- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11991 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
الشريعة صنفت حظيرة وطنية سنة 1913...
الأحد 9 ديسمبر - 19:18
صنفت حظيرة وطنية سنة 1913, مرتفعات الشريعة غنية بمناظرها الطبيعية ومعدومة بخدماتها السياحية
الشريعة، هذا المنتزه المعلق على قمة سلسلة جبال الأطلس البليدي، في منظر تتعانق فيه غابات الأرز والصنوبر والسرو والبلوط مع الجبل، لايزال إلى غاية اليوم يشدّ إليه بسحر مناظره آلاف العائلات القادمة من كل الولايات، مثلما شدّ إليه مئات الأجانب، بينهم سفراء ومثقفين ومفكرين، وحتى أقداما سوداء ممن لازالوا يتحسرون على فقدانه.
لم نعثـر في الشريعة على أي أثـر لما أنجز من خدمات سياحية على مدى خمسين سنة من الاستقلال. فالفنادق الموجودة لا تشتغل لأسباب عديدة، فيما توقفت وسائل النقل من تليفيريك وحافلات منذ أشهر، بل ولا حتى مرحاض عموميا، ولا خدمات هاتفية ولا حظيرة لركن السيارات، ما يطرح بالتالي تساؤلات عن نوعية ومفعول الخطاب المسوّق عن السياحة في هذا البلد.
الشريعة، هذا المكان الذي يعدّ أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس البليدي، سحر المعمّرين الفرنسيين وباقي الأقدام السوداء من الأوروبيين خلال العشر سنوات الأولى من احتلال الجزائر، حيث تشير مراجع تاريخية إلى أن قرار الاحتلال النهائي لمنطقة البليدة والسيطرة على أراضيها اتخذ في 30 مارس 1839، فيما بدأ توافد المعمّرين على المنطقة في الفاتح من شهر أكتوبر من عام .1840
وقد قرّر المجلس البلدي للبليدة سنة 1911 إنشاء محطة استجمام بالشريعة، وأعلن عن تصنيفها حظيرة وطنية سنة .1913 وظل الاهتمام بالحظيرة متواصلا، إلى أن طالب مسؤولو مدينة البليدة سنة 1946 من سوكارث، وهو مهندس معماري يشتغل لحساب الحكومة العامة آنذاك، القيام بمخطط لتوسيع حظيرة الشريعة، ووصف المشروع بأنه واعد وطموح من قبل المنتخبين آنذاك، خاصة أن المهندس كان يرى أن المنطقة بوسعها احتضان 11 حيا. وقد جعل قانون الإصلاح البلدي لسنة 1956 من الشريعة بلدية تختلف تماما عن مدينة البليدة، حيث تتربع على نحو 10 آلاف هكتار، سيّرها في المرحلة الأولى فوستاف فور، ثم ألبير نود الذي انتخب رئيس بلدية سنة .1959
المعمّرون كانوا يخططون لجعلها منتجعا سياحيا بامتياز
وتشير مصادر تاريخية إلى أن الشريعة احتضنت سنة 1940 التظاهرة الأولى الإفريقية للتزحلق على الثلج، ولقيت نجاحا بالنظر للتوافد الكبير للجمهور على المكان، خاصة أن التظاهرة حضرها عدد من أعمدة التزحلق من المعمّرين بشكل عام، بينهم أندري كوصو وبول دوبوي وبول هوكس، ممن يعود لهم الفضل أيضا في إنجاز فندق ”الأرز” الذي لايزال قائما إلى غاية اليوم، فيما تولت اليد العاملة التي كانت أغلبيتها من السجناء الألمان إنجاز الطريق المؤدي إلى فندق الهواء الجميل الذي لاتزال أبوابه مغلقة إلى غاية اليوم. وعلى العموم، فإن المعمّرين الفرنسيين والأوروبيين ممن أسلمت أنفسهم لسحر فريد من نوعه تصنعه الجغرافيا الساحرة لمنطقة الشريعة التي تتشكل فيها علاقة خاصة بين الغابة والجبل، كانوا يفكرون ليل نهار في جعله واحدا من أجمل المنتزهات، بدليل أنهم كانوا يردّدون شعارا مشهورا لديهم ”شهر بالشريعة، هي أحد عشر شهرا بصحة وعافية”.
الشريعة، هذه الشرفة المعلقة فوق رأس مدينة البليدة على علو يزيد عن 1600 متر، ظلت مفتوحة، لأنها تتسع للجميع ممن يعشقون الهواء الجميل النقي والجو المنعش.
ونحن نقطع المسافة الفاصلة بين مدينة البليدة والشريعة على مسافة نحو 19 كيلومترا، في طريق يأخذ شكل منعرجات للصعود إلى قمة الشريعة، يضغط عليك سؤال واضح وجارح في الوقت نفسه، مفاده: لماذا لم تستفد الشريعة، على مدى نصف قرن من استقلال الجزائر، من مرافق سياحية، خاصة أن المكان يستقطب آلاف الجزائريين على مدى الفصول الأربعة، لاسيما سكان العاصمة وبعض ولايات وسط البلاد، بعد أن شد إليه بسحر جماله وعذوبة مناخه المنعش وهوائه الرائع النقي والهدوء الذي يوفره عمق غابات الأرز الحلبي والسرو والبلوط، مئات الأجانب.
الشريعة حاضرة طيلة الفصول الأربعة
فالشريعة في المخيال الجماعي لعدد من سكان العاصمة والبليدة، هي المتنفس من الحياة الخانقة، بل وبات التردّد عليها خلال فصل الشتاء مثار تفاخر وتباه بين العائلات والأصدقاء، خاصة أن الصعود إلى الشريعة لم يعد سهلا، في ظل توقف وسائل النقل بالتليفيريك. فالشريعة تعدّ أعلى قمة في سلسلة الأطلس البليدي، تمتد على مساحة تزيد عن 26 ألف هكتار، ولو أن أغلبية الزوّار يقصدون الجزء المتربع على 3 آلاف هكتار التابع لولاية البليدة، وتزخر بأزيد من 380 نوع من النباتات، في مقدّمتها الفطر الذي يجنيه سكان المنطقة، ويباع حتى في أسواق أوروبية وآسيوية لنوعيته الجيّدة، وما يفوق 800 فصيلة من الحيوانات كطائر الحجل، اللقلق، النورس، إلى جانب ذئاب وثعالب وخنازير، أرانب وقنافذ، فضلا عن وجود نوعين من أصناف القردة، وزواحف وبرمائيات، وهي حظيرة محمية بقوة القانون.
وبوسع الزائر أن يجد الشريعة في حلة مكسوة بالثلج شتاء، كما يجدها في فصل الربيع والصيف والخريف منفذا للترويح عن النفس، حيث يعثـر على مقاعد وطاولات خشبية في عمق الغابة. فرغم أن سمك الثلوج قارب الـ30 سنتمترا ذات جمعة، إلا أن الشريعة كانت وجهة مفضلة لعشرات العائلات التي كانت تتسابق رفقة أطفالها للاستمتاع بأجمل المناظر والتقاط الصور، فيما فضل عشرات الأطفال التزحلق بالساحة المسماة ”نادي التزحلق”، وهي الساحة التي فضل بها عدد من الشبان نصب طاولاتهم لبيع السجائر والشاي والفول السوداني، فيما كان البعض الآخر يقوم بشواء اللحم على الجمر. وعلى بعد أمتار منهم، أنشئت 6 محلات أشكالها رائعة، تتناسق والبيئة التي وجدت فيها، قال عنها أحد الشبان إن البلدية لا ترغب في توزيعها على المستفيدين إلا بعد القيام بعملية مناقصة. وقبالة الساحة، تنتصب محطة النقل بالتليفيريك التي تم إنجازها بين سنتي 2007 و2008 وأصبحت غير عملية منذ ثلاثة أشهر، لأسباب أرجعها مجموعة من الشباب إلى عطب في أحد الكوابل، ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن هناك ترتيبات تجري من جانب البلدية والولاية لمنح المشروع لأحد الخواص. وفي غمرة الأجواء التي يصنعها الثلج، كانت أعين أفراد الجيش الوطني الشعبي تتابع وتراقب كل شيء يتحرك.
وتمتد في محيط الشريعة محلات الفصول الأربعة وبعض صالونات الشاي ومقاه، إلى جانب أحياء، هي كراش، الثلاث عصافير، المنظر الجميل والإقامة الجميلة، وكلها عبارة عن شاليات.
درجة الصفر للخدمات
ولكن ما خفي بالشريعة كان أعظم، فحين لا يعثـر مواطن جزائري ولا على مرحاض عمومي بهذه المنطقة، فذلك ي..... إلى طرح تساؤل كبير، مفاده: لماذا الإنسان عندنا معطل ومعطوب، إلى درجة وقوفه ضد الأشياء التي تنفعه. ويقرّ تجار بالمنطقة أنه تم إنجاز مرحاض عمومي منذ عام. ومع ذلك، فإن البلدية لم تقم بفتحه بعد. مطعم الأرز الذي هو في الحقيقة جزء من فندق ”الأرز” الذي تركه المعمّرون، وجدناه غاصا بالزبائن، من رجال ونساء وأطفال، بينهم من دخل لتناول وجبة الغداء، وبينهم من دخل بدافع تناول فنجان قهوة أو شاي، ومن ثمة الاحتماء من برودة الطقس. واللافت في الشريعة أن المشاكل لا تقتصر على المراحيض العمومية، بقدر ما تمتد إلى ندرة المياه، بدليل أن صاحب المطعم يؤكد إقباله على شراء الماء في صهاريج من البليدة بشكل يومي، حيث قال: ”منذ 1984 والمطعم يشتغل دون خدمات الفندق، لأن وسائل النقل متوقفة، مثل الحافلات والتليفيريك، كما أن الطريق عندما يغلق بسبب الثلوج، بإمكانك أن تنتظر لمدة أسبوع حتى تستطيع الوصول إلى المكان. بل فرضت علينا الثلوج التي تهاطلت على الشريعة، العام الماضي، غلق المطعم لمدة 45 يوما، لعدم وجود زبائن. ومع ذلك، قمنا بدفع مستحقات الضرائب”. هذا الفندق ذو التصميم الهندسي الرائع، المطل على كل جهات الشريعة، لا يشتغل به إلا المطعم الواقع في الطابق الأرضي، فيما لاتزال غرف النوم الواقعة في الطابق العلوي مغلقة منذ قرابة ثلاثين عاما. والأمر نفسه بالنسبة للكافيتريا التي صمّمت، هي الأخرى، على نحو يغري الزائر.
ونحن نتجوّل في بهو الفندق، تقدمت فرنسيتان من مدينة باريس واقترحتا عليه عرض شراكة لتسيير الفندق والمطعم. وبقدر ما بدا صاحب الفندق متحمّسا للفكرة، كان حريصا أيضا على تقديم النصيحة لهما، على أن الأمر في غاية الصعوبة بالشريعة، من جانب افتقار المنطقة للغاز والماء ووسائل النقل، فضلا عن وجود فترات في فصل الشتاء، تخلو فيها المنطقة من الزوّار، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي أحيانا لمدة تقارب الأسبوع. ويقول بعض أبناء الشريعة إن المصير نفسه يواجهه فندق آخر لم يفتح أبوابه بعد، لأسباب بيروقراطية. وما فهمناه في غمرة ذلك أن عملية التراشق بالتهم بين مسؤولي ولاية البليدة وبعض أصحاب المحلات والفنادق متواصلة. ففيما يتهم التجار المسؤولين بالبيروقراطية، يصف القائمون على تسيير الولاية وبلدية الشريعة هؤلاء بغير المؤهلين للعمل السياحي.
للشريعة خصوصيتها الطبيعية
بوسع الشريعة أن تتحوّل إلى منتجع سياحي بامتياز، بالنظر لخصوصيتها الطبيعية العذراء، ولخزان وعائها النباتي وثـروتها الحيوانية. ويرتقب أن تعرف الشريعة، خلال الأشهر المقبلة، استنادا لبعض آراء عدد من التجار، انطلاق مشاريع استثمارية، تتعلق بإنجاز 4 فنادق، حيث قرّر والي البليدة منح عقارات لأربعة مستثمرين لإنجاز تلك المشاريع، مع إطلاق مناقصة أخرى لإنجاز بيت للشباب.
الشريعة، هذا المنتزه المعلق على قمة سلسلة جبال الأطلس البليدي، في منظر تتعانق فيه غابات الأرز والصنوبر والسرو والبلوط مع الجبل، لايزال إلى غاية اليوم يشدّ إليه بسحر مناظره آلاف العائلات القادمة من كل الولايات، مثلما شدّ إليه مئات الأجانب، بينهم سفراء ومثقفين ومفكرين، وحتى أقداما سوداء ممن لازالوا يتحسرون على فقدانه.
لم نعثـر في الشريعة على أي أثـر لما أنجز من خدمات سياحية على مدى خمسين سنة من الاستقلال. فالفنادق الموجودة لا تشتغل لأسباب عديدة، فيما توقفت وسائل النقل من تليفيريك وحافلات منذ أشهر، بل ولا حتى مرحاض عموميا، ولا خدمات هاتفية ولا حظيرة لركن السيارات، ما يطرح بالتالي تساؤلات عن نوعية ومفعول الخطاب المسوّق عن السياحة في هذا البلد.
الشريعة، هذا المكان الذي يعدّ أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس البليدي، سحر المعمّرين الفرنسيين وباقي الأقدام السوداء من الأوروبيين خلال العشر سنوات الأولى من احتلال الجزائر، حيث تشير مراجع تاريخية إلى أن قرار الاحتلال النهائي لمنطقة البليدة والسيطرة على أراضيها اتخذ في 30 مارس 1839، فيما بدأ توافد المعمّرين على المنطقة في الفاتح من شهر أكتوبر من عام .1840
وقد قرّر المجلس البلدي للبليدة سنة 1911 إنشاء محطة استجمام بالشريعة، وأعلن عن تصنيفها حظيرة وطنية سنة .1913 وظل الاهتمام بالحظيرة متواصلا، إلى أن طالب مسؤولو مدينة البليدة سنة 1946 من سوكارث، وهو مهندس معماري يشتغل لحساب الحكومة العامة آنذاك، القيام بمخطط لتوسيع حظيرة الشريعة، ووصف المشروع بأنه واعد وطموح من قبل المنتخبين آنذاك، خاصة أن المهندس كان يرى أن المنطقة بوسعها احتضان 11 حيا. وقد جعل قانون الإصلاح البلدي لسنة 1956 من الشريعة بلدية تختلف تماما عن مدينة البليدة، حيث تتربع على نحو 10 آلاف هكتار، سيّرها في المرحلة الأولى فوستاف فور، ثم ألبير نود الذي انتخب رئيس بلدية سنة .1959
المعمّرون كانوا يخططون لجعلها منتجعا سياحيا بامتياز
وتشير مصادر تاريخية إلى أن الشريعة احتضنت سنة 1940 التظاهرة الأولى الإفريقية للتزحلق على الثلج، ولقيت نجاحا بالنظر للتوافد الكبير للجمهور على المكان، خاصة أن التظاهرة حضرها عدد من أعمدة التزحلق من المعمّرين بشكل عام، بينهم أندري كوصو وبول دوبوي وبول هوكس، ممن يعود لهم الفضل أيضا في إنجاز فندق ”الأرز” الذي لايزال قائما إلى غاية اليوم، فيما تولت اليد العاملة التي كانت أغلبيتها من السجناء الألمان إنجاز الطريق المؤدي إلى فندق الهواء الجميل الذي لاتزال أبوابه مغلقة إلى غاية اليوم. وعلى العموم، فإن المعمّرين الفرنسيين والأوروبيين ممن أسلمت أنفسهم لسحر فريد من نوعه تصنعه الجغرافيا الساحرة لمنطقة الشريعة التي تتشكل فيها علاقة خاصة بين الغابة والجبل، كانوا يفكرون ليل نهار في جعله واحدا من أجمل المنتزهات، بدليل أنهم كانوا يردّدون شعارا مشهورا لديهم ”شهر بالشريعة، هي أحد عشر شهرا بصحة وعافية”.
الشريعة، هذه الشرفة المعلقة فوق رأس مدينة البليدة على علو يزيد عن 1600 متر، ظلت مفتوحة، لأنها تتسع للجميع ممن يعشقون الهواء الجميل النقي والجو المنعش.
