اليوم يتقرر شنّ الإضراب من عدمه ...

لأول مرة على ما أعتقد تعقد وزارة التربية الوطنية لقاء ثنائيا مع نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ويتواصل على امتداد ثلاثة أيام، وهو اللقاء الذي ينتظر وفق ما صرح به زوال أمس ل »صوت الأحرار« عمراوي مسعود العضو القيادي الفاعل في الاتحاد أن يُتوج بمحضر لقاء مشترك، تعلن فيه وزارة التربية عن التزامها الرسمي بتلبية جملة من المطالب المرفوعة، التي تمّ التداول والتفاوض بشأنها، والكلمة الأخيرة في شنّ الإضراب من عدمه غدا يقررها المجلس الوطني للنقابة اليوم .
تواصل أمس لليوم الثالث على التوالي اللقاء الثنائي المُشار إليه في عدد أول أمس بين وفد عن وزارة التربية وآخر عن القيادة الوطنية لاتحاد عمال التربية والتكوين )إينباف(، ويُعتقد حسب بعض التوقعات أن الأمور سارت في طريق شبه سوي، بحيث أن ممثلي الوزارة لم ينكروا من أن شرائح من عمال القطاع تضررت بالفعل من بعض ما جاءت به القوانين الأساسية، والمراسيم التنفيذية التي تلتها، وأعربوا عن استعدادهم للتوصل إلى حلول بشأن الاختلالات الواردة في هذه القوانين، ولاسيما ما تعلق منها بالتصنيف والترقية، وكذا الإجحاف الكبير الحاصل في مجال المنح والتعويضات، وما إلى ذلك.
وحسب الأستاذ عمراوي، فإن اللقاء مع الوزارة تواصل لغاية زوال أمس، وقد تداول الطرفان بالبحث والدراسة على امتداد هذه الثلاثة أيام حول كافة الملفات والقضايا والانشغالات المطروحة، وفي الوقت الذي دُونت فيه هذه الكلمات كانت قيادة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين تنتظر بفارغ الصبر أن توافق وزارة التربية، ممثلة في شخص الوزير عبد اللطيف بابا أحمد على مضمون المحضر المشترك الذي أُعدّ من قبل الجانبين، وقد أوضح عمراوي ل »صوت الأحرار« أن اللقاء مازال متواصلا لغاية زوال أمس، والجانبان في تلك اللحظة كانا عاكفين على تدوين المحضر المشترك، وهو المحضر المقرر تقديمه إلى الدورة الطارئة للمجلس الوطني للنقابة، التي ستنعقد اليوم بثانوية حسيبة بن بوعلي في العاصمة، وأعضاء المجلس الوطني هم أسياد في اتخاذ القرار المناسب، بعد أن تُعرض عليهم نتائج اللقاء مع الوزارة، وما جاء به المحضر المشترك. وطالما أن المجلس الوطني هو أعلى هيئة سيادية في الاتحاد، فإن الإضراب الوطني المقرر الشروع فيه ابتداء من يوم 25 نوفمبر الجاري يظل قائما، لغاية انتهاء دورة اليوم، فإما أن يرضى المجلس بالنتائج المعلن عنها ويتراجع عن الإضراب، وإما أن يعبر عن رفضه لها ويعلن من جديد عن تمسكه بشنّ الإضراب في يومه المحدد، والذي هو يوم غد الإثنين.
وفي الوقت الذي أعرب لنا الأستاذ عمراوي عن تحفظه بشأن طبيعة ومستوى النتائج المحصل عليها مع الوزارة قبل الإعلان عنها رسميا، فإننا نرى كمتتبعين أن شنّ الإضراب من عدمه يتوقف على ما سيأتي به المحضر المشترك، ومدى جدية وواقعية الإجابات التي تقدمها وتوافق عليها وزارة التربية إزاء سلّة المطالب المرفوعة، التي تمّ التداول بشأنها، ولأن المحضر على ما يبدو تضمن كثيرا من الإيجابية واستجاب لعدد من المطالب الأساسية، فإن توقيع وزارة التربية عليه رسميا سوف يُهدّئ إلى حدّ كبير، ويمتص جزء هاما من حالة الغضب والتذمر التي تسود الأسرة التربوية بمختلف شرائحها.