منتديات العمارية
لبسم الله
salaùm
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائرفي منتدى العمارية هذه الرسالة تبين انك غير مسجل معنا الرجاء التسجيل للأستفادة منكم ..؟؟ وان كنت مسجل من قبل فالرجاء تسجيل الدخول
Basketball Basketball Basketball جزاك الله كل خير

مع التحية al@dfg وردة وردة وردة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العمارية
لبسم الله
salaùm
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائرفي منتدى العمارية هذه الرسالة تبين انك غير مسجل معنا الرجاء التسجيل للأستفادة منكم ..؟؟ وان كنت مسجل من قبل فالرجاء تسجيل الدخول
Basketball Basketball Basketball جزاك الله كل خير

مع التحية al@dfg وردة وردة وردة


منتديات العمارية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
achwak
الجنس : ذكر الجوزاء
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11801 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 46

الفساد في القرآن الكريم  ... Empty الفساد في القرآن الكريم ...

الإثنين 11 مارس - 19:12
يقول العلاّمة البشير الإبراهيمي، عليه شآبيب الرّحمة: ''إن يقظة الضمير الذي سمّاه النّبيّ، عليه الصّلاة والسّلام، وازع الله في نفس المؤمن، ومراقبته لأعمال صاحبه، لَهي أعلى وأسمى ما جاء به الإسلام من أصول التربية النفسية، وهي أقرب طريق لتعطيل غرائز الشرّ في الإنسان، وفرق عظيم بين من يمنعه من السرقة مثلاً خوف الله، وبين مَن لا يمنعه منها إلاَّ خوف القانون، فالأوّل يعتقد أنه بعين من الله تراقبه في السرّ والعلن، فهو لا يسرق في السرّ ولا في العلن، والثاني لا يمنعه من السرقة إلاّ قانون يؤاخذ على الذنب بعد قيام البيّنات عليه، وفي قدرة الإنسان أن يتحاشى كلّ أسباب المؤاخذة الظاهرة. فإذا أمن ذلك، قارف الشرّ، مُقْدِمًا غير محجم، فالخوف من الله يَجْتَثُّ السرقة وجميع الشرور من النّفس، حتّى لا تخطر على بال المؤمن الصادق'' (الأثار 4/6867).
تنطبق هذه القاعدة تماماً على قضية الفساد، فأوّل ما حاربها الإسلام وحاصرها، حاربها في نفوس النّاس وعقولهم وضمائرهم وقلوبهم. ولهذا، كان التّرهيب من الفساد والمفسدين متكرّرًا في القرآن، تنفيرًا وتحذيرًا منه، إذ يكفي المؤمن الحقّ أن يعلَم أنّ الله لا يحب الفساد كلّه، ولا يحبّ المفسدين جميعَهم، حتّى يفرَّ منه فرارَه من الأسد. قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخصَامِ × وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ × وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} البقرة 204 .206 وهذه الآية تصدق على كثير من أصحاب المقامات والمسؤوليات والمناصب! تسمع لهم فتسحرك كلماتهم، وترى فضيحتهم فتسخر من سخرية القدر بهم!
والمؤمن إذا علم أنّ الله لا يحبّ الفساد، حرص، كلّ الحرص، على عدم التلبّس بأيّ نوع من أنواعه، حتّى لا يحشر في زمرة الفاسدين الذين يبغضهم الله ولهم عذاب شديد. قال الحق سبحانه: { وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المفْسِدِينَ} القصص .77 وقال: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ المفْسِدِينَ} المائدة .64
وفي صورة أخرى من صور التّنفير من الفساد وإيقاظ الضّمير، نجد القرآن الكريم يؤكّد على أنّ طريق الفساد مسدود، ونهايته خسران مبين، قال الحق سبحانه: {إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المفْسِدِينَ} يونس .81 قال العلاّمة الآلوسي: ''أي أنّه سبحانه لا يثبت عمل المفسدين ولا يديمه، بل يزيله ويمحقه، أو لا يقوّيه ولا يؤيّده، بل يظهر بطلانه، ويجعله معلومًا''.
ومن أوضح صور التّرهيب من الفساد والتّنفير من اقترافه، وتربية ضمير الإنسان المؤمن، الاعتبار بنهاية المفسدين وعاقبتهم، مع سطوتهم وقوّتهم، فقد تكرّر ذلك في القرآن الكريم، قال الحقّ تقدّسَت أسماؤه: {وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المفْسِدِينَ} الأعراف .86 والمعنى تذكّروا عاقبة المفسدين ونهايتهم ومآلهم، وما لحقهم من الخزي والنّكال والفضيحة، ليصير ذلك زاجرًا لكم عن العصيان رادعًا عن الفساد. والإنسان قد تغشاه المادية، فيصير ترهيبه باليوم الآخر وما هو منتظر من الغيب لا يؤثّر فيه، ولكن هذه المادية لا يمكنها أن تحجب عنه الحقائق الواقعية. ولهذا، أمر بالاعتبار بنهاية المفسدين في الدّنيا، والاتعاظ بعاقبتهم، فأخبارهم قريبة منه، متجدّدة متداولة!
لقد ربط القرآن الكريم بين النّهي عن الفساد وترغيب المؤمن بما عند الله، والزّجر عن الفساد وتذكير المؤمن بتقوى الله، فقد قال الحقّ جلّت صفاته: {وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ × بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} هود 85 .86 أي ما أبقاه لكم من الحلال بعد التنزُّه عن الحرام، خيرٌ لكم ممّا تجمعون عن طريق الفساد، إن كنتم مؤمنين، فإنّ الإيمان يقتضي الاكتفاء بالحلال عن الحرام، أو إن كنتم مؤمنين فالبقية خير لكم، فإنّ خيريتها تظهر باعتبار الثّواب والنّجاة من العذاب، وهذا إيقاظ للوجدان وتنبيه للضمير.
* أستاذ الشريعة بجامعة الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى