مشروع العام : الكناية ..

بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين ...أما بعد :
بداية إخوتي الاعزاء ..أهنئكم بحلول الشهر الفضيل ..شهر رمضان المبارك
...الذي أسأل المولى عز وجل أن يعيده علينا أعواما عديدة و أزمنة مديدة و
نحن في أم و إيمان و صحة و إحسان ...

كان من المفروض زملائي أن أطرح الدرس بالأمس ..لكن أنتم تدرون جيدا مشكلة ضيق الوقت في رمضان ..لكن لا علينا ..
درس اليوم سيكون بعنوان الكناية ...فنحن مقبلون على دراستها العام المقبل
بإذن الله ..فلا بأس بوضع تذكير بسيط بها و بأركانه قصد ترسيخ المعارف لا
غير ..

[color="red"]الكناية :
هي لفظ أطلق و أريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الظاهري ...
و معنى هذا ..أن الكناية لفظ أطلقه المتكلم ، و معناه الظاهر ممكن معقول ،
لكنه لا يقصد هذا المعنى الظاهري الجائز ..و إنما قصد معنى آخر ..يحاذيه و
يسير معه ..
و مثال ذلك قول أعرابية لأحد الولاة : أشكو إليك قلةالفأر في بيتي ..
فالمعنى الظاهري الذي تدل عليه هذه العبارة صحيح جائز ..لكن كان قصدها بهذه العبارة أن تشكو إليه كثرة فقرها ..
فالفأر يكثر أين تكثر المؤونة و الزاد ..و لشدة فقرها كنت عليه بهذه العبارة ..


و الكناية ثلاثة أنواع :
1ـ كناية عن صفة : كقوله تعالى : " يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها .."
المعنى الظاهري هنا جائز لكن المقصود هنا هو الحالة التي ترافق يوم القيامة
و هي الهول و الرعب اللذان يسببان ذهول المرضعة عن رضيعها و إسقاط الحامل
حملها ..فهي إذن كناية عن صفة ..هي شدة الهول و الفزع ..
2- كناية عن موصوف : إذا قلنا بلاد
الرافدين ذات حضارة عريقة ..فالمعنى الظاهري هنا جائز .(بلاد الرافدين )
أي البلاد ذات النهرين ..و هو معنى صحيح ..لكنه يقصد بقوله بلاد العراق
..فهي إذن كناية عن موصوف و هو العراق ..
3- كناية عن نسبة : تأمل قول الشاعر :
إن في ثوبك الذي المجد فيه *******************لضياء يزري بكل ضياء ..
وجدت أن الشاعر قد صرح بصفتي الاضاءة و العظمة ..لكنه لم ينسبهما إلى من
يخاطبه مباشرة ..و إنما نسبهما إلى شيء له إتصال وثيق به و هو ثوبه ..مع
أنه يقصد الرجل نفسه ..و تسمى هذه : كناية عن نسبة ..

تفضلوا إخوتي ..هذه بعض الاساسيات ..و مازالت هنالك بقية ..
سأعود بإذن الله لأكمل ما بدأته و سأحملمعي بعض التمارين قصد توضيح المعنى لمن لم يفهم ..فانتظروني ..
دمتم في رعاية الله و حفظه ...أنتظر تفاعلكم المميز كما عودتموني ...[/