- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11995 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
حماية الشعب السوري....
الأربعاء 9 مايو - 18:23
ودمع... لا يكفكف يا دمشق..! .. لـ : الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الحزائريين
سوريا! يا درّة في معاجم الفلسفة والأدب! ويا غرّة في جبين تاريخ الأعاجم والعرب! ويا قمّة الإبداع في فنّ الموشحات، والقصائد عبر الحقب! ويا دمعة في مآقي الأيامى، والثكالى، والمقاومين بأعلى الرتب!.
ارحمينا يا دمشق! فكفانا دماء، ودموعًا، وعرقًا، وأرقًا، وقتلاً، وسحْلاً، ومآسي وكُرَب؛ على مسرح حمص، وحماة، والزبداني، وحلب. لقد سئم شعبك العربي، ومعه عشاق الحرية، والكرامة، من كلّ النسب، سئموا ما تقدمين للعالم، من مشاهد القتل للعزل الضعفاء، وهدم البيوت على ساكنيها الصبية، والشيوخ، والنساء، والمواطنين الأبرياء، ضجّ الجميع من جرائم الاختطاف، والاغتصاب، والتنكيل بجثث الأموات والأحياء، وكلّهم يشتكون ظلم طغيان الأرض إلى ربّ السماء.
ويتم كلّ هذا في سوريا بفعل فاعل مجهول، يُنكّر فيه القاتل والمقتول، ويتنصل من نتائجه المعارض والمسؤول.
حيّرنا –والله- الشأن السوري، حيث كلّ شيء يتّم تحت علامة "س" وبنسب للمجهول. نجحت سوريا في كلّ فنون المعرفة، فبرعت في الفلسفة والأدب، وحازت قطب السبق في فنون الطّب، والعلوم الدقيقة، والمسرح، والموسيقى والطرب، لكنّها فشلت في مجال السياسة، ولمّ الشمل، وجمع الشعب على الحقّ، والعدل، والاستقرار، والإخاء، والحب، والتسامح، وأبسط معاني القيم.
تنازع العلماء، والمثقفون، والعسكريون في أمر سوريا، فذهب كلّ فريق، بما لديهم فرحين... فالذين جمع بينهم المسجد، فرقتهم سياسة الحكم، ونرى كلّ فريق من موظفي السلطة، والدعاة، مختلفين وكلّ له وزنه في المجال العلمي الإسلامي، فخلف أي منهم، نصلي مطمئنين، وكلّ منهم له وجهة هو موليها؟.
فالشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ذلك العالم الرباني الذي عرفناه في ملتقيات الفكر الإسلامي، يصدع بكلمة الحقّ الدّيني، نجده اليوم يتصدّر صف المحامين عن النظام السوري، وتبرير كلّ الأعمال البشعة من قتل ودمار، على أنّها تصنف في خانة المؤامرة الخارجية، ومع الشيخ البوطي يتخندق مفتي الجمهورية السورية الشيخ "حسّون" ذلك الخطيب المصقع، الفصيح البارع، ليشيد هو الآخر على يد الحاكم السوري الأوحد، الرئيس بشار الأسد.
وبالمقابل، ينبري دعاة كالشيخ النابلسي، والشيخ البزم، وغيرهما للتنديد بأسلوب الحكم السوري، الذي يزرع الدمار، والخراب، يروّع بسلاحه، الظاهر والباطن، ومخابراته الشرسة، الآمنين العزل، من الشيوخ الركع، والأطفال الرضع، فيسومهم سوء العذاب.
وسواء أصحت نظرية المؤامرة الخارجية التي يروّج لها فضيلة الشيخ البوطي، والذين معه، أو ثبتت نظرية المؤامرة الداخلية على الشعب السوري من حكامه كما يذهب إلى ذلك الدعاة والعلماء المستقلون، فإنّ السؤال المحرج للنظام السوري يتمثل في المعادلة التالية:
إذا كان النظام هو من يقتل فتلك مصيبة، وإذا كانت العصابات المسّلحة هي التي تقتل فإنّ النظام يصبح فاقدًا لأهلية الحكم، لأنّه بات عاجزًا عن حماية شعبه، وهو الذي يملك جيشًا نظاميًا، وسلاحًا متطوّرًا، وتجربة طويلة في مجال المقاومة، وإنّ المصيبة في هذه الحالة تصبح أعظم.
وفي جميع الحالات، فإنّ الشعب هو الذي يدفع الثمن الباهض، ولا يجد من يحميه، ومهما يكن فإنّه ليعزّ علينا –والله- أن تسقط قلعة كالقلعة السورية التي كنّا نعدّها لمواجهة التحدي الأكبر، للأمّة العربية، وهو التحدي الصهيوني، تسقط تحت ضربات عصابات مسلحة، كما يصفها النظام السوري.
إنّ الحقيقة التي تفضي إليها المعادلة السورية هي أنّ عصر الحكم الفرد قد انصرم، وجاء عصر حكم الشعوب لنفسها بالأسلوب الذي ترتضيه، والعاقل من الحكام هو من يدرك هذه الحقيقة قبل فوات الأوان، وإلاّ فسينطبق عليه قول المرحوم الشاعر صالح خرفي في حكومة قي مولى عام 1956م:
حَكَمْتُمْ فَاِسْتَعَاذَ الْحُكْمُ مِنْكُم دَعُوهُ، لَسْتُمْ لِلحُكْمِ أَهْلاَ
إنّنا في حيرة من أمر سوريا حقًا، وإنّ دمعنا لا يكفكف يا دمشق كما قال شوقي.27
سوريا! يا درّة في معاجم الفلسفة والأدب! ويا غرّة في جبين تاريخ الأعاجم والعرب! ويا قمّة الإبداع في فنّ الموشحات، والقصائد عبر الحقب! ويا دمعة في مآقي الأيامى، والثكالى، والمقاومين بأعلى الرتب!.
ارحمينا يا دمشق! فكفانا دماء، ودموعًا، وعرقًا، وأرقًا، وقتلاً، وسحْلاً، ومآسي وكُرَب؛ على مسرح حمص، وحماة، والزبداني، وحلب. لقد سئم شعبك العربي، ومعه عشاق الحرية، والكرامة، من كلّ النسب، سئموا ما تقدمين للعالم، من مشاهد القتل للعزل الضعفاء، وهدم البيوت على ساكنيها الصبية، والشيوخ، والنساء، والمواطنين الأبرياء، ضجّ الجميع من جرائم الاختطاف، والاغتصاب، والتنكيل بجثث الأموات والأحياء، وكلّهم يشتكون ظلم طغيان الأرض إلى ربّ السماء.
ويتم كلّ هذا في سوريا بفعل فاعل مجهول، يُنكّر فيه القاتل والمقتول، ويتنصل من نتائجه المعارض والمسؤول.
حيّرنا –والله- الشأن السوري، حيث كلّ شيء يتّم تحت علامة "س" وبنسب للمجهول. نجحت سوريا في كلّ فنون المعرفة، فبرعت في الفلسفة والأدب، وحازت قطب السبق في فنون الطّب، والعلوم الدقيقة، والمسرح، والموسيقى والطرب، لكنّها فشلت في مجال السياسة، ولمّ الشمل، وجمع الشعب على الحقّ، والعدل، والاستقرار، والإخاء، والحب، والتسامح، وأبسط معاني القيم.
تنازع العلماء، والمثقفون، والعسكريون في أمر سوريا، فذهب كلّ فريق، بما لديهم فرحين... فالذين جمع بينهم المسجد، فرقتهم سياسة الحكم، ونرى كلّ فريق من موظفي السلطة، والدعاة، مختلفين وكلّ له وزنه في المجال العلمي الإسلامي، فخلف أي منهم، نصلي مطمئنين، وكلّ منهم له وجهة هو موليها؟.
فالشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ذلك العالم الرباني الذي عرفناه في ملتقيات الفكر الإسلامي، يصدع بكلمة الحقّ الدّيني، نجده اليوم يتصدّر صف المحامين عن النظام السوري، وتبرير كلّ الأعمال البشعة من قتل ودمار، على أنّها تصنف في خانة المؤامرة الخارجية، ومع الشيخ البوطي يتخندق مفتي الجمهورية السورية الشيخ "حسّون" ذلك الخطيب المصقع، الفصيح البارع، ليشيد هو الآخر على يد الحاكم السوري الأوحد، الرئيس بشار الأسد.
وبالمقابل، ينبري دعاة كالشيخ النابلسي، والشيخ البزم، وغيرهما للتنديد بأسلوب الحكم السوري، الذي يزرع الدمار، والخراب، يروّع بسلاحه، الظاهر والباطن، ومخابراته الشرسة، الآمنين العزل، من الشيوخ الركع، والأطفال الرضع، فيسومهم سوء العذاب.
وسواء أصحت نظرية المؤامرة الخارجية التي يروّج لها فضيلة الشيخ البوطي، والذين معه، أو ثبتت نظرية المؤامرة الداخلية على الشعب السوري من حكامه كما يذهب إلى ذلك الدعاة والعلماء المستقلون، فإنّ السؤال المحرج للنظام السوري يتمثل في المعادلة التالية:
إذا كان النظام هو من يقتل فتلك مصيبة، وإذا كانت العصابات المسّلحة هي التي تقتل فإنّ النظام يصبح فاقدًا لأهلية الحكم، لأنّه بات عاجزًا عن حماية شعبه، وهو الذي يملك جيشًا نظاميًا، وسلاحًا متطوّرًا، وتجربة طويلة في مجال المقاومة، وإنّ المصيبة في هذه الحالة تصبح أعظم.
وفي جميع الحالات، فإنّ الشعب هو الذي يدفع الثمن الباهض، ولا يجد من يحميه، ومهما يكن فإنّه ليعزّ علينا –والله- أن تسقط قلعة كالقلعة السورية التي كنّا نعدّها لمواجهة التحدي الأكبر، للأمّة العربية، وهو التحدي الصهيوني، تسقط تحت ضربات عصابات مسلحة، كما يصفها النظام السوري.
إنّ الحقيقة التي تفضي إليها المعادلة السورية هي أنّ عصر الحكم الفرد قد انصرم، وجاء عصر حكم الشعوب لنفسها بالأسلوب الذي ترتضيه، والعاقل من الحكام هو من يدرك هذه الحقيقة قبل فوات الأوان، وإلاّ فسينطبق عليه قول المرحوم الشاعر صالح خرفي في حكومة قي مولى عام 1956م:
حَكَمْتُمْ فَاِسْتَعَاذَ الْحُكْمُ مِنْكُم دَعُوهُ، لَسْتُمْ لِلحُكْمِ أَهْلاَ
إنّنا في حيرة من أمر سوريا حقًا، وإنّ دمعنا لا يكفكف يا دمشق كما قال شوقي.27
- جزائرية و الراس مرفوع
- الجنس :
عدد المساهمات : 36 نقاط التميز : 5775 تاريخ التسجيل : 22/02/2012 العمر : 29 الموقع : في قلب♥ حبيبتي♥ الجزائر
رد: حماية الشعب السوري....
الأربعاء 20 يونيو - 15:29
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى