هكذا صارت كرة القدم أكبر همنا...

هكذا صارت كرة القدم أكبر همنا..
.

ضجة اعلامية دائمة تثار حول الفريق الوطني لكرة القدم وتكاد لا تخلو جريدة واحدة من أخباره والإشهار له،فله حصة الأسد في كل التقسيمات ولكن أن يصل الأمر لأن يحتل الصدارة خبر تخصيص حكومتنا الرشيدة لأربع طائرات على الأقل لنقل المشجعين إلى جنوب افريقيا قصد تشجيع الخضر في نهائيات كأس أمم افريقيا 2013 فهذا يجعلنا نتساءل عن السر الخطير لهذا الفريق الخارق أم أنه الحل المنتظر لما كان يناشده الشعب من اصلاحات ؟

عندما تختزل كل مشاكلنا في الكرة نجد أننا في رغد من العيش وحققنا الرفاهية وعلى أعلى المستويات ،فاهتماماتنا ستنصب على التطبيل والتهليل لنأخذ باستحقاق لقب أفضل جمهور رياضي ،وستعجب الشعوب لنا بل وتتساءل كيف حققنا هذا النجاح لنرد عليها "وان تو ثري فيفا لالجيري" ..

آه ثم آه على اهتماماتنا التي لا قيمة لها في حين أننا عالقين بين أوحال الأزمات الأخلاقية،الاجتماعية والاقتصادية زد على ذلك جرحنا في فلسطين والعراق وسوريا وفي كل شبر اسلامي وكذا انتهاكات حقوق اخواننا في السجون الغربية فذاك ما بلغ بعد جداول أعمالنا نحن مستعدون لننتفض من أجل مباراة ولكننا نتراجع ونتوارى عن الأنظار حينما يساء لنبينا عليه الصلاة والسلام وكلنا رضا وصمت ونزيد من تخاذلنا بالتنكر لمنهاجه وإضاعة سننه،فأي عار وشنار بعد هذا لكي نجرأ على رفع أعلام المناصرة بل وشراء التذكرة واستقلال الطائرة لحضور المباراة.

أموال تكفي لحل مشاكل عدة ورفع الغبن عن أناس يعانون الآلام ولا يجدون دواء يخفف عنهم،ميزانيات كان الأولى أن تخصص لترقية قطاع الصحة والتعليم والبحث العلمي وفتح مؤسسات فضلا عن خلق مناصب شغل وغيرها من المشاريع التي تؤهلنا للنهوض والرقي ،ولكن عندما يسند الأمر لغير أهله فكل شيء هين حتى الأرواح التي ترحل تحت الردم ولا تجد كلمة عزاء واحدة تكون بلا شأن أمام لقاء كروي، فهذا واقعنا المرير الذي نستعذبه ومبارك علينا المزيد من استغباء للعقول وميلاد ضمائر ميتة ونفوس ضعيفة فالمخطط ناجح لصرفنا عن القضايا الجادة وتضيع المصالح العامة ولنسارع بالتصفيق والتهليل للفريق كي يسجل هدف النصر .