غزة تحررت وفلسطين انتصرت ..

غزة تحررت وفلسطين انتصرت .. .

لماذا نعطي اهتماما كبيرا للانتصارات العسكرية، كتحرر بقعة من ارض او فك اسرى او تسجيل خسائر مادية عند العدو ( وهو امر يستحق الاهتمام وابداء الفرح قطعا ) لكن اقصد لماذا لا نعطي نفس الاهتمام عند اي انتصار سياسي بين الحق والباطل .. هل يعود السبب الى ضعف الشخصية، فنحاول ان نرفض كل انتصار قد يظنه العدو ضعفا فينا وأننا فرحنا بما لا يجب ان نفرح ؟ فنظهر اننا غير مهتمين ؟ ام هو كيد العدو وقعنا فيه وسندفع ثمنه كل مرة نقلل من اهمية هذا النوع من الانتصارات ؟ لاننا لم نعرف فوائدها ؟؟

وليتضح الامر اقصد انتصار فلسطين سياسيا في الامم المتحدة ( وان كنت ادعوه كما يدعوه وليد الاعظمي مجلس فيه الذئاب تجمعت ـ وهذا الوصف لا يتناقض مع ايماني بانه انتصار سياسي لما له من نتائج لا تخفى عن العارفين بهذه الهيئة ) .

واريد ان انقل الى حضراتكم مقاطع من السيرة النبوية الشريفة ( اذكر لكم المرجع في الاخير ) :

الأول : لقد كان الهدف السياسي المرحلي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ـ فيما نعلم ـ ان يجد من يحميه وينصره ليبلغ دعوة ربه دون ان يقيّد هذه النصرة باسلام هؤلاء ... فكان في تلك السنين ـ اي التي قبل الهجرة ـ يعرض نفسه على القبائل ويكلم كل شريف قوم لا يسألهم الا ان يؤوه ويمنعوه ويقول : " لا أكره احدا منكم على شيء بل اريد ان تمنعوا من يؤذيني حتى أبلغ رسالة ربي " . ... ثم يقول المؤلف ( ومن ههنا نعرف ان اكبر نصر سياسي للاسلام كان في قبول اهل المدينة النصرة وما ترتب على ذلك من هجرة .1 اهـ

الثاني : كانت عمرة القضاء مقدمة لفتح مكة فهي في نفسها كانت من قريش استسلاما وهي اشعرت قريشا ومن معها بقوة المسلمين، والاهم من هذا انها اسقطت اكبر حجج قريش لو اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوها وهي حماية بيت الله الحرام، لقد كان بالامكان ان تدعي ان محمدا صلى الله عليه وسلم عدوا للبيت الحرام ولاهله وانه لا يحترمه ولا يقدسه بل يريد انهاءه وابطال مناسكه، ومن خلال ذلك كان بامكانها ان تحشد، ولكن بهذه العمرة انتهت هذه الحجج كلها : ولذلك فإن فتح مكة فيما بعد لم يرافقه اي تحشد خارجي بجانب قريش .2 اهـ

وهذا ان لم يكن انتصارا سياسيا تبعه انتصارا عسكريا وميدانيا هائلا فما هو ؟

أسأل الله ان تكون هذه انتصارات وهذه البشائر بداية لتحرير بيت المقدس فقولوا آمين ..