دعوة للأمل الجميل : تفاءل وكن جميلا

كن جميلا حتى في انكسارك ...كن جميلا حتى أثناء وقوعك .كن جميلا ولو بعد هزيمتك ..

فالاستدلال على خطوات الاستكمال
أول نص فيها ،،،، حرصك على الجمال ..

كن جميلا !
فحرصك على الجمال عبادة:

عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ
يُحِبُّ الْجَمَالَ وَيُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى
عِبَادِهِ ، وَيُبْغِضُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ " .

لم أرَ شيئا يقتل الإبداع ويهدر الطاقة ،، ويضيع المجهود ،، مثل البؤس والتبؤس !

كل إخفاق ، فرصة جديدة لصناعة لوحة من الجمال ،، تطلق شعاعا يقول ،، أن قرار الإبهار قد اتخذ في خضم الانهيار ..

ألم تشاهد لوحة الجمال التي رسمتها ريشة سيدنا كعب بن مالك في خضم محنته ،،
بحق كان جميلا ..!!

قالوا الرجاء هو : رؤية الجلال بعين الجمال ..
فالجمال في وقت الانكسار ،، رجاء !

وللتوبة وعدم الإنكار جمال في وقت الانكسار ،، جمال ..
وإذا رأى المنتصر ،، مشهد الجمال في انكسار من هزمه ،، تذهب فرحة الانتصار من قلبه ..

أن تكون جميلا حتى عند إخفاقك ..
دعوة لدفع قدر الله بقدر الله ..
دعوة للأمل الجميل ..
لفشل عابر يتحول إلى مطار دائم لإقلاع طائرات النجاح والإنجاز ..

بالله !
توقف عن الكلام السلبي !
عن البؤس والتبؤس !
عن عيش دور الضحية !
عن تمثيل دور اختاره لك الأخرون !

قال لي طبيب نفسي ،، أن المكتئب لم يكن في بداية الأمر مكتئبا !
ولكن ،، أخذ يردد ،، أنا مكتئب !
ويترجمها إلى أفعال ،، ثم إلى سلوكيات وعادات ،، حتى صارت قناعات !
فصار مكتئبا ..!!

وتأمل إلى نهر جارٍ من أنهار الجمال ،،، اسقِ منه أبطال لوحاتك الظمآنين:

قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( الْمُؤْمِنُ
الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ
وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ
وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ
كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ
فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ )) - رواه مسلم

كن جميلا ولا تعجز ..
البعض يحرص على الكمال رغم مشقته ويترك الجمال رغم روعته ،،
يقول الشيخ علي أبو الحسن حفظه الله:
( الاهتمام بكل ما هو كمال على حساب ماهو جمال إثم حضاري )

وأختم ببطل من أبطال مشاهد الجمال عن الانكسار وهو نبي الله داود عليه السلام
قال تعالى :
{
وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ إِذْ
دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ
خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ
وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ هَٰذَا
أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ
أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿٢٣﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ
بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ
الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ
أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩
﴿٢٤﴾ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ
وَحُسْنَ مَآبٍ }.

كان جميلا عن الانكسار ..
فقبله ذي الجلال وجعله من المصطفين الأخيار ..

تفاءل !
وكن جميلا !
حتى في انكسارك ..
فماذا عن بقية حياتك وهذا اختيارك ؟!
قال تعالى " لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (التكوير:29)

اللهم اجعل حركتي في هذه الحياة بين فواتح الجلال و فوائح الجمال ..!!