قيادات “حمس” السابقة تسترجع “تاج” من أصحاب المال والأعمال...

سيطرت القيادات السابقة في حركة مجتمع السلم على أهم الأمانات الوطنية لحزب “تاج”، في غياب تام لمنصب نائب الرئيس ضمن تركيبة المكتب السياسي، ووسط حديث عن خلاف عميق بين الرئيس عمار غول ومؤسسي الحزب، منهم الحاج حمو مغارية وعبد القادر جمعة اللذان غابا عن أول دورة للمجلس الوطني لتجمع أمل الجزائر.
رغم غياب الحاج حمو مغارية، وهو من مؤسسي حركة مجتمع السلم وتجمع أمل الجزائر، عن أول مجلس وطني له، وسريان حديث عن خلاف عميق بينه وبين الرئيس غول الذي أدى – حسب المصادر – لمقاطعته الحزب والمناسبة، إلا أن الحاج حمو عزا غيابه الأخير في تصريح لـ “الجزائر نيوز”، أمس، إلى “الظروف الخاصة” وأنه على علم وقبول تام بالأمانة التي كلّفه بها غول ضمن المكتب السياسي الجديد. لكن تقول مصادر من الحزب بأن الحاج حمو “لم يحظ بالمكانة التي تليق به مع عمار غول، إذ كان ذا رأي مسموع ونافذ في حركة مجتمع السلم لكونه كان نائبا لرئيس حركة أقوى حزب إسلامي في البلاد، إلا أن قبوله لمنصب رجل مكلف بمهمة يجعله يظهر بمظهر ضعيف جدا مقارنة بتاريخه وسمعته في الوسط السياسي” وهي القراءة التي لا يوافقها البتة الحاج حمو. وأسرّ مصدر آخر أن الحاج حمو كان قد افتك “التزاما” من غول نفسه بأنه سيكون الرجل الثاني في “تاج” وهو ما فهمته دائرة المؤسسين بأنه سيكون نائبا للرئيس “إلا أن غول غلّف له ذلك في منصب غامض التسمية والمهمة”. ويضاف إلى ذلك غياب عبد القادر جمعة المهندس الحصري للإيديولوجية السياسية والوظيفية والتنظيمية لـ “تاج” الذي تقول مصادرنا إنه يكون قد طلب الابتعاد بسلاسة عما يدور داخل الحزب، وهو ما يفسر، عدم ورود اسمه ضمن المكتب السياسي. ولكن الملاحظ أيضا في تركيبة المكتب السياسي لـ “تاج” أن غول لا ينزع إلى التوجه الذي يجعل شخصا غيره يشاركه في الرئاسة، وماعدا ذلك فتوحي التركيبة الجديدة بأن قيادات حمس السابقة تكون قد فازت في الصراع الذي دار في الكواليس بينها وبين رجال الأعمال والمقاولين الذين انزعج البعض من كثرتهم داخل المجلس الوطني، معتبرين “أنها نقطة ضعف مؤثرة على الحزب تجلب له صفة الانتهازية والطمع في المشاريع اعتقادا بمساعدة غولية”، مبررين موقفهم بوجود “أهم رجال مال وأعمال وأحد كبار أرباب العمل في الجزائر، وهو حبيب يوسفي على رأس أعلى هيئة في الحزب بين مؤتمرين”.
وبتكليف محمد جمعة وأحمد لطيفي وعبد الحليم عبد الوهاب وكمال ميدة وعبد الحق بومشرة ومحمد مغارية ونبيل يحياوي وخالد بن حاج الطاهر ومحمد شاشو ومصطفى نواسة بأهم الأمانات الوطنية من الإدارة والوسائل إلى التنظيم والإعلام والعلاقات السياسية مرورا بالتخطيط والاستشراف والجامعات والبحث العلمي والطلبة وانتهاء بالمجتمع المدني والتكوين، تكون قيادات “حمس” سابقا قد أعادت بسط سيطرتها على “تاج” من خلال أمانات بالغة الأهمية يمكنها من خلالها أن تبقي الحزب “تنظيميا” تحت رئاسة غول، كما يمكنها أن تسحبها منه لصالح رئاسة أخرى.