إنتخابات المقاومة ....

إنتخابات المقاومة ..

لا أستغرب تماما أن يزهد الشعب الجزائري في العملية الانتخابية، ولا أستغرب استغراب كثير من الجزائريين مشاركة بعض الأحزاب الإسلامية في الانتخابات المحلية الجارية، فالعملية السياسية برمتها فقدت مبرراتها وفقدت مصداقيتها، ولك
ن هناك زاوية أخرى ينبغي أن ننظر منها لبعض من يشاركون ويرشحون وينتخبون. هناك من ينظر إلى هذه المشاركة بأنها مقاومة سياسية حقيقية تؤدي دور الشهادة على إفلاس نظام الحكم و فساد العملية الانتخابية نفسها، حيث مع كل انتخابات تعبث بها السلطة تزيد في جبهة الرفض لها حتى تصل هذه القناعة لأكثر الناس ظنا حسنا بها. وإن حققت أقلية صالحة فائزة نجاحا في تسييرها لبلدية من البلديات تكون هي كذلك حجة عند الناس على الأغلبية الفاسدة المانعة للخير على الجزائريين. فإذا استمر الاحتقان لا بد أن يقع الانفجار يوما ما بإرادة شعبية عارمة ليس بالضرورة أن يكون للأحزاب المعارضة فيها دور. ولكن هذه الأحزاب المعارضة الصامدة ستكون هي صمام الأمان وملاذ الثائرين من خلال النموذج الصالح الذي تكون قد صنعته في البلديات التي تسيرها وبنظافة ومصداقية منتخبيها أثناء مقاومتها لطغيان حكامنا المتسلحين بثروة البترول والغاز الآيلة للتراجع وفق تحليل المتخصصين٠ حدث هذا مع الاستعمار الفرنسي الذي قاومته الحركة الوطنية بأساليب سياسية عدة منها المشاركة في مسلسل انتخابي تعلم فساده وتزويره، واستمرت على ذلك حتى كفر آخر مقتنع بحسن نوايا فرنسا فاندلعت الثورة النوفمبرية المباركة٠ وحدث هذا في مصر التي صبر فيها الإخوان المسلمون على مهازل انتخابات مبارك وأسرته ونظامه حتى كفر الشعب المصري بها جملة وتفصيلا فانفجرت ثورة يناير المظفرة. لا يهم من هي هذه الأحزاب المعارضة في الجزائر، وما هو سابق خطها وما هي مبررات سياساتها الفارطة، المهم أن تكون صادقة في مقبل نهجها في مقاومة الفشل والفساد السائدين في البلد وأن تستعد للصبر والتضحية، فتقبل عليها التيارات الشعبية الكبرى التي هي أساس التغيير، و لا عبرة عندئذ بمواقف بعض النخب الرافضة لها التي لها ثارات متأصلة وأحقاد دفينة وحسابات شخصية زائفة.