نتا علابالك وأنا علابالي ..

نتا علابالك وأنا علابالي ...

في خضم الهملة الإنتخابية لمحليات 2012، أستوقفتني الحركة اللاعادية التي تجتاح المدينة هذه الايام، نشاط غير معهود للطبقة السياسية بعد سبات دام 5 سنوات، نشاط غير بريء ويا ليت ذلك يصب في صالح المواطن، شطحات سياسية لنيل الرضا هدفها الأول والأخير صوت يسمح بإعتلاء منبر الكذب والخداع، وترأس مجلس الهمج والرعاع .

تعودت أن لا أعطي أي إهتمام لمثل هذه الكرنفالات لأني بلغت من العمر والنضج ما يمكنني من قراءة ما سيحدث بعد إعلان النتائج النهائية للإنتخابات أو بالأحرى تعلمت من التجارب السابقة التي مرت بي، فليست هي أول انتخابات أشهدها في حياتي، لكن ماعسانا نفعل سوى متابعة الأحداث و رغم معرفتنا الى اي اتجاه تسير هذه البلاد.

جلست أمام جهاز الكمبيوتر وقمت بإختيار عشوائي لأغنية تسليني، فوقع الأختيار على المغني "عبد القادر الياباني" كما يحلوا للخليجيين تسميته، وتحديدا الأغنية التي حققت نجاحا نوعيا "حسب رأي البعض" على الساحة الفنية "ماماميا" ( التي اصبحت موضة هدا الموسم!! ).

وفي خضم إستماعي للأغنية وتصفحي لبعض المواقع وصفحات الفايسبوك، وقع على أذني المقطع القائل "نتيا علابالك وأنا علابالي"
هذه العبارة وان خاطب بها المغني حبيبته في الأغنية، فهي خير عنوان للواقع السياسي في الجزائر، فرئيس كان أم وزير، عميد في كلية ام مدير، رئيس مصلحة أم غفير، الكل يردد معا وبصوت عالي "نتوما علابالكم واحنا علابالنا ويييي ماماميااا" هذا في حالة لم يكونوا يرقصون على أنغامها كل ليلة في الملاهي التي بنوها لينسي بعض الشباب همومه ويتجه نحوها كل مساء بدل التفكير في الحرقة أو الأنتحار.

فالمدير في المؤسسة يختلس الأموال ويضطهد العمال، والعمال يعلمون أنه يختلس وهو يعلم أنهم يعلمون لكن من يحاسبه ؟ ويييي ماماميااا ..

العميد في الكلية ينتهج منهج من يعثوا فسادا في أملاكه الخاصة، النجاح والرسوب ليس بمقياس الأجتهاد والخمول، انما الوساطة والمحاباة هي الأصول، يعرف الطلبة والأساتذة هذا الأمر والعميد يعرف أنهم يعرفون لكن من يحاسبه ؟ وييي ماماميااا ..

من عامل نظافة لا يقوم بعمله كما ينبغي الى رئيس يترك الفساد يتفشى في البلاد وكل من أصبح شعار "نتا علابالك وأنا علابالي ... وييي ماما مياااا" مبدئهم في الحياة !!
أخاطبهم الآن .. الي أين أنتم ذاهبون؟ ..

"ويي ماماميا" هي كلمة السر التي يجب أن يحل الشعب شفراتها، لا أدعوا لثورة أو عنف ، ولكن مواصلة تصرفنا كالأغبياء شيء مخزي خاصة في حق الطلبة والمهندسين والأساتدة والأطباء وخريجي العلوم المختلفة الدين من المفروض أنهم من النخبة المثقفة ومن بهم تنهض الأمم ..

أعي جيدا أننا نعيش أحسن من بلاد كثيرة مجاورة، ونعيش في أمن وسلام يحسدنا عليه الغير، لكن فليتاكد الجميع أن مواجهة فترات السلم والهدوء أصعب بكثير من مواجهة فترات الحروب، لان الحروب تلد من رحم فشلنا في تسيير فترات السلم ..

كلما استعصى عليا حل امر ما تدكرت مقولة "السؤال نصف الجواب"
ومنه أغلب الضن أن الحل يكمن كذلك في : نتا علابالك وأنا علابالي