ونحن نقطع المسافة الفاصلة بين مدينة البليدة والشريعة على مسافة نحو 19 كيلومترا، في طريق يأخذ شكل منعرجات للصعود إلى قمة الشريعة، يضغط عليك سؤال واضح وجارح في الوقت نفسه، مفاده: لماذا لم تستفد الشريعة، على مدى نصف قرن من استقلال الجزائر، من مرافق سياحية، خاصة أن المكان يستقطب آلاف الجزائريين على مدى الفصول الأربعة، لاسيما سكان العاصمة وبعض ولايات وسط البلاد، بعد أن شد إليه بسحر جماله وعذوبة مناخه المنعش وهوائه الرائع النقي والهدوء الذي يوفره عمق غابات الأرز الحلبي والسرو والبلوط، مئات الأجانب.
الشريعة حاضرة طيلة الفصول الأربعة
فالشريعة في المخيال الجماعي لعدد من سكان العاصمة والبليدة، هي المتنفس من الحياة الخانقة، بل وبات التردّد عليها خلال فصل الشتاء مثار تفاخر وتباه بين العائلات والأصدقاء، خاصة أن الصعود إلى الشريعة لم يعد سهلا، في ظل توقف وسائل النقل بالتليفيريك. فالشريعة تعدّ أعلى قمة في سلسلة الأطلس البليدي، تمتد على مساحة تزيد عن 26 ألف هكتار، ولو أن أغلبية الزوّار يقصدون الجزء المتربع على 3 آلاف هكتار التابع لولاية البليدة، وتزخر بأزيد من 380 نوع من النباتات، في مقدّمتها الفطر الذي يجنيه سكان المنطقة، ويباع حتى في أسواق أوروبية وآسيوية لنوعيته الجيّدة، وما يفوق 800 فصيلة من الحيوانات كطائر الحجل، اللقلق، النورس، إلى جانب ذئاب وثعالب وخنازير، أرانب وقنافذ، فضلا عن وجود نوعين من أصناف القردة، وزواحف وبرمائيات، وهي حظيرة محمية بقوة القانون.
وبوسع الزائر أن يجد الشريعة في حلة مكسوة بالثلج شتاء، كما يجدها في فصل الربيع والصيف والخريف منفذا للترويح عن النفس، حيث يعثـر على مقاعد وطاولات خشبية في عمق الغابة. فرغم أن سمك الثلوج قارب الـ30 سنتمترا ذات جمعة، إلا أن الشريعة كانت وجهة مفضلة لعشرات العائلات التي كانت تتسابق رفقة أطفالها للاستمتاع بأجمل المناظر والتقاط الصور، فيما فضل عشرات الأطفال التزحلق بالساحة المسماة ”نادي التزحلق”، وهي الساحة التي فضل بها عدد من الشبان نصب طاولاتهم لبيع السجائر والشاي والفول السوداني، فيما كان البعض الآخر يقوم بشواء اللحم على الجمر. وعلى بعد أمتار منهم، أنشئت 6 محلات أشكالها رائعة، تتناسق والبيئة التي وجدت فيها، قال عنها أحد الشبان إن البلدية لا ترغب في توزيعها على المستفيدين إلا بعد القيام بعملية مناقصة. وقبالة الساحة، تنتصب محطة النقل بالتليفيريك التي تم إنجازها بين سنتي 2007 و2008 وأصبحت غير عملية منذ ثلاثة أشهر، لأسباب أرجعها مجموعة من الشباب إلى عطب في أحد الكوابل، ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن هناك ترتيبات تجري من جانب البلدية والولاية لمنح المشروع لأحد الخواص. وفي غمرة الأجواء التي يصنعها الثلج، كانت أعين أفراد الجيش الوطني الشعبي تتابع وتراقب كل شيء يتحرك.
وتمتد في محيط الشريعة محلات الفصول الأربعة وبعض صالونات الشاي ومقاه، إلى جانب أحياء، هي كراش، الثلاث عصافير، المنظر الجميل والإقامة الجميلة، وكلها عبارة عن شاليات.
