"الجزائريون لاباس بيهم" !

مرة أخرى يخرج وزير المالية كريم جودي على الجزائريين ب"خرجة جديدة" "مستفزة" بعد تأكيده أن العائلات الجزائرية " لاباس بيها " " وما يخصها والوا "، وقد كذب سي "جودي" ما ورد في بعض الصحف الوطنية حول إمكانية عودة القروض الاستهلاكية، نافيا في هذا الإطار أن تكون الحكومة تفكر في عودتها، وأكد أنها " ألغت هذا القرض من أجل حماية المنتوج الوطني من مخاطر المديونية وهذا القرض لا يزال ملغى"، كما صرح الوزير على هامش الرد على أسئلة النواب في مجلس الأمة بخصوص نص قانون تسوية الميزانية 2010، انه "لا عودة لقروض الاستهلاك حاليا"، مضيفا أن "الأسر حاليا لديها المداخيل الكافية للاستهلاك"، وبهذا يكون الوزير قد رد على طلب الاتحاد العام للعمال الجزائريين على المقترح الذي رفعوه أمام لجنة إحياء الصناعة الوطنية، والمتمثل في إعادة بعث القروض الاستهلاكية الموجهة للإنتاج المحلي مع نهاية جانفي الجاري، علما أن الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي، أحد أعضاء لجنة إحياء الصناعة الوطنية وممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أكد سابقا أن قرار السلطات المتعلق بإعادة بعث القروض الاستهلاكية التي تم توقيف منحها في إطار قانون المالية التكميلي 2009، سيكون على أقصى تقدير خلال20 جانفي الجاري. المواطن الجزائري لا تضره التناقضات الصادرة عن الحكومة وممثلية العمال بقدر ما يضره الكلام المستفز قالته شخصية تمثل الحكومة خاصة وأنه يمس بالآلاف إن لم نقل الملايين من العائلات المعوزة والفقيرة فقرا مدقعا التي كما يقول المثل الجزائري "إذا تغدات ما تتعشاش" وإذا تعشات ما تتغداش"، كما نقول لمعاليه هل قصدك "الأسر حاليا لديها المداخيل الكافية للاستهلاك" الأسر التي تعرفها وتعيش في محيطها؟ ففي هذه الحال أنت محق 100 بالمائة، أم تقصد العائلات التي تقطن بالمناطق المنسية والبائسة؟ فإذا قصدت الأخيرة نقول لك يا سي"كريم" راك غالط لأننا ونحن في 2013 ما زالت عائلات جزائر خمسينية الاستقلال تقتات من المزابل وما يرميه التجار وتجدهم يزاحمون الكلاب والجرذان لسد رمق عيالهم، وهو واقع يعرفه العام والخاص، المسؤول والمسؤول عليه الأمر الذي يفند كلام معالي الوزير ونقول له قبل أن تصرح بشيء عليك أن تعرف الواقع جيدا وتنزل إلى الأحياء الشعبية الفقيرة لمعاينة معاناة المواطنين وحربهم الدائمة ضد "الميزيرية" و"الجوع"، كما نذكرك أن الجزائر ليست حيدرة و"سيدي يايا" وما كان على شاكلتهما بل الجزائر واسعة وكبيرة وما عليك إلا أن تخرج وترى.