- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11994 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
فيلم "يما" لجميلة صحراوي تراجيديا أسرة جزائرية تتفكك بعد فقدان الأم..
الأحد 18 نوفمبر - 19:07
دم الفيلم الجديد للمخرجة جميلة صحراوي "يما" بقاعة بن زيدون بالجزائر العاصمة، في عرض خاص بالصحافة، بحضور المخرجة وممثلي الفيلم وأعضاء من الطاقم الفني وذلك قبيل العرض الأولي. تروي وقائع هذا الفيلم الروائي الذي كتبت قصته جميلة صحراوي وقامت فيه بأداء الدور الرئيسي "يما" تراجيديا أسرة جزائرية تتفكك بعد فقدان الأم لابنها الأكبر، الضابط الذي ذهب ضحية الأحداث الدامية التي عاشتها البلاد. تتطور أحداث الفيلم بعد أن تحوم شكوك لدى الأم بتورط ابنها الأصغر علي الذي التحق بالجبل، وتتفاقم الصراعات والتناقضات بين الشخصيتين وتسلط كاميرا جميلة طيلة مدة الفيلم الضوء على الحالات النفسية والصراعات التي تمزق الشخصيات الثلاث (الأم والابن والحارس).
وتبدو الشخصية الثالثة الحارس، وهو شاب من المغرر بهم، يفقد يده في إحدى
العمليات، فيكلفه الابن بحراسة البيت ومنع الأم من الخروج خشية أن توشي به، مبهمة خاصة في البداية عندما يعنف "يما" لمنعها من المغادرة، لكن مع الوقت ينشأ نوع من التقارب بين الطرفين. طرحت جميلة الموضوع على طريقة التراجيديا اليونانية، حيث تتصارع الأضداد حتى النهاية، كما صرحت للصحافة، مضيفة أن الفيلم فيه قسوة لأن حياة هؤلاء (أبطال الفيلم) قاسية ومثيرة. واختارت هي تجسيد تلك القسوة بالاستغناء عن الموسيقى التصويرية وتعويضها بأصوات من الطبيعة (تغريد العصافير وأصوات النحل والذباب و…). كما قلصت المخرجة الحوار إلى أقصى حد، فجاءت بداية الفيلم صامتة لا حركة فيها سوى الخطى المتثاقلة لـ"يما" وهي تجر وراءها ثقلا مبهما يظهر فيما بعد أنه جثة ابنها المغتال (طارق). هيمنة الصمت في الفيلم لم تعجب البعض، إلا أن المخرجة دافعت خلال النقاش مع الحضور على هذا الاختيار، معتبرة أن حدة المواقف التراجيدية في الفيلم تجعل الصورة أكثر تعبيرا من أي كلام، مشيرة إلى أنها ركزت كثيرا على تعابير الجسد وملامح الوجه لإبراز التناقضات والصراعات الذاتية في شخوص الفيلم. في هذا العمل الدرامي الجديد قدمت جميلة صحراوي فيلما عن العلاقات الأسرية جرت أحداثها في زمن الإرهاب، حيث من الصعب على المشاهد الأجنبي الذي ليس له فكرة عن تلك الحقبة أن يستوعب بعض الإشارات والرموز، لأن جميلة اختزلت بشاعة تلك الأحداث الدموية في معاناة الأم، مع ترك المجال للمشاهد لترتيب الأمور وفك الشفرات. ورغم أن القصة تظهر العجوز "يما" بكل ما تحمله الكلمة من أحاسيس وحنان ضحية القدر والصراعات الخارجية التي تجعلها تفقد في نهاية المطاف ولديها بطريقة مأسوية، إلا أن تطورات الأحداث تجرم الأم كمربية أولا ولأنها ؟؟؟؟؟ أيضا لتميز بين ولديها بتفضيلها للكبير وتزويجه من البنت التي كانت على علاقة حب مع علي الابن الأصغر. في هذا الفيلم علاقة مميزة بين الإنسان والطبيعة خاصة الأرض رمز الخصوبة والعطاء، وهي أيضا في الفيلم الملاذ بالنسبة للأم التي تفرغ آلامها ومعاناتها في مداعبة التربة الجافة لتحويلها إلى أشجار مثمرة وأزهار واخضرار أضفى بظلاله على ملامح العجوز الحزينة، حيث دبت فيها الحياة مجددا وتغير لون وجهها وملبسها.
كما أدخل الرضيع الذي عاد به ابنها علي من الجبل بعد أن توفت أمه في المخاض (وهي زوجة الضابط) حرارة إلى ذلك البيت البارد والجاف، وهي إشارة لعودة الحياة إلى المكان. في الفيلم الكثير من المواقف الحادة والصراعات خاصة بين الأم والابن، لكن هذا الأخير كان يحن في أكثر من مرة إلى أمه ويستعطفها لتسامحه، مؤكدا براءته من دم أخه، إلا أن الأم العنيدة والمقاومة التي عانت الكثير كبحت عواطفها وتركت الأمور تصل إلى النهاية التراجيدية المسطر لها، فدفنت ولديها جنبا إلى جنب وجلست تبكي على نفسها أكثر من فلذتي كبدها. وقد تألقت جميلة صحراوي في أول تجربة لها في التمثيل، وصرحت أنها كانت خلال كتابة السيناريو ترى الكثير من التشابه بينها وبين البطلة سواء من ناحية الملامح أو الطباع، لذا لم تقتنع باللكاستينغ وفضلت القيام بالدور. وشارك في التمثيل كل من الشاب علي زريف في دور الابن وسمير يحيا في دور الحارس.