درجة الصفر للخدمات
ولكن ما خفي بالشريعة كان أعظم، فحين لا يعثـر مواطن جزائري ولا على مرحاض عمومي بهذه المنطقة، فذلك ي..... إلى طرح تساؤل كبير، مفاده: لماذا الإنسان عندنا معطل ومعطوب، إلى درجة وقوفه ضد الأشياء التي تنفعه. ويقرّ تجار بالمنطقة أنه تم إنجاز مرحاض عمومي منذ عام. ومع ذلك، فإن البلدية لم تقم بفتحه بعد. مطعم الأرز الذي هو في الحقيقة جزء من فندق ”الأرز” الذي تركه المعمّرون، وجدناه غاصا بالزبائن، من رجال ونساء وأطفال، بينهم من دخل لتناول وجبة الغداء، وبينهم من دخل بدافع تناول فنجان قهوة أو شاي، ومن ثمة الاحتماء من برودة الطقس. واللافت في الشريعة أن المشاكل لا تقتصر على المراحيض العمومية، بقدر ما تمتد إلى ندرة المياه، بدليل أن صاحب المطعم يؤكد إقباله على شراء الماء في صهاريج من البليدة بشكل يومي، حيث قال: ”منذ 1984 والمطعم يشتغل دون خدمات الفندق، لأن وسائل النقل متوقفة، مثل الحافلات والتليفيريك، كما أن الطريق عندما يغلق بسبب الثلوج، بإمكانك أن تنتظر لمدة أسبوع حتى تستطيع الوصول إلى المكان. بل فرضت علينا الثلوج التي تهاطلت على الشريعة، العام الماضي، غلق المطعم لمدة 45 يوما، لعدم وجود زبائن. ومع ذلك، قمنا بدفع مستحقات الضرائب”. هذا الفندق ذو التصميم الهندسي الرائع، المطل على كل جهات الشريعة، لا يشتغل به إلا المطعم الواقع في الطابق الأرضي، فيما لاتزال غرف النوم الواقعة في الطابق العلوي مغلقة منذ قرابة ثلاثين عاما. والأمر نفسه بالنسبة للكافيتريا التي صمّمت، هي الأخرى، على نحو يغري الزائر.
ونحن نتجوّل في بهو الفندق، تقدمت فرنسيتان من مدينة باريس واقترحتا عليه عرض شراكة لتسيير الفندق والمطعم. وبقدر ما بدا صاحب الفندق متحمّسا للفكرة، كان حريصا أيضا على تقديم النصيحة لهما، على أن الأمر في غاية الصعوبة بالشريعة، من جانب افتقار المنطقة للغاز والماء ووسائل النقل، فضلا عن وجود فترات في فصل الشتاء، تخلو فيها المنطقة من الزوّار، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي أحيانا لمدة تقارب الأسبوع. ويقول بعض أبناء الشريعة إن المصير نفسه يواجهه فندق آخر لم يفتح أبوابه بعد، لأسباب بيروقراطية. وما فهمناه في غمرة ذلك أن عملية التراشق بالتهم بين مسؤولي ولاية البليدة وبعض أصحاب المحلات والفنادق متواصلة. ففيما يتهم التجار المسؤولين بالبيروقراطية، يصف القائمون على تسيير الولاية وبلدية الشريعة هؤلاء بغير المؤهلين للعمل السياحي.
للشريعة خصوصيتها الطبيعية
بوسع الشريعة أن تتحوّل إلى منتجع سياحي بامتياز، بالنظر لخصوصيتها الطبيعية العذراء، ولخزان وعائها النباتي وثـروتها الحيوانية. ويرتقب أن تعرف الشريعة، خلال الأشهر المقبلة، استنادا لبعض آراء عدد من التجار، انطلاق مشاريع استثمارية، تتعلق بإنجاز 4 فنادق، حيث قرّر والي البليدة منح عقارات لأربعة مستثمرين لإنجاز تلك المشاريع، مع إطلاق مناقصة أخرى لإنجاز بيت للشباب.
- مواضيع ذات صلة ثلاثة مصانع جديدة لإنتاج الأدوية الجنيسة تبدأ الإنتاج في 2015 مجمع صيدال يطمح الى تطوير صناعة صيدلانية وطنية ناجعة مجمع صيدال يطمح الى تطوير صناعة صيدلانية وطنية ناجعة من اجل تقليص تبعية الجزائر للبلدان الاخرى فيما يخص الادوية الرئيس المد
- أناشيد وطنية فلسطينية
- شفة الشريعة و الحمدانية صور روعة
- سب النبي بين الشريعة والقانون الوضعي (1-2)
- جريمة الاجهاض بين الشريعة و القانون
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى