سنة مؤجلة...

نودع اليوم سنة 2013، السنة الأثقل على كل الجزائريين من أعلى هرم السلطة إلى أدنى درجات السلم الاجتماعي.
كل شيء توقف في 2013 لينتظر ما سيحدث في 2014 وكم تمنينا لو يتوقف الزمن عند رقم 2013 خوفا من مواجهة الأسوأ ف...ي 2014 وتمنينا في نفس الوقت لو يحذف رقم 2013 من أجندة التواريخ وندخل مباشرة في 2014 وما نريد أن تعنيه من عهد جديد. لا رئيس الجمهورية تجاوز حالته الصحية الصعبة ليعود إلى نشاطه العادي ومن ثمة تعود الحياة إلى مؤسسات الدولة وتحل الملفات العالقة... ولا المادة 88 من الدستور طبقت لينهي المجلس الدستوري بذلك حالة الانتظار والترقب والتوقف عن النشاط...
لم ينجح الربيع العربي في تحقيق الديمقراطية المرجوة من انتفاضة الشعوب طيلة 2013 لتسهل علينا المهمة ونكتفي بنقل تجربة أشقائنا في تونس ومصر وليبيا، دون عناء ولا معارضة ولا مقاومة... ولم ينجح الربيع العربي في قبر إرادة الشعوب في التغيير ولا قبر الإسلاميين الذين لا ديمقراطية مع بقائهم يسيطرون على الساحة السياسية في تونس أو مصر أو ليبيا... لا بشار الأسد سقط في 2013 ولا القاعدة وضعت السلاح أو دمرت معاقلها في سوريا.
كل شيء مؤجل إلى 2014: العهدة الرابعة أو مرشح الإجماع أو الانتقال الديمقراطي، جنيف 2 والملف النووي الإيراني والدستور التونسي والمسار الانتخابي المصري... ملفات “عدل” مؤجلة لـ2014 وفتح السمعي البصري مؤجل لـ2014... كأن 2014 ستكون سنة مجيء نبي آخر يخرج البشرية من الظلمات إلى النور. وقد لا تنتهي 2014 على خير لأنها ربما سنة قيام الساعة.
علينا أن لا نفقد الأمل حتى لا نفقد الرغبة في الحياة وإن كنا مؤمنين أن عهد الأنبياء والرسل انتهى. سننتظر نهاية “السوسبانس” إذن وليس علامات الساعة ولا نهاية الظلم والابتزاز...