وعن تجربته الثانية في السينما بعد دور بسيط في فيلم "رحلة إلى الجزائر" للمخرج بهلول، يقول علي زريف، خريج مدرسة برج الكيفان للفنون الدرامية، "إنها تجربة ثرية والعمل ممتع مع المخرجة التي وضعت فيه الثقة وساعدته على تقمص شخصية علي المركبة"، وأضاف في البداية "تخوفت من الشخصية المركبة لعلي لأن بداخلها صراعات عاطفية وذاتية، لكن تمكنت من تجاوز الموقف، وكان أصعب مشهد هو رجوع الابن من الجبل إلى أمه حاملا بين ذراعيه الرضيع". أما الشاب سمير يحيا الذي تقمص دور الحارس، فهو يقف لأول مرة أمام الكاميرا، وصرح "جئت صدفة للتمثيل، حيث كنت بإحدى جمعيات المعوقين بالعاصمة وكان مساعد المخرج يبحث عن شاب معاق "فاقد لإحدى يديه" لأداء شخصية الحارس، فوقع الاختيار عليّ، وأضاف: فاقتنعت المخرجة بشكلي وملامحي، فقمت بأداء الدور، معربا عن أمله في مواصلة التمثيل.
ساهمت في إنتاج الفيلم الجديد كل من شركات "أفلام لوليفيي" والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (لارك)، كما استفاد العمل من دعم الفداتيك ونيون للإنتاج مؤسسة التلفزيون وصندوق دعم أفلام الجنوب (فرنسا) ودعم من مهرجان دبي.
للتذكير، فإن فيلم "يما" الذي عرض في عدة مهرجانات، قد لقي استحسانا من النقاد في مهرجان البندقية ومهرجان كيرالي بالهند، كما نال جائزتين: الأولى على أحسن دور نسائي في المهرجان الدولي للفيلم الإفريقي بمدينة نامور ببلجيكا تراجيديا، وأخرى لأحسن صوت بمهرجان موسكو. تعد جميلة صحراوي من أنشط المخرجات الجزائريات، حيث لها العديد من الأفلام الوثائقية ونال فيلمها الوثائقي الأول "بركات" عدة جوائز منها جائزة أحسن فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي.
وتبدو الشخصية الثالثة الحارس، وهو شاب من المغرر بهم، يفقد يده في إحدى
العمليات، فيكلفه الابن بحراسة البيت ومنع الأم من الخروج خشية أن توشي به، مبهمة خاصة في البداية عندما يعنف "يما" لمنعها من المغادرة، لكن مع الوقت ينشأ نوع من التقارب بين الطرفين. طرحت جميلة الموضوع على طريقة التراجيديا اليونانية، حيث تتصارع الأضداد حتى النهاية، كما صرحت للصحافة، مضيفة أن الفيلم فيه قسوة لأن حياة هؤلاء (أبطال الفيلم) قاسية ومثيرة. واختارت هي تجسيد تلك القسوة بالاستغناء عن الموسيقى التصويرية وتعويضها بأصوات من الطبيعة (تغريد العصافير وأصوات النحل والذباب و…). كما قلصت المخرجة الحوار إلى أقصى حد، فجاءت بداية الفيلم صامتة لا حركة فيها سوى الخطى المتثاقلة لـ"يما" وهي تجر وراءها ثقلا مبهما يظهر فيما بعد أنه جثة ابنها المغتال (طارق). هيمنة الصمت في الفيلم لم تعجب البعض، إلا أن المخرجة دافعت خلال النقاش مع الحضور على هذا الاختيار، معتبرة أن حدة المواقف التراجيدية في الفيلم تجعل الصورة أكثر تعبيرا من أي كلام، مشيرة إلى أنها ركزت كثيرا على تعابير الجسد وملامح الوجه لإبراز التناقضات والصراعات الذاتية في شخوص الفيلم. في هذا العمل الدرامي الجديد قدمت جميلة صحراوي فيلما عن العلاقات الأسرية جرت أحداثها في زمن الإرهاب، حيث من الصعب على المشاهد الأجنبي الذي ليس له فكرة عن تلك الحقبة أن يستوعب بعض الإشارات والرموز، لأن جميلة اختزلت بشاعة تلك الأحداث الدموية في معاناة الأم، مع ترك المجال للمشاهد لترتيب الأمور وفك الشفرات. ورغم أن القصة تظهر العجوز "يما" بكل ما تحمله الكلمة من أحاسيس وحنان ضحية القدر والصراعات الخارجية التي تجعلها تفقد في نهاية المطاف ولديها بطريقة مأسوية، إلا أن تطورات الأحداث تجرم الأم كمربية أولا ولأنها ؟؟؟؟؟ أيضا لتميز بين ولديها بتفضيلها للكبير وتزويجه من البنت التي كانت على علاقة حب مع علي الابن الأصغر. في هذا الفيلم علاقة مميزة بين الإنسان والطبيعة خاصة الأرض رمز الخصوبة والعطاء، وهي أيضا في الفيلم الملاذ بالنسبة للأم التي تفرغ آلامها ومعاناتها في مداعبة التربة الجافة لتحويلها إلى أشجار مثمرة وأزهار واخضرار أضفى بظلاله على ملامح العجوز الحزينة، حيث دبت فيها الحياة مجددا وتغير لون وجهها وملبسها.
كما أدخل الرضيع الذي عاد به ابنها علي من الجبل بعد أن توفت أمه في المخاض (وهي زوجة الضابط) حرارة إلى ذلك البيت البارد والجاف، وهي إشارة لعودة الحياة إلى المكان. في الفيلم الكثير من المواقف الحادة والصراعات خاصة بين الأم والابن، لكن هذا الأخير كان يحن في أكثر من مرة إلى أمه ويستعطفها لتسامحه، مؤكدا براءته من دم أخه، إلا أن الأم العنيدة والمقاومة التي عانت الكثير كبحت عواطفها وتركت الأمور تصل إلى النهاية التراجيدية المسطر لها، فدفنت ولديها جنبا إلى جنب وجلست تبكي على نفسها أكثر من فلذتي كبدها. وقد تألقت جميلة صحراوي في أول تجربة لها في التمثيل، وصرحت أنها كانت خلال كتابة السيناريو ترى الكثير من التشابه بينها وبين البطلة سواء من ناحية الملامح أو الطباع، لذا لم تقتنع باللكاستينغ وفضلت القيام بالدور. وشارك في التمثيل كل من الشاب علي زريف في دور الابن وسمير يحيا في دور الحارس.
وعن تجربته الثانية في السينما بعد دور بسيط في فيلم "رحلة إلى الجزائر" للمخرج بهلول، يقول علي زريف، خريج مدرسة برج الكيفان للفنون الدرامية، "إنها تجربة ثرية والعمل ممتع مع المخرجة التي وضعت فيه الثقة وساعدته على تقمص شخصية علي المركبة"، وأضاف في البداية "تخوفت من الشخصية المركبة لعلي لأن بداخلها صراعات عاطفية وذاتية، لكن تمكنت من تجاوز الموقف، وكان أصعب مشهد هو رجوع الابن من الجبل إلى أمه حاملا بين ذراعيه الرضيع". أما الشاب سمير يحيا الذي تقمص دور الحارس، فهو يقف لأول مرة أمام الكاميرا، وصرح "جئت صدفة للتمثيل، حيث كنت بإحدى جمعيات المعوقين بالعاصمة وكان مساعد المخرج يبحث عن شاب معاق "فاقد لإحدى يديه" لأداء شخصية الحارس، فوقع الاختيار عليّ، وأضاف: فاقتنعت المخرجة بشكلي وملامحي، فقمت بأداء الدور، معربا عن أمله في مواصلة التمثيل.
ساهمت في إنتاج الفيلم الجديد كل من شركات "أفلام لوليفيي" والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (لارك)، كما استفاد العمل من دعم الفداتيك ونيون للإنتاج مؤسسة التلفزيون وصندوق دعم أفلام الجنوب (فرنسا) ودعم من مهرجان دبي.
للتذكير، فإن فيلم "يما" الذي عرض في عدة مهرجانات، قد لقي استحسانا من النقاد في مهرجان البندقية ومهرجان كيرالي بالهند، كما نال جائزتين: الأولى على أحسن دور نسائي في المهرجان الدولي للفيلم الإفريقي بمدينة نامور ببلجيكا تراجيديا، وأخرى لأحسن صوت بمهرجان موسكو. تعد جميلة صحراوي من أنشط المخرجات الجزائريات، حيث لها العديد من الأفلام الوثائقية ونال فيلمها الوثائقي الأول "بركات" عدة جوائز منها جائزة أحسن فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي.
- الأم وما أدراك ما الأم
- "الهيكل" فيلم فلسطيني رداً على فيلم الخارجية الإسرائيلية..
- أنت جزائري أو جزائرية وتريد الإنضمام إلى منتديات العمارية القائمة على مفهوم " لنحمي وطننا" اذن سارع بالانضمام الى اكبر منتديات تعليمية تفاعلية جزائرية
- أسرة متعاونة( تعبير : الوحدة السادسة، مرجع المفيد في اللغة العربية)
- حلويات جزائرية جديدة بالصور @ حلويات جزائرية عصرية سهلة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى