ألكسندر جراهام بيل
الأحد 2 مايو - 12:00
"ألكسندر جراهام بيل" (3 مارس 1847 - 2 أغسطس 1922) هو العالم البارز والمخترع والمهندس والمبتكر البارع الذي يرجع إليه الفضل في اختراع أول جهاز تليفون تم استخدامه في العالم. لقد ارتبط كل من والد "بيل" وجده وأخيه بالعمل في مجال التخاطب وتصحيح النطق وتعليم الكلام للصم والبكم، وكانت والدته وزوجته من الصم؛ الأمر الذي كان له أثر بالغ على حياة "بيل" وعمله.[1] وعلاوةً على ذلك، فقد دفعه بحثه في مجال السمع والكلام إلى إجراء تجارب عديدة على أجهزة السمع؛ الأمر الذي مكنه في النهاية من اختراع أول جهاز تليفون والحصول على أول براءة اختراع مسجلة بذلك في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1876. [2] وبالنظر إلى حياته العلمية، نجد أن "جراهام بيل" اعتبر أن أبرز اختراعاته وأشهرها؛ ألا وهو اختراع التليفون، كان يعد بمثابة أمر توصل إليه بمحض الصدفة خلال ممارسته لعمله الأصلي بوصفه عالمًا في مجال الصوت، كما أنه رفض أن يكون لديه تليفون في حجرة مكتبه.[3]ومن الجدير بالذكر أنه قد نُسِبَت له العديد من الاختراعات الأخرى التي أثْرَت حياته العلمية ولا سيما في الفترة الأخيرة من حياته، ومن بينها عمله الذي أحدث تقدمًا مذهلاً في صناعة زوارق وسفن الهايدروفويل (Hydrofoils) وعلم الطيران. في عام 1888، أصبح "ألكسندر جراهام بيل" أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية الجغرافية الوطنية في واشنطن (The National Geographic Society).[4]
تعليمه
عندما كان طفلاً صغيرًا، تعلم "جراهام بيل" مثل إخوته على يد والده حيث تلقى مراحل تعليمه الأولى بالبيت. وعلى الرغم من ذلك، فإنه في سن مبكرة التحق بالمدرسة الثانوية الملكية(The Royal High School) في مدينة إدنبرة باسكتلندا وتخرج منها وهو في الخامسة عشرة من عمره وهو بذلك أكمل أول المراحل الأربع فقط.[16] وكان سجله المدرسي حينذاك عاديًا إلا أنه كان يتميز بكثرة غيابه وتخلفه عن الحضور إلى مدرسته وعلاوة على ذلك فكانت الدرجات التي يحصل عليها عادية أيضًا ولا تلفت النظر إليه. وكان ينصب جم اهتمامه على دراسة العلوم، ولا سيما علم الأحياء، بينما كان لا يبدي أي اهتمام بالمواد الدراسية الأخرى؛ الأمر الذي كان يفزع والده الذي يتسم بالشدة.[17] وعقب تخرجه من هذه المدرسة، سافر "جراهام بيل" إلى مدينة لندن للعيش بصحبة جده "ألكسندر بيل". وخلال العام الذي قضاه مع جده، بدأت بوادر حبه للتعلم والتعليم تبدو، حيث اعتاد على قضاء ساعات طويلة في المناقشة الجادة والدراسة. بذل جده "بيل" جهودًا كبيرة سعيًا وراء حث تلميذه الصغير على تعلم كيفية التحدث بوضوح والتحلي بأسلوب الإقناع إيمانًا منه بأهمية هذه الصفات التي ينبغي على "بيل" الصغير التحلي بها لكي يصبح معلمًا لنفسه.[18] وعندما بلغ "بيل" السادسة عشرة من عمره، فإنه تمكن من تعلم وتعليم فن التخاطب والموسيقى وذلك في وستون هاوس أكاديمي (Weston House Academy) بمدينة إلجين، موراي، اسكتلندا. على الرغم من أنه كان طالبًا مسجلاً في دراسة اللغتين اللاتينية واليونانية، فإنه كان يُعلِّم الدروس ويعطيها بنفسه في مقابل تناول الطعام وعشرة جنيه إسترليني عن كل حصة.[19] وفي العام التالي، التحق بجامعة إدنبرة (The University of Edinburgh) بصحبة أخيه الأكبر "ميلفيل" الذي كان ملتحقًا بهذه الجامعة منذ عام مضى
التليفون
وبحلول عام 1874، كان قد دخل عمل "بيل" على التلغراف التوافقي في بدايته مرحلة التشكيل مع ظهور أول بوادر للتقدم أدت إلى تحقيقه نجاحًا كبيرًا من خلال عمله في معمله الجديد في بوسطن (المكان المستأجر) وكذلك في منزل أسرته في كندا.
وعلى الرغم من أن "بيل" كان يعمل في صيف هذا العام بمدينة برا11نتقورد، فإنه أجرى تجاربه على الفونوتوغراف (phonautograph) وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية التي تبدو على الزجاج المدخن (smoked glass) عن طريق تتبع الاهتزازات لتسجيل الصوت.[47] ورأى "بيل" أنه ربما يكون من الممكن توليد تيارات كهربائية موجية مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية.[48] كما اعتقد "بيل" أن القصبات المعدنية المتعددة تتوافق مع الترددات المختلفة مثلما تستطيع إحدى الآلات الموسيقية (القيثار) تحويل التيارات الموجية المترددة إلى صوت. ولكنه كان لا يمتلك بين يديه نموذجًا عمليًا لإبداء مدى جدوى هذه الأفكار.[49]في عام 1874، اتسعت حركة الرسائل التلغرافية بشكل سريع وكما ورد على لسان رئيس شركة ويسترن يونيون (Western Union)، "ويليام أورتون" (William Orton)، أن ذلك أصبح يعد بمثابة "الجهاز العصبي للتجارة"
. كما عقد "أورتون" اتفاقًا مع المخترعين "توماس إديسون" (Thomas Edison) و"إليشا جراي" (Elisha Gray)لإيجاد طريقة تسهل إرسال الرسائل التلغرافية المتعددة عبر كل خط من خطوط التلغراف بهدف تجنب التكلفة الكبيرة التي يتم إنفاقها على إنشاء خطوط جديدة. وعندما أشار "بيل" إلى "جاردنر هوبارد" و"توماس ساندرز" بأنه يعمل على طريقة لإرسال نغمات الصوت المتعددة عبر سلك التلغراف مستخدمًا أداة متعددة القصبات، بدأ هذان الرجلان الثريان اللذان يتوليان مسئولية رعاية مشروع هذا الاختراع في تقديم الدعم المالي للتجارب التي يجريها "بيل".[50] أما الأمور التي تتعلق ببراءة الاختراع، فكان يتعهد بها محامي "هوبارد"، ويُدعى "أنتوني بولوك" (Anthony Pollok)، المحامي المختص ببراءات الاختراع.[51] وفي مارس عام 1875، زار "بيل" و"بولوك" عالم الفيزياء البارز "جوزيف هنري" (Joseph Henry) الذي أصبح فيما بعد مدير مؤسسة سميثسونيان (Smithsonian Institution) وطلبا منه إسداء النصيحة حول الجهاز الكهربائي متعدد القصبات الذي يأمل "بيل" في أنه قد ينقل صوت البشر عبر التلغراف. وأجاب "هنري" بأن "بيل" لديه "فكرة أساسية لاختراع عظيم". وعندما قال "بيل" إنه ليس لديه المعلومات الكافية ولا المعرفة التي تمكنه من مواصلة تجاربه، رد عليه "هنري" قائلاً: "حاول أن تتفهمها جيدًا". وكان هذا الحوار بمثابة دافع كبير حث "بيل" على مواصلة إجراء التجارب حتى وإن لم يكن لديه الأدوات المطلوبة لمساعدته على الاستمرار في إجراء تجاربه، أو كان ليست لديه القدرة على إيجاد نموذج عملي لتطبيق أفكاره. ومع ذلك، فإن الفرصة التي سنحت بمقابلة بين "بيل" و"توماس إيه واطسون" (Thomas A. Watson)، وهو مصمم كهربائي من ذوي الخبرة وعالم في الميكانيكا في مؤسسة الآلات الكهربائية لـ "تشارلز ويليامز" (Charles Williams) قد غيرت كل ذلك. ومن خلال الدعم المالي الذي قدمه كل من "ساندرز" و"هوبارد"، استطاع "بيل" تعيين "توماس واطسون" كمساعد له، وبدأ الاثنان في إجراء التجارب حول إمكانية إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي (acoustic telegraphy). وفي يوم 2 يونيو عام 1875، استطاع "واطسون" بطريق الصدفة أن يمسك بإحدى القصبات واستطاع "بيل" من نهاية طرف السلك المستقبل سماع النغمات التوافقية للقصبة وهذه النغمات قد تعد ضرورية لنقل الكلام. وقد استنتج "بيل" من خلال ذلك أن قصبة واحدة أو عضو إنتاج واحد يعد ضروريًا وليس العديد من القصبات. وأدى ذلك إلى اختراع التليفون الذي اعتمد مصدر طاقته على ضغط الصوت وقوته بدلاً من الاعتماد على البطارية أو أي مصدر آخر من مصادر الطاقة كالكهرباء مثلاً، هذا بالإضافة إلى أن هذا التليفون استند في عمله إلى كل هيكل قائم تتوسطه قطعة متعارضة واستطاع في الوقت نفسه أن ينقل الأصوات دون تمييز ولكنه لم يستطع نقل الكلام بوضوح.
