المثقفون والاكفاء.. والانتخابات....

عندما تقترب المواسم الانتخابية يخرج علينا المبشرون بالجنة يقطعون أمام الشعب وعودا لا قبل لهم بها ويمنون المواطن " الغلبان " بأكل الأناناس على سطح القمر مع أنه لم يشبع من البطاطا على سطح الأرض

عندما يغيب المثقفون و الأكفاء عن الساحة السياسية و يتركوا أماكنهم شاغرة و يتخلوا عن دورهم السامي ألا و هو المساهمة في النهوض بالمجتمع الى التطور و الرقي و بناء و تعزيز قوة الدولة،من الطبيعي أن يخلفهم الإنتهازيون و عديمي الضمير و المتفرغون لللعب و الذين تسميهم المبشرون بالجنة.العيب في المثقف الذي تخلى عن دوره للمبشر بالجنة يا أستاذ.لم يعد لدينا ذالك المثقف الذي يؤثر في المجتمع فيسوقه الى ما فيه الخير للمجتمع.أجدادنا كانوا أميين لا يعرفون القراءة و لا الكتابة ،لكن كان الفرد منهم يسوس الناس و يتولى امرهم و ينجح في ذالك.مثقفنا اليوم لا يستطيع حل نزاع بين أفراد كالطلبة مثلا فما بالك بالمجتمع.مثقفنا اليوم معزول عن المجتمع منطوي حول نفسه و كأنه يخاف أن يفقد تحصيله العلمي لو خالط المجتمع.مثقفنا اليوم سلبي و غير إجابي.
يعلم الجميع أن حمى الحملات الانتخابية لا تفرق بين المثقف وغيره بحيث تجد المرشح يمتطي جواد العروشية متناسيا أن الأمر يتطلب برنامج وبرتكول عمل لكن للأسف حمى الانتخابات تفقد صواب المترامين هنا وهناك لأجل المكاسب ...
المثقف عندنا غائب عن الساحة و كأن الأمر لا يعنيه .يا أخي أشرارنا هم من يتولى أمرنا. كيف أتوا هؤلاء ؟ سؤجيبك.بكل بساطة لأن مثقفينا أقصد أخيارنا غادروا الساحة السياسية و تركوها للمتصعلكين.مثقفينا ضعفوا إستسلموا إستكانوا للواقع المر السائد إعتزلوا .فوتوا عن أنفسهم أجر تغيير الواقع.مثقفينا هم ترك هذا الواقع المر يسود .مثقفينا حصروا ثقافتهم في الجامعة و غلفوها و تركوها في الأرشيف فالعمل بالأخيار والعقلاء والنظفاء يجب أن يكون مطلبا جماعيا ...

أنظر الى العلامة عبد الحميد ابن باديس .كان الجهل يسود الأمة و لم يكن هناك أنترنات ولا هاتف نقال ولا وكالات بريد و لا فاكس و لا تلفاز و لا قرص مظغوط و لا وسائل نقل حديثة و رغم الحصار المفروض عليه من قبل الإستعمار مع ذالك كان تأثيره في المجتمع بليغ و جد اجابي و غير مجرى التاريخ.و مثقفونا اليوم كل الإمكانيات متاحة و لا حصار ولا يحزنون و مع ذالك هم غير قادرين حتى على التأثير في الأحياء التي يسكنوها.
لكن، هل مجتمع اليوم هو مجتمع الأمس ، حسب رأيي لا فبالأمس حركتك تفسر نيتك في حين اليوم نيتك مرفوضة قبل حركتك ...

و من قال أن المجتمع لا يطلب الأخيار ؟أنت مخطء المجتمع مل من السفهاء و لكن لا يجد البديل فالسفهاء هم من يملأ الملصقات في الشوارع..

مثقفنا ليس لديه القدرة على الصبر و التحمل فتراه يجنح الى الراحة و الإستسلام..

حتى نكون في الصورة يجب نفهم معنى المثقف ،بل نرى الوعي وروح المسؤولية من قبل الجميع عملة تجاوز العقبات لا المتاجرة في المشكلة في حد ذاتها ...

كلام جميل و لكن هل الوضع الراهن يحتم علينا أن نبقى متفرجين في هذا المهرجان الساخر و الذي في الحقيقة هو مهرجان مؤلم و محزن في نفس الوقت ،و لا نكن فعالين ؟

هناك حلقة مف.....ة ، هذا ابتلاء بالمجتمع نحن ابتعدنا عن خوف المولى عز وجل لم نكن يوما صادقين مع أنفسنا فأصبحت آمالنا محدودة فخطواتنا لا ترقى لأخذ بالمجتمع نحو الأفضل..