نظام عفن لا أخلاق له...

نظام عفن لا أخلاق له وأجنحة متصارعة تطفو خلافاتها على صفحات الجرائد .. " الجزائر نيوز " تنشر مضمون تسجيل صوتي لغول يكشف أخطر حقائق الطريق السيار ..

نشرت " الجزائر نيوز " تسجيلا صوتيا لوزير الأشغال العمومية عمار غول قالت بأنه يأتي نتيجة : " عدم إلتزام السيد غول بالقواعد الأخلاقية بينه وبين الجريدة " ، وفي التسجيل حديث مقتضب وصريح من الوزير عن اللوبي الفرنسي واللوبي الأمريكي وبوتفليقة والاستخبارات والمافيا المتحكمة في الجزائر وفضائح وكواليس الطريق السيار شرق غرب وتبديد المال العام ، وفيه دافع الوزير عمار غول عن نفسه على أنه " بريء " مما سماه " الفلم " والسيناريو الذي دار حوله من قبل المتدافعين لسرقة المال العام ، وقال بأنه لا يريد كشف الحقائق حتى لا يفسد العلاقات القائمة بين فرنسا والجزائر وبأن الأمر يكفي أن يمر عبر العدالة ..

هذا وإعترف صحفي الجزائر نيوز عبد اللطيف بلقايم بعد أن ورطه الغول في الحوار بأنه تلقى مستندات من الاستخبارات الجزائرية في سبيل الإطاحة بعمار غول وإستبعاده من الصراع الرئاسي بعد أن تم إستبعاد بلخادم وأويحيى على حد قول الغول ..

وقالت الجريدة في مقال لها أسمته : " لماذا قررنا نشر التسجيل الصوتي لغول ؟ " ما يلي :

" قبل قيامنا بنشر التحقيق المتعلق بفضيحة الطريق السيار، حرصنا منذ البداية على الاتصال بالسيد عمار غول، وبالفعل وبعد محاولات عدة قَبل وزير الأشغال العمومية استقبال صحفي “الجزائر نيوز” عبد اللطيف بلقايم في مقر وزارته، لكن سرعان ما تراجع الوزير عن وعده عندما كاشفه الصحفي بمضمون التحقيق، لكنه وعد الصحفي بإجراء حوار في الوقت المناسب، وأثناء اللقاء تحدث غول بكل ما كان يجول في خاطره، وقال رأيه بصراحة حول القضية، وحول الأشخاص، من بوتفليقة إلى ساركوزي.. وقام الصحفي بتسجيل اللقاء خفية، لكن لم نكن نقبل على نشر اللقاء، لو التزم السيد غول بالقواعد الأخلاقية.. لقد خرق الالتزام الأخلاقي بينه وبين الجريدة عندما راح غول مباشرة بعد نشرنا للجزء الأول من التحقيق يرد في وسائل إعلام أخرى على تحقيق “الجزائر نيوز”.. مقدما نفسه كضحية، ومدعيا أن يده بيضاء.. وسنكشف في عدد لاحق وبالوثائق أن غول بعيد تماما عن أن تكون يده بيضاء، وأنه خادع الرأي العام، ولم يقل الحقيقة.. ونقول لغول وللمتعاطفين معه وبصوت أعلى أن ما نشرناه وما سننشره بالاعتماد على وثائق ومراسلات يفند كل أقاويله الأخيرة، ويعبر في الوقت ذاته عن التزامنا كمهنيين أحرار بالدرجة الأولى على فضح الفساد والمفسدين، والمتلاعبين بالمال العام، وذلك بإبلاغنا المعلومات كلها التي بحوزتنا للرأي العام حتى يميز ما بين الخيط الأسود والخيط الأبيض، وحتى يتحمل الساهرون على الشأن العام مسؤولياتهم تجاه كل مسيء ليس لمؤسسات الدولة وحسب، بل لسمعة الجزائر في نهاية المطاف... اللهم قد كتبنا، اللهم قد بلغنا.. "

وبهكذا أمر خطير ، يتبين للمتطلع في الشأن الجزائري أن الصراع محتدم بين أجنحة السلطة وحدته بلغت صفحات الجرائد وطرقا ملتوية وغير أخلاقية تقوم بها كل الأطراف في سبيل النيل من بعضها البعض .. ليطرح السؤال الأهم : ما هو محل إعراب المواطن الجزائري " المغيب " من كل هذا ؟!!