وفاته
لقد توفي "بيل" في 2 أغسطس عام 1922 إثر إصابته بمرض السكر في ضيعته Beinn Bhreagh بنوفا سكوتيا عن عمر يناهز 75 عامًا.[105] كما أنه كان يعاني أيضًا من الأنيميا الخبيثة (أو ما يسمى بفقر الدم الوبيل).[106] وعلى الرغم من حبها لزوجها ومعايشتها لصراعه الطويل مع المرض، تهمس "مابيل" قائلة: "لا تتركني". وأشار "بيل" بيده على سبيل الرد قائلاً "لا"، ثم بعد ذلك لفظ أنفاسه الأخيرة.[107] وعند وفاة "بيل" وخلال تشييع جنازته، ".... توقف عمل كل تليفون في قارة أمريكا الشمالية كدقيقة حداد تعبيرًا عن مدى تقديرهم للرجل الذي منح البشرية وسيلة من وسائل الاتصال المباشر لمسافات بعيدة". ' [108] أما فيما يتعلق بالدروس المستفادة من وفاة "بيل"، أرسل رئيس الوزراء الكندي "ماكنزي كينج" برقية عزاء للسيدة "مابيل" قرينة "بيل" عقب وفاته قائلاً فيها:
"تعرب الحكومة لسيادتكم عن خالص عزائها ومدى خسارة العالم أجمع لوفاة زوجكم العالم الجليل. ونود أن نشير إلى أنه لمن دواعي فخر واعتزاز هذا البلد دائمًا وأبدًا أن الاختراع العظيم الذي ارتبط اسمه به وسيُخلد اسمه معه على الدوام سيعد جزءًا من تاريخ هذا البد. فباسم شعب كندا، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن خالص تقديرنا ومواساتنا لكم في الحادث الأليم الذي ألمَّ بكم."
لقد دُفن الدكتور "ألكسندر جراهام بيل" في أعلى جبل Beinn Bhreagh، بضيعته التي كان قد قضى فيها 35 عامًا الأخيرة من حياته والتي تطل على بحيرة Lake Bras d'Or. وكان قد خلف وراءه زوجته وابنتيه، "إليسا ماي" و"ماريون".
تعليمه
عندما كان طفلاً صغيرًا، تعلم "جراهام بيل" مثل إخوته على يد والده حيث تلقى مراحل تعليمه الأولى بالبيت. وعلى الرغم من ذلك، فإنه في سن مبكرة التحق بالمدرسة الثانوية الملكية(The Royal High School) في مدينة إدنبرة باسكتلندا وتخرج منها وهو في الخامسة عشرة من عمره وهو بذلك أكمل أول المراحل الأربع فقط.[16] وكان سجله المدرسي حينذاك عاديًا إلا أنه كان يتميز بكثرة غيابه وتخلفه عن الحضور إلى مدرسته وعلاوة على ذلك فكانت الدرجات التي يحصل عليها عادية أيضًا ولا تلفت النظر إليه. وكان ينصب جم اهتمامه على دراسة العلوم، ولا سيما علم الأحياء، بينما كان لا يبدي أي اهتمام بالمواد الدراسية الأخرى؛ الأمر الذي كان يفزع والده الذي يتسم بالشدة.[17] وعقب تخرجه من هذه المدرسة، سافر "جراهام بيل" إلى مدينة لندن للعيش بصحبة جده "ألكسندر بيل". وخلال العام الذي قضاه مع جده، بدأت بوادر حبه للتعلم والتعليم تبدو، حيث اعتاد على قضاء ساعات طويلة في المناقشة الجادة والدراسة. بذل جده "بيل" جهودًا كبيرة سعيًا وراء حث تلميذه الصغير على تعلم كيفية التحدث بوضوح والتحلي بأسلوب الإقناع إيمانًا منه بأهمية هذه الصفات التي ينبغي على "بيل" الصغير التحلي بها لكي يصبح معلمًا لنفسه.[18] وعندما بلغ "بيل" السادسة عشرة من عمره، فإنه تمكن من تعلم وتعليم فن التخاطب والموسيقى وذلك في وستون هاوس أكاديمي (Weston House Academy) بمدينة إلجين، موراي، اسكتلندا. على الرغم من أنه كان طالبًا مسجلاً في دراسة اللغتين اللاتينية واليونانية، فإنه كان يُعلِّم الدروس ويعطيها بنفسه في مقابل تناول الطعام وعشرة جنيه إسترليني عن كل حصة.[19] وفي العام التالي، التحق بجامعة إدنبرة (The University of Edinburgh) بصحبة أخيه الأكبر "ميلفيل" الذي كان ملتحقًا بهذه الجامعة منذ عام مضى
التليفون
وبحلول عام 1874، كان قد دخل عمل "بيل" على التلغراف التوافقي في بدايته مرحلة التشكيل مع ظهور أول بوادر للتقدم أدت إلى تحقيقه نجاحًا كبيرًا من خلال عمله في معمله الجديد في بوسطن (المكان المستأجر) وكذلك في منزل أسرته في كندا.
وعلى الرغم من أن "بيل" كان يعمل في صيف هذا العام بمدينة برا11نتقورد، فإنه أجرى تجاربه على الفونوتوغراف (phonautograph) وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية التي تبدو على الزجاج المدخن (smoked glass) عن طريق تتبع الاهتزازات لتسجيل الصوت.[47] ورأى "بيل" أنه ربما يكون من الممكن توليد تيارات كهربائية موجية مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية.[48] كما اعتقد "بيل" أن القصبات المعدنية المتعددة تتوافق مع الترددات المختلفة مثلما تستطيع إحدى الآلات الموسيقية (القيثار) تحويل التيارات الموجية المترددة إلى صوت. ولكنه كان لا يمتلك بين يديه نموذجًا عمليًا لإبداء مدى جدوى هذه الأفكار.[49]في عام 1874، اتسعت حركة الرسائل التلغرافية بشكل سريع وكما ورد على لسان رئيس شركة ويسترن يونيون (Western Union)، "ويليام أورتون" (William Orton)، أن ذلك أصبح يعد بمثابة "الجهاز العصبي للتجارة"
. كما عقد "أورتون" اتفاقًا مع المخترعين "توماس إديسون" (Thomas Edison) و"إليشا جراي" (Elisha Gray)لإيجاد طريقة تسهل إرسال الرسائل التلغرافية المتعددة عبر كل خط من خطوط التلغراف بهدف تجنب التكلفة الكبيرة التي يتم إنفاقها على إنشاء خطوط جديدة. وعندما أشار "بيل" إلى "جاردنر هوبارد" و"توماس ساندرز" بأنه يعمل على طريقة لإرسال نغمات الصوت المتعددة عبر سلك التلغراف مستخدمًا أداة متعددة القصبات، بدأ هذان الرجلان الثريان اللذان يتوليان مسئولية رعاية مشروع هذا الاختراع في تقديم الدعم المالي للتجارب التي يجريها "بيل".[50] أما الأمور التي تتعلق ببراءة الاختراع، فكان يتعهد بها محامي "هوبارد"، ويُدعى "أنتوني بولوك" (Anthony Pollok)، المحامي المختص ببراءات الاختراع.[51] وفي مارس عام 1875، زار "بيل" و"بولوك" عالم الفيزياء البارز "جوزيف هنري" (Joseph Henry) الذي أصبح فيما بعد مدير مؤسسة سميثسونيان (Smithsonian Institution) وطلبا منه إسداء النصيحة حول الجهاز الكهربائي متعدد القصبات الذي يأمل "بيل" في أنه قد ينقل صوت البشر عبر التلغراف. وأجاب "هنري" بأن "بيل" لديه "فكرة أساسية لاختراع عظيم". وعندما قال "بيل" إنه ليس لديه المعلومات الكافية ولا المعرفة التي تمكنه من مواصلة تجاربه، رد عليه "هنري" قائلاً: "حاول أن تتفهمها جيدًا". وكان هذا الحوار بمثابة دافع كبير حث "بيل" على مواصلة إجراء التجارب حتى وإن لم يكن لديه الأدوات المطلوبة لمساعدته على الاستمرار في إجراء تجاربه، أو كان ليست لديه القدرة على إيجاد نموذج عملي لتطبيق أفكاره. ومع ذلك، فإن الفرصة التي سنحت بمقابلة بين "بيل" و"توماس إيه واطسون" (Thomas A. Watson)، وهو مصمم كهربائي من ذوي الخبرة وعالم في الميكانيكا في مؤسسة الآلات الكهربائية لـ "تشارلز ويليامز" (Charles Williams) قد غيرت كل ذلك. ومن خلال الدعم المالي الذي قدمه كل من "ساندرز" و"هوبارد"، استطاع "بيل" تعيين "توماس واطسون" كمساعد له، وبدأ الاثنان في إجراء التجارب حول إمكانية إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي (acoustic telegraphy). وفي يوم 2 يونيو عام 1875، استطاع "واطسون" بطريق الصدفة أن يمسك بإحدى القصبات واستطاع "بيل" من نهاية طرف السلك المستقبل سماع النغمات التوافقية للقصبة وهذه النغمات قد تعد ضرورية لنقل الكلام. وقد استنتج "بيل" من خلال ذلك أن قصبة واحدة أو عضو إنتاج واحد يعد ضروريًا وليس العديد من القصبات. وأدى ذلك إلى اختراع التليفون الذي اعتمد مصدر طاقته على ضغط الصوت وقوته بدلاً من الاعتماد على البطارية أو أي مصدر آخر من مصادر الطاقة كالكهرباء مثلاً، هذا بالإضافة إلى أن هذا التليفون استند في عمله إلى كل هيكل قائم تتوسطه قطعة متعارضة واستطاع في الوقت نفسه أن ينقل الأصوات دون تمييز ولكنه لم يستطع نقل الكلام بوضوح.
وفاته
لقد توفي "بيل" في 2 أغسطس عام 1922 إثر إصابته بمرض السكر في ضيعته Beinn Bhreagh بنوفا سكوتيا عن عمر يناهز 75 عامًا.[105] كما أنه كان يعاني أيضًا من الأنيميا الخبيثة (أو ما يسمى بفقر الدم الوبيل).[106] وعلى الرغم من حبها لزوجها ومعايشتها لصراعه الطويل مع المرض، تهمس "مابيل" قائلة: "لا تتركني". وأشار "بيل" بيده على سبيل الرد قائلاً "لا"، ثم بعد ذلك لفظ أنفاسه الأخيرة.[107] وعند وفاة "بيل" وخلال تشييع جنازته، ".... توقف عمل كل تليفون في قارة أمريكا الشمالية كدقيقة حداد تعبيرًا عن مدى تقديرهم للرجل الذي منح البشرية وسيلة من وسائل الاتصال المباشر لمسافات بعيدة". ' [108] أما فيما يتعلق بالدروس المستفادة من وفاة "بيل"، أرسل رئيس الوزراء الكندي "ماكنزي كينج" برقية عزاء للسيدة "مابيل" قرينة "بيل" عقب وفاته قائلاً فيها:
"تعرب الحكومة لسيادتكم عن خالص عزائها ومدى خسارة العالم أجمع لوفاة زوجكم العالم الجليل. ونود أن نشير إلى أنه لمن دواعي فخر واعتزاز هذا البلد دائمًا وأبدًا أن الاختراع العظيم الذي ارتبط اسمه به وسيُخلد اسمه معه على الدوام سيعد جزءًا من تاريخ هذا البد. فباسم شعب كندا، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن خالص تقديرنا ومواساتنا لكم في الحادث الأليم الذي ألمَّ بكم."
لقد دُفن الدكتور "ألكسندر جراهام بيل" في أعلى جبل Beinn Bhreagh، بضيعته التي كان قد قضى فيها 35 عامًا الأخيرة من حياته والتي تطل على بحيرة Lake Bras d'Or. وكان قد خلف وراءه زوجته وابنتيه، "إليسا ماي" و"ماريون".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى