الصوم حالة وجدانية
الجمعة 1 مايو - 11:38
نبدأ الحديث عن مشكلة تحصل كل سنة مع بداية شهر رمضان وهي اختلاف في مطالع القمر وتحديد الهلال وتوحيده بين الدول الاسلامية.
في البداية نريد أن نوضح الحق في هذه النقطة لأن الكثير من الدعاة وخطباء المساجد يخطئون في هذا الموضوع. الرسول r قال في الحديث "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غّم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً" ونفهم من كلمة غُمّ أنه سيغم على البعض لا على الكل. ونقول أن لكل بلد مطلع وفإذا أردنا أن تبدأ الصيام مع المملكة العربية السعودية مثلاً أو غيرها من البلاد فهل نفطر معهم عندما يؤذن المغرب عندهم؟ بالطبع لا فالقصة أن المطالع لا بد أن تختلف. الشمس مرتبطة بالمشرق والمغرب كل يوم والهلال يضبط الشهور ولو كان المطلوب أن يتوحد الجميع في هلال واحد فعليهم أن يوحدوا عندها الافطار كل يوم وأوقات الصلوات وهذا لا يقارن بالحج إذا ما سأل سائل كيف نتفق على وقت الحج فنقول أن الحج هو في المملكة العربية السعودية وعلى الجميع أن يلتزم بتوقيتهم ورؤيتهم لهلال ذي الحجة. إذن لا بد أن يكون لكل بلد مطلع فالذي يرى الهلال يصوم والذي تغرب عنده الشمس يفطر وليس من أوجه الفرقة أن تختلف المطالع بين الدول الاسلامية. وفي هذا حكمة إلهية حتى يكون السجود متعاقباً على الكرة الأرضية وكذلك الصيام والافطار وقد تجد من يفطر في مكان ما ويقابله من بدأ الصيام على الكرة الأرضية.
وللناس الذين يعيشون في دول غير اسلامية يصومون على أقرب دولة لهم وهناك فتاوى من الأزهر الشريف بذلك في الصوم وفي الأذان ويمكن للتحري اضافة بعض الوقت أيضاً.
سؤال: من المنطقي عند الاستعداد لرمضان أن نسأل ما هو المطلوب هل الصيام امساك عن الطعام والشراب فقط؟
الصيام أعمق من هذا بكثير وهناك عدد كبير من الناس وصل قريباً من مراد الله تعالى في الصيام وهناك كثيرون تركوا السهر في ما يسمى بالخيم الرمضانية ولله الحمد. نحن نصوم ونمسك عن الحلال في نهار رمضان لنفهم أنه تدريب لنا ونحن نمسك عن الحرام باسلامنا فبمجرد أن يدخل أحد من الناس الاسلام يمسك عن المحرمات. الصيام عبادة سلبية لأنه امتناع عن حلال (طعام، شراب، جماع) فهذا امتناع سلبي فعندما أسمع أذان الفجر أمتنع عن الطعام والشراب والجماع. وهذا سر حديث " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" كل عمل ابن آدم له (له) أي تسجله الملائكة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به وكلمة أجزي به وضحت كلمة (لي) فكل الأعمال التي يقوم بها ابن آدم تسجلها الملائكة وتراها وتكتبها لكن الصوم نيّة في القلب وإمساك جوارح وليس معدة فقط أثبتها الله تعالى وطمأننا عليها. الصياك عبادة سلبية كما قلنا فماذا تكتب الملائكة؟ أن فلاناً لم يأكل أو لم يشرب؟ (لي) لأن الله تعالى إن صحّ التعبير صائم أبداً فهو الصمد لا يأكل ولا يشرب ولا يطعم ولا ينام ولا يشتهي وأنت في رمضان تأخذ صفة من صفات المولى عز وجل وحتى في باقي الشهور لم يحرمنا منها الرسول r فأوصانا بصيام ست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس والرسول r كان يكثر الصيام في شعبان وكان يواصل الصوم وينهى المسلمين عنه ويقول إني أُطعم والرسول r عمل لنا تدريب في شعبان وكان كما أشرنا يكثر الصيام فيه باستثناء يوم الشك بحسب حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها.
