولن يوقفني تيار جارف أو إعصار هادر... العالم كله مدن وعواصم...من اليوم فصاعدا لن أكون كأسلاك الهاتف مترنحة,سأبقى قوية لن أغامر بكلماتي من أجل كفيفي بصر.
نعم .......فإنهم يكسرون الفاعل في لغتي ,ويرفعون المجرور, ويملؤون الفراغ لعنات,وإن كان يقرأها غيرهم أدعية,لست أنا الضعيفة ولن أكون....فإن لم يسعني كوكب الزهرة,سفني هناك في المريخ,ربما نداء من زحل, أو حتى مركبة فضائية من كوكب أكس الذي اكتشف منذ سنوات قلائل.على الأقل إن جردتني الأيام اسمي ولقبي...فمازال فيض من الحبر يسيل....على طرقات الشوارع يشارك الطوفان لعنة الطبيعة وغضب السماء.
أنا لست طفلو ,ولست طبيبة أطفال,أنا شاعرة حين يفقد المقال, أنا فارسة حين يسقط الأبطال, أنا الإجابة حين يحار السؤال...أنا القمم حين تهلك سفوح الجبال, أنا المجرة تبتلع أضواء الهلال.
لم اكن أدرك أن الجهل فيكم....يا من ظلمتموني, لم أناقشكم بعد القرار ,ولن أناقشكم ,فكرامتي حبل يلف عنق من يحاول أن يرمي جسد الثعبان في وجهي,وسيف غمده مدق الرؤوس,وحدها أشكال الموت والطقوس...حين تقتلع الرياح أشجار الزيتون من طقوسها...
حين ترحل النخوة وتهجر العدالة أوكارها و يغفو الضمير...وحين تجتمع الشياطين تدق طبول الانتصار حول نار مستديرة, ناسية أن النار لها مصير,وحين تتهامس خبائث النفس فيكم تحرض الظلم أن يتمرد أكثر...سوف تهب رياح الجليد...تعصف بكم وتسمر أقدامكم...ستبكون وإن جفت مآقيكم...ستنتظرون شمسي لتشرق,وتجفف ما بللتم من ثياب دموعا...
قد تشرق الشمس فعلا...ولكن إشراقة ...إطلالة ....لا رجوعا....

تحييكم عــــــــــــــــاصي