مقاطعة الانتخابات تعبير سلمي...

ليكن في علمك اليوم أن هم السلط و هاجسها هو البحث عن الشرعية السياسية لتمكنها من مواجهة الضغوطات الخارجية. و هذه الشرعية لا تتأتى لها سوى من طريق واحد و هو الانتخابات و حتى لو كانت هذه الانتخابات نزيهة و لا يشوبها أي تزوير و لكن هناك جزئية لا يفهمها عوام الناس و هي أن الأحزاب المنخرطة في المجال السياسي الجزائري كلها تدور في فلك السلطة المجرمة و لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تفرز لنا التغيير المنشود لأن رجال هذه الأحزاب هم بالضرورة المطلقة رجال نظام داخل الأحزاب و يتقيدون بصفة مطلقة ببرنامج الرئيس و برنامج السلطة اذن التغيير هو مجرد شعار زائف. و كما قلت سابقا بما أن السلطة مف.....ة الشرعية اليوم فهي تحاول بكل الوسائل أن تنظم انتخابات -نزيهة بالشكل الذي يخدمها- و لا يهمها من يفوز في النهاية لأنهم كلهم مقيدون ببرنامج سري. و قد شاهدنا ذلك جليا في تشريعيات 10 ماي عندما خرج رئيس الجمهورية بخطابه الشهير يوم 08 ماي و الذي عبأ الشعب من أجل الانتخاب حتى و لو بالورقة البيضاء. اذن يجب أن تتسائل أنت قبل غيرك لماذا يطلب رئيس الجمهورية من المواطين الانتخاب و لو بالورقة البيضاء؟ فهدفه هو اعادة ترتيب الساحة السياسية لخدمته و كذلك من أجل اعطائه أكبر نسبة مشاركة ممكنة لأن سمعة النظام في المستوى الدولي تضررت كثيرا و أراد أن يرسل رسالة بأن النظام الجزائري هو نظام ديمقراطي و نسبة المشاركة المرتفعة هي التي تخول له التفاوض مع القوى الكبرى حول وجوده بالاضافة لضمانات المصالح الاستراتيجية للقوى الكبرى. فضمان المصالح الاستراتيجية و خدمة القوى الكبرى لن تكفي وحدها في النظام العالمي الجديد. فأصبحت الشرعية الشعبية مطلوبة بقوة حتى تغض هذه القوى الكبرى الطرف عن الأنظمة القمعية. اذن فاللعبة محسومة مسبقا و مهما كان الفائز من الاحزاب الموجودة في الساحة ماهو الا السلطة.
مقاطعة الانتخابات تعبير سلمي ورد على ممارسة سياسية رديئة و هو قناعة ولا تعني باي حال من الاحوال عدم مبالات باحوال البلاد وليس من حقك ولا من حق اي كان مطالبة المقاطعين للانتخابات بعدم التدخل في شؤون البلاد...واي مواطن حريص على مصلحة البلاد (سواء انتخب اولا ) عليه ان ينتصر للحق ويطالب بحق المقاطعين للانتخابات في التعبير عن رايهم وليس مجارات نضام فاسد في تقزيم المقاطعين واهانتهم مع ان كل المؤشرات الانتخابية الاخيرة تثبت ان المقاطعين اغلبية ساحقة ما يعني انه تعبير لاغلبية الشعب وعلى الغيورين على مصلحة البلاد احترام الاغلبية ومحاولة فهم رسالتها لا تقزيمها لان تقزيمها هو قلة احترام للاغلبية والاغلبية هي الشعب في عرف الديمقراطية...فلنكن ديمقراطيين.