سؤال: هل هناك درجات للصوم وكيف يكون التدريب على الصوم؟
الصيام تدريب للنفس وقوة الارادة والفقهاء قسموا الصيام الى أنواع صيام العوام وصيام الخواص وخواص الخواص. الصيام نيّة والنيّة كما قال r في الحديث "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" فلنقل مثلاً أن أحدنا يصوم الاثنين والخميس وفي يوم ثلاثاء خرج من بيته دون أن يأكل أو يشرب وقضى يومه كله دون طعام وعندما عاد الى البيت قال يا ليتني صمت هذا اليوم فهل هذا هو مفهوم الصوم؟ كلا لأن الصوم ليس فقط نية في الامتناع عن الطعام والشراب لكن عندما أنوي الصيام يجب أن يكون في نيتي أنه لو سابني أحد أو شتمني فأقول إن امؤ صائم كما علمنا رسول الله r. فالصيام حالة من حالات تهذيب النفس وعرض الاسلام الحق. هذا الدين بُني على تهذيب النفس وتدريب النفس وتأذديب النفس. أنت تمسك عن الحلال في رمضان فإن عرض الشيطان عليك بأمر تقول إني امرؤ صائم. والصيام جاء فريضة في شهر رمضان وكفارة في الظهار وكفارة الحلق للمتمتع بالعمرة الى الحج وكفارة اليمين والقتل وهذا كله يدل على أن الصوم تهذيب للنفس.
وسبق أن تكلمنا عن الفرق بين الصوم والصيام وقلنا أنه في قصة مريم عليها السلام قالت: (إني نذرت للرحمن صوماً قلن أكلم اليوم إنسيا) فهذا توجيه لنا أن الذي تأتيه نعمة كبيرة يصوم شكراً لله تعالى عليها. لمّا كلفنا الله تعالى قال (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ولم يقل الصوم أما في قصة مريم عليها السلام (إني نذرت للرحمن صوما) . تعريف الصيام هو نية محلها القلب ةليست كلاماً يقال (صائم عن كل حلال من طعام وشراب وجماع) والصوم اضيف اليه الكلام والمشي فيما يغضب الله تعالى وفيما ليس له داعي. فالصوم أزود من الصيام ويزيد في الامتناعات عن الكلام (فلن أكلم اليوم إنسيا) لكن لوجاءها جبريل تكلمه فكأنها بصومها ارتقت الى درجة الملائكية ولم تعد في مستوى البشر فالصوم رفعها بحيث أصبحت تتعامل مع الملائكة لا مع البشر. فإذا صمت صوماً لا صياماً فإنك ترتقي وتتفوق على نفسك. ويجب على كل واحد فينا أن يسأل نفسه هل سأصوم وأنام طوال النهار أو أصلي التراويح ثم أذهب للخيمة؟ علينا أن نعلم أن الحساب في رمضان يومي فعلينا أن ننتبه لما نصوم عنه كل يوم وعلينا أن يكون صيامنا صيام عن الطعام والشراب والجماع وإمساك جوارح ايضاً. والجزاء مختلف في رمضان لأنه تعالى أخفى جزاء الصيام لأنها عبادة سرية لا يعلمها إلا هو سبحانه وجعل جزاءها سري أيضاً من المولى تعالى ونتيجة هذا الصيام نعرفه يوم القيامة أما باقي العبادات فيمكن حسابها في الدنيا فالحسنة بعشر أمثالها فنقدّر الجزاء أم الصوم فليس فيه تقديرات لأن الله تعالى أسرّها عنا فقال (وأنا أجزي به) والضمير (أنا) يجب أن نضع فيه صفة الرقيب على سرّية العباد ولو شغّلنا هذه الصفة في رمضان نتعود عليها في باقي الشهور ولهذا لم يحب الرسول r أن يسلخ المسلمين من رمضان مباشرة فأوصى بصيام الست من شوال ثم ثلاثة أيام من كل شهر ثم الاثنين والخميس من كل اسبوع ثم يكثر الصيام في شعبان ونذكر قوله r "ورمضان الى رمضان كفارة). فعلينا أن نقول: اللهم بلّغنا رمضان وأول ما نبلغه نقول الحمد لله الذي هدانل لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ثم غذا جاء رمضان التالي أحمد الله تعالى إن لم أفعل أو أرتكب شيئاً محرماً.
سؤال: موضوع النية: الرسول r في أحد الأيام عاد الى بيته فسأل عن طعام فأخبروه أنه لا طعام عندهم فقال إني صائم فكيف نفسر هذا مع النية المطلوبة للصيام؟
هذا في السنن أما في رمضان فالنية واجبة. هناك معركة مع النفس والشيطان لأنك في رمضان تمنع نفسك عن شيئ تحب أن تقعله فإذا نظرنا الى المسجد عند صلاة الفجر قبل رمضان نجد فيه صفان او ثلاثة على الأكثر من المصلين وفي رمضان لا تجد مكاناً للصلاة ثم أول يوم من شوال تجد فيه صفاً أو صفين. الروح والمادة هما جماع النفس وفكرة الصيام هي تثبيط للمادة. آدم خُلِق من تراب وماء وكل غذاء المادة من التراب والماء أي كل غذاء المادة مادة والانسان مادة وروح والروح هي منتهى السر الإلهي في الخلق فما هو غذاء الروح؟ الناس في رمضان تذهب للمسجد لأنه لما أمسكوا عن الطعام والشراب نزلت المادة وعلت الروح بالنسبة للمادة ثم بعد رمضان يعود لما كان عليه سابقاً لأن المادة ترتفع عن الروح. فلو عملنا شيئاً في رمضان نوصل الروح الى أعلى وليس صدفة أن يسمي الله تعالى قوام الحياة روحاً وساعة سماها روحاً كان له سبحانه مراد في ذلك وغذا سلّمنا وافترضنا أنها كانت صدفة فهل من الصدفة أن يسمي الله تعالى الوحي على اطلاقه روحاً (يلقي الروح من أمره على من يشاء)؟ وهل من الصدفة أن يسمي حامل الوحب وأمينه روحاً (نزل به الروح الأمين)؟ وهل من الصدفة أن يسمي القرآن منهج أمة محمد r روحاً (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) ؟ لا يمكن أن يكون كل هذا من باب الصدفة فتكرار الصدفة لا يكون صدفة فارجع للحكيم الخبير المهيمن العليم فكأنه تعالى نبهنا إلى أن القرآن روح والوحي روح وحامله روح والله تعالى يلفت نظرنا إلى أن غذاء الروح هو القرآن. فإذا هبطت المادة في رمضان غذي الروح بالقرآن حتى تعلو وتسمو واقرأ وتدبر القرآن حتى لو استغرقت في تدبر جزء واحد طيلة الشهر فلو تدبرنا الجزء الأول من سورة البقرة نخرج منها بأحكام عديدة وعلينا أن نستعد فنصوم لنثبط المادة ونغذي الروح بالقرآن والصلاة (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فالذي يتدبر القرآن ويسمو بروحه في رمضان على هذا النحو فإنه لن يترك الصلاة بعد رمضان ابداً والمفروض أن نقول لأنفسنا نحن أمسكنا عن الحلال في رمضان فيجب أن نمسك عن الحرام بعد رمضان وأرجو من الاخوة المدخنين أن يجربوا هذا ويمسكوا عن التدخين بعد رمضان بعد أن تعودوا الامساك عنها في نهار رمضان وبدل أن يأخذ سيجارة يقرأ سورة الفاتحة أو الاخلاص أو المعوذتين فيعملوا تدريباً روحياً ويعطوا الروح روحاً ويصلوا باتقان.
في البداية نريد أن نوضح الحق في هذه النقطة لأن الكثير من الدعاة وخطباء المساجد يخطئون في هذا الموضوع. الرسول r قال في الحديث "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غّم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً" ونفهم من كلمة غُمّ أنه سيغم على البعض لا على الكل. ونقول أن لكل بلد مطلع وفإذا أردنا أن تبدأ الصيام مع المملكة العربية السعودية مثلاً أو غيرها من البلاد فهل نفطر معهم عندما يؤذن المغرب عندهم؟ بالطبع لا فالقصة أن المطالع لا بد أن تختلف. الشمس مرتبطة بالمشرق والمغرب كل يوم والهلال يضبط الشهور ولو كان المطلوب أن يتوحد الجميع في هلال واحد فعليهم أن يوحدوا عندها الافطار كل يوم وأوقات الصلوات وهذا لا يقارن بالحج إذا ما سأل سائل كيف نتفق على وقت الحج فنقول أن الحج هو في المملكة العربية السعودية وعلى الجميع أن يلتزم بتوقيتهم ورؤيتهم لهلال ذي الحجة. إذن لا بد أن يكون لكل بلد مطلع فالذي يرى الهلال يصوم والذي تغرب عنده الشمس يفطر وليس من أوجه الفرقة أن تختلف المطالع بين الدول الاسلامية. وفي هذا حكمة إلهية حتى يكون السجود متعاقباً على الكرة الأرضية وكذلك الصيام والافطار وقد تجد من يفطر في مكان ما ويقابله من بدأ الصيام على الكرة الأرضية.
وللناس الذين يعيشون في دول غير اسلامية يصومون على أقرب دولة لهم وهناك فتاوى من الأزهر الشريف بذلك في الصوم وفي الأذان ويمكن للتحري اضافة بعض الوقت أيضاً.
سؤال: من المنطقي عند الاستعداد لرمضان أن نسأل ما هو المطلوب هل الصيام امساك عن الطعام والشراب فقط؟
الصيام أعمق من هذا بكثير وهناك عدد كبير من الناس وصل قريباً من مراد الله تعالى في الصيام وهناك كثيرون تركوا السهر في ما يسمى بالخيم الرمضانية ولله الحمد. نحن نصوم ونمسك عن الحلال في نهار رمضان لنفهم أنه تدريب لنا ونحن نمسك عن الحرام باسلامنا فبمجرد أن يدخل أحد من الناس الاسلام يمسك عن المحرمات. الصيام عبادة سلبية لأنه امتناع عن حلال (طعام، شراب، جماع) فهذا امتناع سلبي فعندما أسمع أذان الفجر أمتنع عن الطعام والشراب والجماع. وهذا سر حديث " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" كل عمل ابن آدم له (له) أي تسجله الملائكة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به وكلمة أجزي به وضحت كلمة (لي) فكل الأعمال التي يقوم بها ابن آدم تسجلها الملائكة وتراها وتكتبها لكن الصوم نيّة في القلب وإمساك جوارح وليس معدة فقط أثبتها الله تعالى وطمأننا عليها. الصياك عبادة سلبية كما قلنا فماذا تكتب الملائكة؟ أن فلاناً لم يأكل أو لم يشرب؟ (لي) لأن الله تعالى إن صحّ التعبير صائم أبداً فهو الصمد لا يأكل ولا يشرب ولا يطعم ولا ينام ولا يشتهي وأنت في رمضان تأخذ صفة من صفات المولى عز وجل وحتى في باقي الشهور لم يحرمنا منها الرسول r فأوصانا بصيام ست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس والرسول r كان يكثر الصيام في شعبان وكان يواصل الصوم وينهى المسلمين عنه ويقول إني أُطعم والرسول r عمل لنا تدريب في شعبان وكان كما أشرنا يكثر الصيام فيه باستثناء يوم الشك بحسب حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها.
سؤال: هل هناك درجات للصوم وكيف يكون التدريب على الصوم؟
الصيام تدريب للنفس وقوة الارادة والفقهاء قسموا الصيام الى أنواع صيام العوام وصيام الخواص وخواص الخواص. الصيام نيّة والنيّة كما قال r في الحديث "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" فلنقل مثلاً أن أحدنا يصوم الاثنين والخميس وفي يوم ثلاثاء خرج من بيته دون أن يأكل أو يشرب وقضى يومه كله دون طعام وعندما عاد الى البيت قال يا ليتني صمت هذا اليوم فهل هذا هو مفهوم الصوم؟ كلا لأن الصوم ليس فقط نية في الامتناع عن الطعام والشراب لكن عندما أنوي الصيام يجب أن يكون في نيتي أنه لو سابني أحد أو شتمني فأقول إن امؤ صائم كما علمنا رسول الله r. فالصيام حالة من حالات تهذيب النفس وعرض الاسلام الحق. هذا الدين بُني على تهذيب النفس وتدريب النفس وتأذديب النفس. أنت تمسك عن الحلال في رمضان فإن عرض الشيطان عليك بأمر تقول إني امرؤ صائم. والصيام جاء فريضة في شهر رمضان وكفارة في الظهار وكفارة الحلق للمتمتع بالعمرة الى الحج وكفارة اليمين والقتل وهذا كله يدل على أن الصوم تهذيب للنفس.
وسبق أن تكلمنا عن الفرق بين الصوم والصيام وقلنا أنه في قصة مريم عليها السلام قالت: (إني نذرت للرحمن صوماً قلن أكلم اليوم إنسيا) فهذا توجيه لنا أن الذي تأتيه نعمة كبيرة يصوم شكراً لله تعالى عليها. لمّا كلفنا الله تعالى قال (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ولم يقل الصوم أما في قصة مريم عليها السلام (إني نذرت للرحمن صوما) . تعريف الصيام هو نية محلها القلب ةليست كلاماً يقال (صائم عن كل حلال من طعام وشراب وجماع) والصوم اضيف اليه الكلام والمشي فيما يغضب الله تعالى وفيما ليس له داعي. فالصوم أزود من الصيام ويزيد في الامتناعات عن الكلام (فلن أكلم اليوم إنسيا) لكن لوجاءها جبريل تكلمه فكأنها بصومها ارتقت الى درجة الملائكية ولم تعد في مستوى البشر فالصوم رفعها بحيث أصبحت تتعامل مع الملائكة لا مع البشر. فإذا صمت صوماً لا صياماً فإنك ترتقي وتتفوق على نفسك. ويجب على كل واحد فينا أن يسأل نفسه هل سأصوم وأنام طوال النهار أو أصلي التراويح ثم أذهب للخيمة؟ علينا أن نعلم أن الحساب في رمضان يومي فعلينا أن ننتبه لما نصوم عنه كل يوم وعلينا أن يكون صيامنا صيام عن الطعام والشراب والجماع وإمساك جوارح ايضاً. والجزاء مختلف في رمضان لأنه تعالى أخفى جزاء الصيام لأنها عبادة سرية لا يعلمها إلا هو سبحانه وجعل جزاءها سري أيضاً من المولى تعالى ونتيجة هذا الصيام نعرفه يوم القيامة أما باقي العبادات فيمكن حسابها في الدنيا فالحسنة بعشر أمثالها فنقدّر الجزاء أم الصوم فليس فيه تقديرات لأن الله تعالى أسرّها عنا فقال (وأنا أجزي به) والضمير (أنا) يجب أن نضع فيه صفة الرقيب على سرّية العباد ولو شغّلنا هذه الصفة في رمضان نتعود عليها في باقي الشهور ولهذا لم يحب الرسول r أن يسلخ المسلمين من رمضان مباشرة فأوصى بصيام الست من شوال ثم ثلاثة أيام من كل شهر ثم الاثنين والخميس من كل اسبوع ثم يكثر الصيام في شعبان ونذكر قوله r "ورمضان الى رمضان كفارة). فعلينا أن نقول: اللهم بلّغنا رمضان وأول ما نبلغه نقول الحمد لله الذي هدانل لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ثم غذا جاء رمضان التالي أحمد الله تعالى إن لم أفعل أو أرتكب شيئاً محرماً.
سؤال: موضوع النية: الرسول r في أحد الأيام عاد الى بيته فسأل عن طعام فأخبروه أنه لا طعام عندهم فقال إني صائم فكيف نفسر هذا مع النية المطلوبة للصيام؟
هذا في السنن أما في رمضان فالنية واجبة. هناك معركة مع النفس والشيطان لأنك في رمضان تمنع نفسك عن شيئ تحب أن تقعله فإذا نظرنا الى المسجد عند صلاة الفجر قبل رمضان نجد فيه صفان او ثلاثة على الأكثر من المصلين وفي رمضان لا تجد مكاناً للصلاة ثم أول يوم من شوال تجد فيه صفاً أو صفين. الروح والمادة هما جماع النفس وفكرة الصيام هي تثبيط للمادة. آدم خُلِق من تراب وماء وكل غذاء المادة من التراب والماء أي كل غذاء المادة مادة والانسان مادة وروح والروح هي منتهى السر الإلهي في الخلق فما هو غذاء الروح؟ الناس في رمضان تذهب للمسجد لأنه لما أمسكوا عن الطعام والشراب نزلت المادة وعلت الروح بالنسبة للمادة ثم بعد رمضان يعود لما كان عليه سابقاً لأن المادة ترتفع عن الروح. فلو عملنا شيئاً في رمضان نوصل الروح الى أعلى وليس صدفة أن يسمي الله تعالى قوام الحياة روحاً وساعة سماها روحاً كان له سبحانه مراد في ذلك وغذا سلّمنا وافترضنا أنها كانت صدفة فهل من الصدفة أن يسمي الله تعالى الوحي على اطلاقه روحاً (يلقي الروح من أمره على من يشاء)؟ وهل من الصدفة أن يسمي حامل الوحب وأمينه روحاً (نزل به الروح الأمين)؟ وهل من الصدفة أن يسمي القرآن منهج أمة محمد r روحاً (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) ؟ لا يمكن أن يكون كل هذا من باب الصدفة فتكرار الصدفة لا يكون صدفة فارجع للحكيم الخبير المهيمن العليم فكأنه تعالى نبهنا إلى أن القرآن روح والوحي روح وحامله روح والله تعالى يلفت نظرنا إلى أن غذاء الروح هو القرآن. فإذا هبطت المادة في رمضان غذي الروح بالقرآن حتى تعلو وتسمو واقرأ وتدبر القرآن حتى لو استغرقت في تدبر جزء واحد طيلة الشهر فلو تدبرنا الجزء الأول من سورة البقرة نخرج منها بأحكام عديدة وعلينا أن نستعد فنصوم لنثبط المادة ونغذي الروح بالقرآن والصلاة (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فالذي يتدبر القرآن ويسمو بروحه في رمضان على هذا النحو فإنه لن يترك الصلاة بعد رمضان ابداً والمفروض أن نقول لأنفسنا نحن أمسكنا عن الحلال في رمضان فيجب أن نمسك عن الحرام بعد رمضان وأرجو من الاخوة المدخنين أن يجربوا هذا ويمسكوا عن التدخين بعد رمضان بعد أن تعودوا الامساك عنها في نهار رمضان وبدل أن يأخذ سيجارة يقرأ سورة الفاتحة أو الاخلاص أو المعوذتين فيعملوا تدريباً روحياً ويعطوا الروح روحاً ويصلوا باتقان.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى