- طاعة الرحمان
- الجنس :
عدد المساهمات : 2261 نقاط التميز : 12243 تاريخ التسجيل : 26/03/2012 العمر : 28 الموقع : منتدى العمارية
الشمس والقمر .... ساعة الأرض
السبت 6 أكتوبر - 9:29
الشمس والقمر .... ساعة الأرض
من الطبيعي إنك إذا دخلت أي دائرة حكومية أو مؤسسة مصرفية فلا بد من أن تجد في بهو المبنى ساعة كبيرة تدور عقاربها لبيان الوقت , وكذلك غالب المنازل تجد في صالة الجلوس ساعة معلقة وغالبا ما توضع في مكان مرتفع حتى يتسنى للجميع معرفة الوقت حتى لا تفوت مصالحهم , ولا يخلو إنسان جاد في حياته من ساعة يحملها في معصمه ينظر إليها من حين إلى أخر حتى يتدارك الوقت ولا يمضي عليه وهو في غفلة , فأصبحت الساعات منتشرة في كل مكان فالسيارة يوجد بها ساعة والهاتف الجوال يوجد به ساعة بل حتى الساحات في الميادين العامة والأسواق تجد بها ساعة كبيرة مرتفعة تشير إلى الوقت , ومن أكبر الساعات شهرة في العالم من حيث الحجم وأعلاها ارتفاعا هي التي شيدت في المبنى البرج المقابل للمسجد الحرام لتنبه الناس من بعيد بدخول الوقت للصلاة ولضبط الوقت .
ودائما يختار واضع الساعة مكانا مميزا ومرتفعا لوضعها فيه من أجل أن تعم المصلحة ويستفيد الجميع من مشاهدة الساعة وضبط الوقت , فلو وضعت في مكان منزوي غير واضح أو في مكان منخفض فلن ينتبه أحد لوجود تلك الساعة , ومن الأماكن التي تكثر فيها الساعات هو المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وذلك لأهمية الوقت , ولم أرى مكانا ينافس في كثرة الساعات من هاذين المكانين , فمن يذهب هناك فسيرى الساعات المعلقة في كل مكان وفي كل جهة وبعضها متدلية من السقف لا يصعب عليك مشاهدتها من قريب أو من بعيد من أجل أن تعرف أن وقت الصلاة قد حان وعليك الاستعداد للوضوء , وهذا يدل على أهمية الوقت في حياة المسلم وقد أشار القرآن الكريم لقيمة الوقت يقول الله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر .
ولأهمية الوقت جعل الله للزمن حساب وجعل له آلية لضبط الوقت ومعرفته فكانت الشمس تمثل عقرب الساعات في السماء فبدوران الأرض حول نفسها تمثل الليل والنهار وزمنهما متقاربان ومجموعهما أربع وعشرون ساعة نصفهما يمثل الليل والنصف الأخر هو النهار واليوم هو مجموع ساعات الليل والنهار وليس المتعارف عليه أن اليوم هو النهار فقط , فإذا قال أحد أنه سافر خمسة أيام فالمقصود أنه سافر خمسة أيام ليلها بنهارها وليس زمن النهار فقط ولكن درج الناس على تخصيص اليوم بالنهار والليل تبع له فيقول بعض الفقهاء أذكار اليوم والليلة والصحيح أنه إذا جاء ذكر الليل واليوم في سياق واحد فيقصد باليوم هو النهار وإذا جاء ذكره منفردا فيقصد باليوم مشتملا على الجميع الليل والنهار , قال تعالى في ذكر الليل مجتمعا مع اليوم (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) الحاقة (7) وهنا المقصود باليوم هو النهار أي أن العذاب بدأ في النهار وتواصل ثم توقف عنهم في أخر فترة العذاب في النهار , وفي أية أخرى جاء ذكر اليوم منفردا في سياق الآية قال تعالى ( قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) العمران (41) والمقصود في هذه الآية هو الصيام عن الكلام في الليل والنهار لمدة ثلاثة أيام كاملة ولا يقصد بالإنفراد بالصوم بالنهار دون الليل .
وفي القديم لم يكن الناس يعرفون ساعة لقياس الوقت لمعرفة تناقص الزمن في النهار غير حركة الشمس وعلامة تغير الوقت تحول الظل من مكان إلى مكان , فمن وقت إشراقها حتى وقت غروبها فهو وقت النهار و كلما تحركت قليلا بعد إشراقها نحو وسط السماء صار ذلك وقت الضحى وإذا توسطت الشمس في كبد السماء صار وقت الزوال وإذا تحركت عن الزوال دخل وقت الظهر , وإذا تحركت وانكسرت حدتها وامتد الظل حتى صار ظل كل شيء مثله صار وقت العصر وإذا انحدرت نحو الغروب وبهت نورها حتى غابت دخل وقت المغرب , وتترك الشمس بعد غروبها انعكاسا خلفها في أفق السماء وهو احمرار يسمى الشفق الأحمر فإذا غاب الشفق الأحمر ودخلت ظلمة الليل صار وقت العشاء ويمتد هذا الوقت إلى منتصف الليل ثم بعد ذهاب الليل واقتراب وقت الفجر تنعكس أشعة الشمس على أفق المشرق قبل ظهورها تعلن بداية دخول الفجر ويسمى الفجر الصادق وهذا الزمن يسبق شروق الشمس بأكثر من ساعة ثم تشرق الشمس بكامل قرصها , وتتكرر العملية كل يوم إلى قيام الساعة , وكلما أشرقت الشمس دقت ساعة العمل وكلما دنت الشمس من الغروب خف شعاعها ودقت ساعة الرحيل ليتنبه من لديه عمل على أنجاز ما بقي من عمله قبل أن تغرب الشمس فيصعب على العاملين أداء عملهم في الظلام كمثل المزارعين ورعاة الماشية وغيرهم .
إن القمر ساعة أخرى جعلها الله تسبح في فلك السماء من أجل حساب الزمن فتنتقل بين الأبراج السماوية , والقمر يعين الناس على حساب الشهر كاملا فيبدأ أول الشهر هلالا نحيفا ثم ينتفخ ويزيد كل يوم في حجمه ثم ينتصف الشهر وقد بلغ بدرا كاملا ثم يتناقص حتى يختفي في أخر أيام الشهر ليولد من جديد هلالا وهكذا كل شهر , فبه يعرف الناس الشهور ويحسبونها بدقة يقول الله تعالى ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) الأنعام (96) , وقال تعالى في أية أخرى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (5) والقمر له منازل ينزل فيها أثناء دورانه وهي التي تسمى بالأبراج وأهل الفلك يعرفونها بأسمائها كمثل برج الجدي والعقرب والأسد والثور وغيرها من أبراج , وبها يعرفون الناس تغير المناخ ودخول موسم الأمطار وتداخل الفصول , والسنة في حساب الله أثنا عشر شهرا قال تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) التوبة (36) .
وأيام الأسبوع قديما كانت لها أسماء مختلفة عن أسمائها في أيامنا الحاضرة فكان يوم السبت يسمى (شيار) والأحد (أول) والأثنين (أهون) والثلثاء (جبار) والأربعاء ( دبار) والخميس ( مؤنس ) والجمعة ( عروبة ) , وهذه الأيام هي التي يحسب ويعد بها أيام الأسبوع , والشهر ثلاثون يوما إذا اكتمل أو تسع وعشرون يوما إذا انتقص والسنة أثنا عشر شهرا لا ينقص منها شهر , وهناك أربع فصول في السنة يتغير فيها المناخ ويتدرج من الصيف إلى الخريف ثم الشتاء ثم الربيع ويتغير مدار الأرض في كل فصل ويتسبب هذا التغير في بعدها عن الشمس أو اقترابها من المدار فيختلف الفصل , وتتأثر الرياح بتغير الفصول وحركة السحب وهطول الأمطار وكذلك يتأثر المد والجزر في البحار والأنهار بحركة القمر في كل ليلة وهذه أمور كونية لا يعلم سر جريانها وترابطها بذرات الكون إلا الله والسبب في ذلك أننا لم نؤتى من العلم إلا قليلا .
إننا معشر البشر لا عذر لنا في التفكر في آيات الله ولم يخلقنا الله عبثا ولم يتركنا هملا نتدبر أنفسنا بأنفسنا بل تكفل لنا الله سبحانه وتعالى بالرزق وسقانا من ماء السماء وأجرى لنا الأرض أنهارا وفجر لنا الأرض عيونا ورزقنا مما تنبت الأرض من خيراتها ورزقنا من الأنعام نأكل من لحومها ونشرب من ألبانها كل ذلك من أجل أن تبقى لنا الحياة ومن أجل أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا , وبعد هذا كله جعل لنا آيتين نراهما كل يوم وليلة الشمس والقمر لا تغيبان عن ناظرينا من أجل أن نتفكر في خلقهما ونحسب بهما أعمارنا التي تنقضي وتتناقص كل يوم , فإذا رئيت الشمس وقد أشرقت فتذكر ساعة الزمن الكبرى وهي تمضي من فوق رأسك معلنة أنه قد بدأ في عمرك يوم جديد فماذا أنت صانع فيه وإذا غربت فقد ذهب من عمرك نهار وأقبلت عليك ليلة جديدة فما أنت صانع في تلك الليلة , وهكذا عمرك ينقضي وأنت لا تشعر ( والشمس والقمر بحسبان ) الرحمن(5) أي يجريان بحساب الزمن .
فلا تضيع أخي عمرك فيما لا نفع فيه فإن الوقت يمضي ولن يقف حتى ينفخ في الصور أو تمضي لقبرك قبله , فكن جادا في النجاة من النار وشمر لدخول الجنة فعمرك هو صلاحية عملك فإذا انتهى عمرك فلا مجال للعمل فسوف تخرج من الدنيا ولن تعود أليها أبدا وحصيلتك هو ما قدمت فاحرص على الوقت فساعتك تراها كل يوم وليلة وسيأتي عليك زمن لن ترى فيه إلا ظلمة القبر ..... والحمد لله رب العالمين .
من الطبيعي إنك إذا دخلت أي دائرة حكومية أو مؤسسة مصرفية فلا بد من أن تجد في بهو المبنى ساعة كبيرة تدور عقاربها لبيان الوقت , وكذلك غالب المنازل تجد في صالة الجلوس ساعة معلقة وغالبا ما توضع في مكان مرتفع حتى يتسنى للجميع معرفة الوقت حتى لا تفوت مصالحهم , ولا يخلو إنسان جاد في حياته من ساعة يحملها في معصمه ينظر إليها من حين إلى أخر حتى يتدارك الوقت ولا يمضي عليه وهو في غفلة , فأصبحت الساعات منتشرة في كل مكان فالسيارة يوجد بها ساعة والهاتف الجوال يوجد به ساعة بل حتى الساحات في الميادين العامة والأسواق تجد بها ساعة كبيرة مرتفعة تشير إلى الوقت , ومن أكبر الساعات شهرة في العالم من حيث الحجم وأعلاها ارتفاعا هي التي شيدت في المبنى البرج المقابل للمسجد الحرام لتنبه الناس من بعيد بدخول الوقت للصلاة ولضبط الوقت .
ودائما يختار واضع الساعة مكانا مميزا ومرتفعا لوضعها فيه من أجل أن تعم المصلحة ويستفيد الجميع من مشاهدة الساعة وضبط الوقت , فلو وضعت في مكان منزوي غير واضح أو في مكان منخفض فلن ينتبه أحد لوجود تلك الساعة , ومن الأماكن التي تكثر فيها الساعات هو المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وذلك لأهمية الوقت , ولم أرى مكانا ينافس في كثرة الساعات من هاذين المكانين , فمن يذهب هناك فسيرى الساعات المعلقة في كل مكان وفي كل جهة وبعضها متدلية من السقف لا يصعب عليك مشاهدتها من قريب أو من بعيد من أجل أن تعرف أن وقت الصلاة قد حان وعليك الاستعداد للوضوء , وهذا يدل على أهمية الوقت في حياة المسلم وقد أشار القرآن الكريم لقيمة الوقت يقول الله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر .
ولأهمية الوقت جعل الله للزمن حساب وجعل له آلية لضبط الوقت ومعرفته فكانت الشمس تمثل عقرب الساعات في السماء فبدوران الأرض حول نفسها تمثل الليل والنهار وزمنهما متقاربان ومجموعهما أربع وعشرون ساعة نصفهما يمثل الليل والنصف الأخر هو النهار واليوم هو مجموع ساعات الليل والنهار وليس المتعارف عليه أن اليوم هو النهار فقط , فإذا قال أحد أنه سافر خمسة أيام فالمقصود أنه سافر خمسة أيام ليلها بنهارها وليس زمن النهار فقط ولكن درج الناس على تخصيص اليوم بالنهار والليل تبع له فيقول بعض الفقهاء أذكار اليوم والليلة والصحيح أنه إذا جاء ذكر الليل واليوم في سياق واحد فيقصد باليوم هو النهار وإذا جاء ذكره منفردا فيقصد باليوم مشتملا على الجميع الليل والنهار , قال تعالى في ذكر الليل مجتمعا مع اليوم (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) الحاقة (7) وهنا المقصود باليوم هو النهار أي أن العذاب بدأ في النهار وتواصل ثم توقف عنهم في أخر فترة العذاب في النهار , وفي أية أخرى جاء ذكر اليوم منفردا في سياق الآية قال تعالى ( قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) العمران (41) والمقصود في هذه الآية هو الصيام عن الكلام في الليل والنهار لمدة ثلاثة أيام كاملة ولا يقصد بالإنفراد بالصوم بالنهار دون الليل .
وفي القديم لم يكن الناس يعرفون ساعة لقياس الوقت لمعرفة تناقص الزمن في النهار غير حركة الشمس وعلامة تغير الوقت تحول الظل من مكان إلى مكان , فمن وقت إشراقها حتى وقت غروبها فهو وقت النهار و كلما تحركت قليلا بعد إشراقها نحو وسط السماء صار ذلك وقت الضحى وإذا توسطت الشمس في كبد السماء صار وقت الزوال وإذا تحركت عن الزوال دخل وقت الظهر , وإذا تحركت وانكسرت حدتها وامتد الظل حتى صار ظل كل شيء مثله صار وقت العصر وإذا انحدرت نحو الغروب وبهت نورها حتى غابت دخل وقت المغرب , وتترك الشمس بعد غروبها انعكاسا خلفها في أفق السماء وهو احمرار يسمى الشفق الأحمر فإذا غاب الشفق الأحمر ودخلت ظلمة الليل صار وقت العشاء ويمتد هذا الوقت إلى منتصف الليل ثم بعد ذهاب الليل واقتراب وقت الفجر تنعكس أشعة الشمس على أفق المشرق قبل ظهورها تعلن بداية دخول الفجر ويسمى الفجر الصادق وهذا الزمن يسبق شروق الشمس بأكثر من ساعة ثم تشرق الشمس بكامل قرصها , وتتكرر العملية كل يوم إلى قيام الساعة , وكلما أشرقت الشمس دقت ساعة العمل وكلما دنت الشمس من الغروب خف شعاعها ودقت ساعة الرحيل ليتنبه من لديه عمل على أنجاز ما بقي من عمله قبل أن تغرب الشمس فيصعب على العاملين أداء عملهم في الظلام كمثل المزارعين ورعاة الماشية وغيرهم .
إن القمر ساعة أخرى جعلها الله تسبح في فلك السماء من أجل حساب الزمن فتنتقل بين الأبراج السماوية , والقمر يعين الناس على حساب الشهر كاملا فيبدأ أول الشهر هلالا نحيفا ثم ينتفخ ويزيد كل يوم في حجمه ثم ينتصف الشهر وقد بلغ بدرا كاملا ثم يتناقص حتى يختفي في أخر أيام الشهر ليولد من جديد هلالا وهكذا كل شهر , فبه يعرف الناس الشهور ويحسبونها بدقة يقول الله تعالى ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) الأنعام (96) , وقال تعالى في أية أخرى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (5) والقمر له منازل ينزل فيها أثناء دورانه وهي التي تسمى بالأبراج وأهل الفلك يعرفونها بأسمائها كمثل برج الجدي والعقرب والأسد والثور وغيرها من أبراج , وبها يعرفون الناس تغير المناخ ودخول موسم الأمطار وتداخل الفصول , والسنة في حساب الله أثنا عشر شهرا قال تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) التوبة (36) .
وأيام الأسبوع قديما كانت لها أسماء مختلفة عن أسمائها في أيامنا الحاضرة فكان يوم السبت يسمى (شيار) والأحد (أول) والأثنين (أهون) والثلثاء (جبار) والأربعاء ( دبار) والخميس ( مؤنس ) والجمعة ( عروبة ) , وهذه الأيام هي التي يحسب ويعد بها أيام الأسبوع , والشهر ثلاثون يوما إذا اكتمل أو تسع وعشرون يوما إذا انتقص والسنة أثنا عشر شهرا لا ينقص منها شهر , وهناك أربع فصول في السنة يتغير فيها المناخ ويتدرج من الصيف إلى الخريف ثم الشتاء ثم الربيع ويتغير مدار الأرض في كل فصل ويتسبب هذا التغير في بعدها عن الشمس أو اقترابها من المدار فيختلف الفصل , وتتأثر الرياح بتغير الفصول وحركة السحب وهطول الأمطار وكذلك يتأثر المد والجزر في البحار والأنهار بحركة القمر في كل ليلة وهذه أمور كونية لا يعلم سر جريانها وترابطها بذرات الكون إلا الله والسبب في ذلك أننا لم نؤتى من العلم إلا قليلا .
إننا معشر البشر لا عذر لنا في التفكر في آيات الله ولم يخلقنا الله عبثا ولم يتركنا هملا نتدبر أنفسنا بأنفسنا بل تكفل لنا الله سبحانه وتعالى بالرزق وسقانا من ماء السماء وأجرى لنا الأرض أنهارا وفجر لنا الأرض عيونا ورزقنا مما تنبت الأرض من خيراتها ورزقنا من الأنعام نأكل من لحومها ونشرب من ألبانها كل ذلك من أجل أن تبقى لنا الحياة ومن أجل أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا , وبعد هذا كله جعل لنا آيتين نراهما كل يوم وليلة الشمس والقمر لا تغيبان عن ناظرينا من أجل أن نتفكر في خلقهما ونحسب بهما أعمارنا التي تنقضي وتتناقص كل يوم , فإذا رئيت الشمس وقد أشرقت فتذكر ساعة الزمن الكبرى وهي تمضي من فوق رأسك معلنة أنه قد بدأ في عمرك يوم جديد فماذا أنت صانع فيه وإذا غربت فقد ذهب من عمرك نهار وأقبلت عليك ليلة جديدة فما أنت صانع في تلك الليلة , وهكذا عمرك ينقضي وأنت لا تشعر ( والشمس والقمر بحسبان ) الرحمن(5) أي يجريان بحساب الزمن .
فلا تضيع أخي عمرك فيما لا نفع فيه فإن الوقت يمضي ولن يقف حتى ينفخ في الصور أو تمضي لقبرك قبله , فكن جادا في النجاة من النار وشمر لدخول الجنة فعمرك هو صلاحية عملك فإذا انتهى عمرك فلا مجال للعمل فسوف تخرج من الدنيا ولن تعود أليها أبدا وحصيلتك هو ما قدمت فاحرص على الوقت فساعتك تراها كل يوم وليلة وسيأتي عليك زمن لن ترى فيه إلا ظلمة القبر ..... والحمد لله رب العالمين .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى