هل نحن دولة؟!

هل نحن دولة؟! .. لـ : سعد بوعقبة ..

عجز السلطة في الجزائر لم يعد مقتصرا على عجزها عن حل مشاكل الشعب اليومية، التي ينتفض بشأنها في العديد من المدن والقرى والبلدان، بل أصبحت السلطة عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية التنظيمية، مثل تشكيل الحكومة وعمل البرلمان المزيف، وفرض الأمن والاستقرار في البلاد.

هل يمكن أن يأمل الشعب في سلطة لم تستطع تشكيل حكومة، حتى ولو كانت هزيلة، في نصف عام كامل، أن تحل مشاكله مهما كانت بسيطة وهزيلة؟!

مجلس الوزراء لم يجتمع مدة نصف سنة كاملة، ووزراء الحكومة نصفهم مقال ونصفهم الآخر تحوّل إلى وزير دون واو؟!

كيف تحترمنا الدول المحيطة بنا، أمنيا وسياسيا، والحكومة تعيش مع نفسها هذه المشاكل وعاجزة عن معالجة تكوينها، وليست عاجزة فقط عن معالجة مشاكل المواطنين الملحة؟!

لقد سمعت خبرا مضحكا مفاده أن مجلس الأمن الدولي يمكن أن يجتمع بشأن الوضع في الجزائر، ويعين متصرفا إداريا لتسيير البلد، ما دامت السلطة لم تستطع أن تجد، من بين صفوفها، من يصلح لأن يكون وزيرا أول أو أخير!

نعم الشعب الجزائري يتظاهر في الشوارع، ويطالب بتحسين أوضاعه، والسلطة عاجزة عن تعيين من بإمكانه أن يصرف للشعب الـ200 مليار دولار الموجودة في خزائن البنك العالمي!
أو خزائن بنك أمريكا! والحكومة التي لا تستطيع أن تشكل نفسها، في نصف عام، كيف تستطيع أن توزع على الجزائريين قفة رمضان بنجاح؟!

الغريب في الأمر أن الناس تتحدث، في الصالونات والمقاهي، عن خلافات حادة بين العسكر والرئاسة حول موضوع تشكيل الحكومة! وأن الاتفاق بين الاثنين لم يحصل، ولذلك لم تشكل الحكومة! وهذا، في حد ذاته، مضحكة سياسية تتطلب من الدول صاحبة المصلحة في الجزائر أن تطبق مبدأ حق التدخل لأسباب إنسانية! وهل هناك إنسانية أكثـر من أن يبقى البلد الذي به 35 مليون شخص، وهو بحجم قارة، رهين رداءة وفساد في السلطة وصل إلى حد العجز حتى عن تكوين العصابة التي تحكم البلد! في البلدان الأخرى عندما تعيش الحكومة أزمة، كالأزمة التي نعيشها الآن في الجزائر، يتم اللجوء إلى الانتخابات العامة لحل الإشكال، لكن عندنا نجري انتخابات عامة بالتزوير والاحتيال، لننجز أزمة في الحكومة، تؤدي إلى إلقائها، جزئيا أو كليا، وترك المفسدين يمارسون الفساد بحرية تامة! هل يمكن بعد هذا أن نتحدث عن وجود ما يشبه سلطة في هذا البلد.. حتى ولو كانت سلطة مخافر، أو وزراء من نوع عرائس القاراقوز؟!