رمضان كريم

نبارك للامة العربية والاسلامية قدوم الشهر الكريم ونأمل ان يكون هذا الشهر شهر خير وبركة على جميع البشرية.
هذا الشهر الفضيل يحتل مكانة خاصة في قلوب المؤمنين جميعا ولكن في السنوات الاخيرة تحول استقبال هذا الشهر الى مهرجان وسباق استهلاكي لا نظير له طوال العام.. فاقتناء المواد الغذائية والاستهلاكية في هذا الشهر في كل ارجاء الامة العربية يفسد المعنى الحقيقي لشهر الصيام.
كتاب الزوايا في الصحف الكويتية ينقسمون الى مجموعتين في كتاباتهم في هذا الشهر فالبعض منهم يتحولون الى وعاظ ومشايخ دين حيث يركزون على القضايا الايمانية واهمية الالتزام بكل فضائل العبادات في هذا الشهر، بينما يرى القسم الاخر من الكتاب بان قدوم هذا الشهر فرصة لمراجعة النفس وتقييمها واهمية التركيز على المعنى الحقيقي لهذا الشهر وهو حب الخير والتسامح والابتعاد عن ايذاء الاخرين او تجريحهم واهمية رضى النفس بما يرضي الله.
ما دفعنا الى كتابة هذه المقدمة هو المقالة المطولة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الامريكية يوم الاحد الماضي 2 اغسطس حيث خصص المقال لشرح وضع العمالة المنزلية «خدم المنازل» في دول الخليج العربية لا يتسع المقال لشرح تفاصيل التحقيق الصحفي لكن ما اثار اهتمامي في المقال هو ان الكاتب ركز على ظاهرة الخدم وهروبهم من منازل مخدوميهم الى سفارات بلدانهم في الكويت، حيث التقط عدة صور لهم في السفارة الفلبينية واجرى مقابلات صحفية معهم. ما يهمنا هنا هو ان الخدم كانوا يشتكون من سوء معاملتهم في شهر رمضان المبارك حيث اوضحوا بانهم يعملون صباحا في اعداد الطعام لاهل المنزل الصائمين حتى الافطار وبعد الافطار مطلوب منهم غسل الاواني والعمل على تنظيف المنزل حتى ساعات الفجر دون راحة واخذ ساعات كافية للنوم.
لا نعرف شخصيا مدى مصداقية ما صرحت به الخادمات الهاربات من البيوت لكن الامر المؤكد بالنسبة لنا هو عدم وجود قانون يحمي خدم المنازل وينظم ساعات عملهم ورواتبهم وحقوقهم بشكل عام رغم مطالبات جمعيات حقوق الانسان في الكويت ودول العالم بما فيهم تقرير وزارة الخارجية الامريكية عن اوضاع حقوق الانسان في الكويت.
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن سجل الكويت في مجال انتهاك حقوق الانسان لكننا مطالبون كشعب بالالتزام بالاخلاقيات والقيم التي دعا اليها الاسلام والتي من اهمها عدم ايذاء البشر في هذا الشهر فلا يجوز شرعا تشغيل الخدم لساعات طويلة في هذا الشهر فهم بشر مثلنا ظروفهم المعيشية وفقرهم ارغمهم على العمل لدينا.
لست شيخا من مشايخ الدين ولست واعظا لكن ايماني العميق باهمية الانسان وحسن معاملته والاهتمام به خصوصا الفقراء والمساكين من اهم رسائل الاديان السماوية للبشر جميعا.
لا نريد كلاما انشائيا عن اكرام الاسلام للبشر وهذا امر معروف لكن نريد تطبيقا عمليا للمبادئ التي يتاجر بها المزايدون من فقهاء الدين الذين يغفلون معاناة البشر في بلدنا خصوصا خدم المنازل هل سيصحو ضمير رجال الدين ويطالبون من المنابر في المساجد بحسن معاملة البشر العاملين في بيوتنا

yaw khlas ramdan ya hanouni el chbab