رسالة من مواطنة ...

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد
قبل أشهر كان لكل واحد فينا حياته واهتماماته ونسينا أو تناسينا أن بلدنا مغتصب ونحن ساكتون ،نسينا أن الجزائر أمانة غالية تركها لنا رجال مخلصون وهدية ثمينة أهدوها لنا ملفوفة بدمائهم الزكية وتضحياتهم الطاهرة،نسينا وانغمسنا في روتين الحياة منا المثقف الدي دفن ثقافته وتوجهاته الفكرية ومنا الموظف الدي كان يبحث عن ترقية أو زيادة في راتبه ومنا البسيط الدي يصارع من أجل لقمة عيش زهيدة ومنا شباب انزوى بعيدا عن كل واقع ووجد له عزاءا في المخدرات وفي "الحيطان "أو غيرها رفيقا --وعصفت رياح الثورة بالمنطقة لنرى شبابا مثلنا استطاعو اسقاط أنظمة لم نحلم يوما بسقوطها أسقطو امبراطوريات الفساد بكل وعي و حزم واصرار --وتدكرنا أننا كنا أسبق الناس للثورات وأكثر الشعوب تقديما للتضحيات تدكرنا أننا شعب سرقت منه ثوراته المرة تلو الأخرى --تدكرنا رجالا قتلو في ثورة التحرير وآخرين قتلو للحفاظ عليها وغيرهم قتلو للدفاع على مبادئها وآلاف دبحو دون دنب ،توالت التضحيات وتعددت الاغتيالات ثورية تارة وسياسية أو مدنية في أخرى--تدكرنا وجددت فينا الدكرى روح الثورة وأحيت فينا روحا وطنية اختزلناها في تشجيع الفريق الوطني أو الاحتفال بأيام صنعها أجدادنا الأبطال وقررنا أن نجتمع على الفايس بوك ونصنع ثورة جيلنا ليس تقليدا لأشقائنا الشباب من الدول العربية ولكن استلهاما مما حققوه ووفاءا لعهد شهدائنا وهنا سأحكي عن تجربتي الشخصية :حين دخلت الفايس بوك تجولت بين الصفحات أبحث عن شباب يريد التغيير فوجدت عشرات الصفحات ومئات الشباب يملؤهم الجماس والأمل تعددت الصفحات وتكررت الدعوات للخروج في مسيرات مرة يوم 4مارس وأخرى يوم 19 مارس وكللت كل الدعوات بالفشل وخيبة الأمل ولكن اصرار الشباب لم يتغير فاجتمعت مع بعض الاخوة وقررنا أن نؤسس مجموعة تكون بمثابة اتحاد لكل الصفحات وأسميناها بثورة شباب 8ماي 1945 تيمنا بدكرى هدا اليوم الخالد في داكرة شعبنا وبدأنا العمل واجتهد كل واحد فينا بتقديم الاقتراحات والأفكار مجمعين على أن العمل الميداني هو أساس النجاح ودعونا كل الشباب أن يركزو عليه عملنا وقدمنا كل ماقدرنا الله عليه والتفاؤل يملؤنا فالمجموعة كانت تكبر كل يوم والنشطاء الميدانيون كانو يؤكدون استجابة واسعة من الشباب بل وحتى قوى المعارضة النزيهة أكدت لنا دعمها فاطمأن قلبنا ومنينا النفس بمسيرات واسعة في معظم الولايات وسريعا جاء اليوم المشهود وللأسف كان الواقع غير ما كنا نتوقع --خرج عشرات من المخلصين فقط ووجدو أنفسهم قلة قليلة ولقمة صائغة للأمن --خيبة أمل أخرى ولكنها هده المرة كانت قاسية وكبيرة لأن الجميع كان ينتظر شيئا كبيرا منا ،--أنا لا يحز في نفسي كم الشتائم والاتهامات التي وجهت الينا لايحزنني حصر أسباب التقصير في او في الاخوة المشرفين على المجموعة لأننا نعتبر أنفسنا كما قلنا وسنقول دائما مجرد أعضاء في الجماعة ولكن ما أبكاني وأبكاني ماحدث لأولئك المخلصين الدين عملو بكل صدق ومثابرة أولئك الدين كرسو حياتهم ووقتهم للتوعية والتعبئة في الميدان والفايس بوك وكانو أوفياءا للعهد وخرجو للشارع ليجدو أنفسهم لوحدهم ما أبكاني هو أننا رحنا نتهم بعضنا بالتقصير بل ونشكك في نوايا اخوتنا بل ودهب البعض من الاخوة من بعض المجموعات ينشرون مداخلات تحمل شماتة واضحة بفشل مسيرات 8ماي لأنهم لم يكونو من دعى اليها ويسخرون ويتمازحون في محاولات طفولية لاثبات الريادة ،ماهدا يا اخواني ؟؟؟هل نحن هنا في سباق ومنافسة حول من يسبق للمبادرة ومن يكون في الواجهة ؟؟بدل أن نبحث عن أسباب فشلنا وطرق لاستدراك أخطائنا هانحن ندخل في صراعات لا تخدم أحدا الا النظام بدل أن نراجع أنفسنا جميعا ويحاسب كل واحد منا نفسه هانحن نبرر أخطاءنا ونبحث عن شماعات نعلق عليها فشلنا --بعضنا يئس وقرر الانسحاب واخرون فقدو ثقتهم في المجموعة وكل من ينادي بالتغيير --هل الثورة نزوة طفولية بالنسبة لكم ياشباب الجزائر ؟أم أنها مبادئ راسخة وايمان لا يطمسه فشل المحاولات بل يقويه ويزيد يقينه ،هناك رجال مخلصين كرسو عمرا كاملا من أجل هدا الوطن وهرمو ولم ييأسو اعتقلو وعدبو وشوهت سمعتهم ونفو من وطنهم ولم يزدهم دلك الا اصرارا دون ان ينتظرو كلمة شكر أو ثناء من أحد ،من نحن لنحكي عن "تضحياتنا" مادا قدمنا لنقول "كرهنا "كم حاولنا لنقول "الله غالب لن ننجح "؟؟؟ لنكن صرحاء عدد الدين كانو يعملون في الميدان لايتعدى أصابع اليد والبقية كانو اتكاليين وينتظرون أن يساهم غيرهم في المبادرة وقد ينضمون اليها ادا نجحت ،أديال النظام انتشرو في الفايس بوك ونتائج المسيرات تثبت أننا كنا طوال الوقت مخترقين من العملاءويأسكم هدا يمنحهم فرصا للقضاء على أي مبادرة للتغيير ،ادا كنتم قد سلمتم وفقدتم الأمل فأنا لست منكم أما ادا كان الانكسار هو فرصة للبحث عن مكمن الأخطاء وتصحيحها فأنا معكم ،العثرات تعلم الرجال الخطوات الثابتة وتترك أشباههم في وحل الخزي يندبون فاختارو من أنتم من الاثنين
كلنا مسؤولون عن الفشل وعلينا تحمل مسؤولياتنا ومحاسبة أنفسنا بقسوة وحزم فالاعتراف بالخطئ سمة الأتقياء والكبرياء الأجوف سمة الجبناء والجبن سمة مسحها التاريخ عنا وسمى الجزائر ب"بلد الرجال"فلنكن أهلا لصفات منحها لنا مليون ونصف مليون من الشهداء
وقبل أن أختم رسالتي هده أقف وقفة تقدير لكل من ثابر وعمل في الميدان والفايس بوك وللشباب البطل الدي سافر مسافات للخروج يوم 8ماي ولكل المجموعات التي ساهمت معنا وكل الشخصيات الوطنية التي عبرت عن دعمها وللاخوة من حركة الشباب الجزائري الحر للتغيير الدين أيدونا اعلاميا ونعتدر لهم لأننا شككنا في نواياهم وأوجه رسالة صغيرة لعملاء النظام "عار عليكم أن تقفو الى جانب نظام فاسد وتتهجمو على شباب مخلص ،عار عليكم أن تكونو جزءا من جهاز شعاره خدمة الجزائر وأنتم تسعون للقضاء على كل من يسعى لخدمتها ،أنا متاكدة أنكم تعرفوننا عضوا عضوا وتعلمون أننا مجرد شباب يحب الجزائر لانحمل أية أجندات ولا تحركنا أية جهات فاخجلو من أنفسكم لأنكم عبيد لنظام أنتم أدرى الناس بفساده أما نحن فرغم قلة خبرتنا وتعدد أخطائنا وبساطتنا نعمل بقلب صادق من أجل الجزائر أنتم منا جزائريون مثلنا فلمادا يكون ولاؤكم للشخصيات لا للشعب واصلو خيانتكم أو راجعو ضمائركم وبينما تفعلون سنواصل نحن حبنا للغالية الجزائر وبدل كل مانملك لرؤيتها "جزائرا للعزة والكرامة "بكل ماتنطوي عليه الكلمة من معان
والسلام عليكم
الامضاء
مواطنة جزائرية

ربي يحفظك يابلادي