المال الفايح! ..

المال الفايح! ..

لاأدري لماذا عندما سمعت بأن وزير المالية يصرّح بأن مصالحه سوف تنشئ هيئة جديدة مستقلة لملاحقة أصحاب الثروات الجديدة، أحسست “بذبانة عمياء” تزنزن في رأسي. هل هذا يعني أن الحكومة لبست نظارتها أخيرا وأصبحت تبصر أمامها وقررت مكافحة الشكارة والبقارة؟ ولماذا هذه الهيئة سيقتصر عملها على مراقبة الأثرياء الجدد فقط؟


هذه أسئلة تطرح نفسها لوحدها، خاصة إذا عرفنا بأن الأثرياء القدامى قد قاموا بتهريب ثروتهم لبنوك خارجية لا يمكن أن تطالها لا هيئة مراقبة ولا هم يحزنون.

وهناك كلام آخر في الكولسة حول وجهة حديثة لتهريب المال الفايح، حيث يقال بأن البقارة القدامى والجدد على حد سواء بدلوا وجهة ثروتهم، فبعد أن كانت الوجهة شمالية وبالتحديد إلى بنوك سويسرا وفرنسا، صار الطريق الجديد نحو الجنوب أي إلى إفريقيا التحتية التي صارت المشاريع فيها لا تقدر بمال.

أنا لا ألوم هؤلاء السّراق على اجتهادهم وابتكارهم لطرق جهنمية يستغفلون بها المواطن الذي ما يزال يعيش على وقع سعر البطاطا بينما تُحوّل أمواله إلى بناء فنادق ضخمة في جنوب إفريقيا وحتى إلى بناء الملاهي والكازينوهات ليشطح فيها العربان والأمريكان، ولكن اللوم كل اللوم على السلطة التي لا تريد أن تستفيق من غيبوبتها وتنشئ هيئة فعلية وحقيقية لقطع رأس البقارة الذين استباحوا بقرة اليتامى.

هل فهمتم لماذا زنّت في رأسي “الذبانة العمية” عندما فكر وزير المالية باستحداث هيئة تراقب الأثرياء الجدد متناسيا أو غافلا عن الحيتان الكبيرة والقديمة التي لا يمكن أن تولد حيتان أخرى إلا بموافقتها ومباركتها شخصيا.