عين بوسيف في حلقة من مسيرة عالم
الأربعاء 18 يناير - 23:08
عين بوسيف حلقة من مسيرة عالم
بالنسبة للعالم M. Reygasse فقد قدّم من جهته معارف جديدة بشأن المعالم الجنائزية الموجودة بالصحراء، و التي لم تكن معروفة من قبل حيث أطلق عليها تسمية الما قبل الإسلامية لشمال إفريقيا عوض مصطلح فجر التاريخ، و يعد موقع تيت الموجود شمال تمنراست من أهم المواقع التي أهتم بدراستها و قام بحفر معالمها الجنائزية(19).
و فيما يخص مناطق الأوراس، فإن أهم الأعمال الميدانية التي أجريت هي تلك التي قامت بها الفرقة الألمانية و التي كان يترأسها L. Frobenius في سنة 1916 (20) ، إذ قدّمت نتائج هامة تتعلّق بحفريات و دراسات المعالم الميغاليتية الخاصة بمقبرة ايشوكان(21).
و انطلاقا من النصف الثاني من القرن العشرين، تكاثفت الأبحاث في فترة فجر التاريخ و عرفت تقدّما كبيرا، إذ أجريت أشغال حفريات عديدة بمقابر موقعي بني مسوس و بونوارة و غيرهما التي عرفت نتائج هامة. إضافة إلى ذلك فقد تم إجراء استكشافات عديدة بمناطق سطيف و قسنطينة و بوسعادة بضواحي الهامل و فرندة بمنطقة تيارت و معسكر و بني صاف(22).
و لقد أثار G. Camps قضايا أكثر أهمية و إشكاليات مبهمة و غامضة في فترة فجر التاريخ، و خاصة تلك المتعلقة بالتعمير البشري المعروفة جيّدا في هذه الفترة و إبان عهد الإمبراطورية الرومانية، فأضاف في رسالته معطيات كثيرة و متنوعة حول مختلف آثار فجر التاريخ لبلاد المغرب. و يبدو أن السكان الريفيين كانوا قد حافظوا بأمانة على تقاليدهم و أساليب معيشتهم إلى فترات متأخرة، و هذا ما يصعب التدقيق في الحدود الزمنية.
و قد أستطاع G. Camps أن ي عرّف الفترة الكالكوليتية على أنها مرحلة انتقالية بين العصر الحجري الحديث و فجر التاريخ، عندما استعمل الإنسان صناعة الحجارة و النحاس في وقت واحد، كما تؤكده الاكتشافات في مواقع العصر الحجري الحديث في الساحل الغربي الجزائري(23).
2. الأبحاث الحديثة أو ما بعد الاستقلال
تعد الأبحاث في مجال فجر التاريخ بعد الاستقلال قليلة جدا إذا ما قورنت بالأبحاث القديمة، و كل ما هو معروف من أبحاث يمكن ذكر أعمال J. P. Savary الذي قدم طرحا جديدا في دراسة المعالم الجنائزية في موقع فدنون بمنطقة الطاسيلي- نازجر، حيث تمكّن أن يحصيها معتمدا على الصور الجوية، كما أبرز توزّعها الفضائي بالمنطقة، بالإضافة إلى ذلك فقد أوضح بأن الصّور الجوية ما هي إلا وسيلة تحضيرية ضرورية قبل بداية الحفرية حيث تصطدم بجملة من العقبات التي تشوّه المعطيات في كثير من الأحيان(24) ، و منذئذ لم يعد يهتم إلا قليل من الباحثين بهذه الفترة.
تلت هذه الأبحاث بعض الاستكشافات لبعض مواقع فجر التاريخ، في الشرق و في الوسط الجزائري خلال سنوات التسعينات، تضمنت الأولى اكتشافات منطقة نقاوس لجبال بلزمة بشمال غرب الأوراس، حيث تمت حفريات منتظمة بمقبرة سفيان خلال سنتي 1991 و 1992(25)، أما البحث الثاني فتضمن أعمال ميدانية بمنطقة آشير بنواحي عين بوسيف حيث تم العثور على مواقع كثيرة، و إجراء تنقيبات لبعض المعالم الجنائزية خلال سنتي 1991 و 1992 كذلك(26).
و أعقبت هذه الأعمال في سنوات 2005 و 2007 و 2008 أعمال أخرى تم من خلالها اكتشاف مواقع جديدة و عديدة غير معروفة بمنطقة الأغواط بجبل الميلق و الحويطة و وادي مزي و غيرها، خاصة أعمال التحري و التفتيش و حفريات لمنطقة وادي مزي التي لم يشر إليها الباحثون من قبل، رغم أهميتها من حيث عدد و تنوّع المعالم الجنائزية فيها و نظامها المعماري(27).
هذا، و قد أتاح الاستكشاف الذي أجري ما بين سنتي 2001 و 2007 بتحديد قطاعات شتى من مناطق الأوراس، و اكتشاف عدد معتبر من المعالم الجنائزية و تهييئات حجرية و حصون طبيعية و ملاجئ كهوفية ، تدل على ثراء كبير لا يزال في حاجة إلى بحث علمي دقيق. و تشكّل هذه المعالم الجنائزية القسط الأكبر من آثار فجر التاريخ في الأوراس، حيث يوجد البعض منها في شكل مجموعات و البعض الآخر في شكل مقابر كبيرة أما البقية الأخرى فهي مبعثرة، أما المقابر الكبيرة فهي تغطي مساحات معتبرة في غالب الأحيان ، خاصة بجبال بوعريف و الأوراس و البوص و جبل أحمر خدو و خاصة بمنطقة نقاوس.
كلمة شكر تكفي........
لنا عودة
- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11995 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
رد: عين بوسيف في حلقة من مسيرة عالم
الخميس 15 مارس - 20:09
مدينة تاريخية رائعة شكرا اخت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى