توزيع أمناء الضبط على مراكز الإقتراع...

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم

نحن معشر موظفي قطاع العدالة لا نقرأ ،، وإن قرأنا لا نفقه ما قرأناه ،، وإن فقهنا لا نعمل به وسرعان ما تتلاشى الذكريات عندنا ،،

بالأمس القريب في افريل من سنة 2006 نظمت وزارة العدل أبوابا مفتوحة على مرفق القضاء وكانت ناجحة بصفة أبهرت الكثير والفضل في ذلك يعود للموظفين من أمناء وأسلاك خاصة المكلفين بالاعلام الآلي ،، وعند جني الثمار أطل علينا وزير العدل وأثنى على القضاة وشكرهم على المجهودات الجبارة مع أن كثيرا منهم لم يكلف نفسه عناء الحضور ، وكلمة الوزير حينها لم تتضمن أدنى إشارة الى باقي الموظفين .

وتوالت الأحداث بعدها وكل مرة يتلقى القضاة الشكر والتهاني وكأنهم وحدهم يسيرون جهاز العدالة ،، ولا أحد التفت الى الموظف الذي هو دائما شعلة النجاحات وشمعة الانتصارات فهو الذي يحرق نفسه لينعم الآخرون بالنور .

ولعل آخر هذه الأحداث حدث اشراف القضاء على الانتخابات التشريعية وحينها إختزلت وزارة العدل الأمر في القضاة دون سواهم وكلما تناولوا الموضوع لا يتحدثون إلا عن القضاة وكان العنوان البارز " إشراف القضاة على الانتخابات التشريعية لأول مرة في الجزائر " ،، لكن الواقع أن القضاء هو الذي أشرف على العملية الانتخابية والقضاء يساوي قاضي رئيس + أمين ضبط مساعد وهذه هي المعادلة الموجودة في كل عمل قضائي ،،

تم توزيع أمناء الضبط على مراكز الإقتراع على نفقاتهم الخاصة النقل والإطعام فهناك من قطع 100 كلم دون أن توفر له وسيلة نقل ، والغريب في تفكير وزارتنا أن مسؤوليها طلبوا من المسخرين أن يوافوهم بفاتورة النقل من عند صاحب السيارة وكذا فاتورة الإطعام من عند صاحب المطعم لترد إليهم ن.....هم بعد توزيع غنائم الانتخابات ، وهناك الكثير من البلديات النائية نجد صاحب السيارة فيها كلونديستان وصاحب المطعم بلا سجل تجاري فمن أين يتحصلون إذن على الفواتير ؟؟؟؟ والله مهزلة تضاف الى سجل مهازل وزارة العدل ،،، هل يعقل هذا ؟؟ القضاة لديهم كل شيء مسخر ونحن يطلبون منا دائما أن نبقى نلهث وراء كل شيء ،، يطلبون منا دائما أن نجد لهم حلولا لإخفاقاتهم ،، وبكل حسرة ومرارة سرعان ما تنطلي علينا الحيلة ونتوه دوما في البحث عن الحلول والتماس الأعذار للقضاة وكل مرة نقع في نفس الحفرة .

الانتخابات سينتهي أمرها وسيربح فيها من يربح ويخسر فيها من يخسر ،، وسيطل علينا ككل مرة مسؤولي بلدنا ليشكروا القضاة ، والقضاة فقط ويثنوا عليهم وينسبون لهم النجاحات المحققة أما نحن فسنتحمل الاخفاقات فقط .

نحن معشر موظفي العدالة لا نحسن التحكم في تكنولوجيا العصر" الانترنت " ونعزف عنها عزوفا تاما ربما 5 % فقط منا يلجون النت وعندهم اشتراك في بيوتهم والبقية لايهتمون بها مطلقا وربما ليس بحوزتهم حتى أجهزة الاعلام الآلي ،، والذين بامكانهم الولوج الى النت تجدهم في المناسبات فقط إضراب مثلا ،، وجلهم لا يحسنون ولا يتقنون أبجديات التواصل والحوار وإن وقفوا على موضوع لايعطونه الأهمية اللازمة واللائقة وقد يفهمونه الفهم القاصر أو الفهم الخاطئ وفهمهم هذا عادة ما يكون سببا في التهجم على كاتب الموضوع .

ومن هذا المنطلق أدعو جميع الزملاء الى إعطاء أهمية بالغة للأنترنت والتعامل مع المواضيع المدرجة بالفهم الجيد والنقاش البناء واضافة كل جديد من شأنه المساهمة في نهضة ورقي هذه الشريحة من الموظفين ، لأن الانترنت في بلدنا هي الفضاء الوحيد المفتوح لجميع شرائح المجتمع وهي الفضاء الوحيد الذي لايخضع لأي رقابة سلطوية .

لهذا زملائي الكرام زميلاتي الكريمات أوصيكم وألح عليكم وأتوسم فيكم أنكم لن تخيبوا رجائي ،، عليكم أنتم يامن تلجون النت أن تستدرجوا بعضكم بعضا للولوج الى عالم النت والمشاركة فيه بكل جديد ومفيد لشريحتنا حتى لايقال عنا أننا قوم لا نقرأ وإن قرأنا لانفقه .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته