- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11981 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
الجزائري يخسر 48 ساعة كل شهر داخل الحافلات!
الأربعاء 16 يناير - 18:01
لايزال المواطن في بلادنا يعاني من مشكل النقل رغم تعدد الوسائل العمومية والخاصة وتنوعها بين حافلات، قطارات، ميترو وترامواي،إلا أنها لا تستجيب لتطلعات المسافرين خاصة الذين يقطنون خارج العاصمة، ولعل أزمة السير التي تشهدها معظم طرقاتنا الرئيسية زادت الطين بلة، ما انعكس سلبا على مستعملي المركبات لتضاف هذه المشكلة في قائمة المشاكل اليومية التي تعرقل مصالح المواطنين.
إن اختيار موضوعنا هذا لم يأتي عشوائيا، وإنما اخترناه لجملة من الاعتبارات التي يعاني منها الجزائري في حياته اليومية، وبالأخص في تنقلاته وتحركاته سواء إلى مكان عمله أو لقضاء حاجياته، من أبرزها قلة وسائل النقل، أزمة المرور، التأخرات، ناهيك عن بعض التجاوزات كالاعتداءات والسرقة، وبعيدا عن ذلك فهناك من يعود عليه الازدحام بالفائدة على غرار التجار الذين يقومون ببعض المبادلات التجارية التي تتم بين أصحاب المركبات أو التجار، كما أن وسائل النقل تعد فضاء للتعارف وتبادل أرقام الهواتف، كما يستغلها البعض في التسول واستعطاف قلوب المسافرين.
وفي هذا الشأن ارتأت ”الفجر”، أن تسلط الضوء على هذا الواقع الذي يمثل الشغل الشاغل للمواطنين الذين يعانون من الصعوبات الناتجة عن وسائل النقل والتي تحولت إلى معاناة يومية في حياة الناس.
ثلاث ساعات داخل مركبة
كانت الساعة تشير إلى تمام السابعة صباحا عند تواجدنا في محطة زرالدة التي تبعد عن الجزائر العاصمة بـ40 كلم، بحثا عن وسيلة نقل تقلنا إلى العاصمة، حيث اخترنا يوم الأحد لإنجاز روبورتاجنا، باعتباره أول أيام الأسبوع، وهو أكثر الأيام ازدحاما. في البداية لفت انتباهنا العدد الهائل للمسافرين من مختلف الشرائح الاجتماعية من أطفال، نساء وشباب في المحطة كلهم واقفين بانتظار حافلة تنقلهم للعاصمة، الأعين كلها كانت تبحث عن الحافلة المكتوب عليها زرالدة – تافورة. فكلهم يتشاركون في وجهة واحدة.
مرت خمس دقائق، خمس.. وخمس أخرى،ربع ساعة من الانتظار وأخيرا وصلت حافلة نقل باتجاه محطة تافورة، الكل مستعد ومتأهب، فعلى الجميع أن يجهز نفسه ويتهيأ لخوض معركة ”التطباع” كما يقال بالعامية، التي يستعمل فيها كل واحد ذكاءه وفطنته وجهده العضلي للظفر بمقعد داخل الحافلة، وفي لمح البصر اندفع الناس كالموج صوب الأبواب والكل يأمل في الوصول إلى مقعد والظفر به، أو حتى الصعود على متنها والذهاب واقفا.
بالنسبة لنا فقد كان الحظ هذه المرة لصالحنا، لأننا اعتمدنا الصعود من الجهة الخلفية للحافلة، وبمساعدة من الخلف عن طريق ”قوة الدفع” التي جعلتنا داخل الحافلة بلمح البصر، وهذا هو حال البعض الذين حالفهم الحظ في الصعود، لتسمع فيما بعد الجميع يردد عبارات الحمد في مقدمتها ”الحمد لله قدرت نطلع”.
”واش يدير الميت في يد غسالو”
أخذ كل واحد مكانه، وانطلقت الحافلة باتجاه محطة تافورة أو ”التارمينوس” أي آخر محطة في مسارها، الكل جالس في مكانه، باستثناء بعض الواقفين الذي أبوا الركوب بدلا من انتظار ساعة أخرى في محطة المسافرين إن لم نقل لساعات أخرى.
خيّم الهدوء في المركبة، الأبصار متجهة نحو النوافذ والكل ينتظر ساعة الوصول إلى وجهته، غير أن الفرحة لم تستمر طويلا بعدما اصطدمنا بسلسلة اكتظاظ طويلة ممتدة إلى آخر الطريق، وهنا بدأت المعاناة وبدأ التذمر يغزو الوجوه، والأفكار السلبية تغزو العقول فواحد لديه موعد عمل والآخر لديه موعد مع الطبيب..، وهنا تبرز مواهب كل واحد في التعبير والتفلسف وكذا تحليل الظاهرة الازدحام كل حسب رؤيته وتفكيره فمنهم من يرجعها إلى كثرة السيارات وآخر لعدم احترام قواعد المرور وآخرون يرجعونها للحاجز الأمني الذي يقف على يمين الطريق أو ممر الاستعجالات، وغيرها من التأويلات التي لا تنفع المسافرين في شيء، فالمشكل قائم وأزمة المرور في أشدها، وكما يقول المثل الشعبي ”واش يدير الميت في يد غسالو”.
مرت ساعة ونحن لازلنا في مدخل عين الله التابعة لبلدية دالي ابراهيم وهي المحطة الرئيسية التي تشتد فيها أزمة المرور والسير، الكل ينظر في ساعته ويتحدث في جهازه الخلوي بحثا عن الأعذار أو بعض الكلمات التي يبرر بها تأخره وكأن أزمة المرور واقع حتمي فرض علينا وعلى الجميع تقبله.
الجزائري يخسر يومين كل شهر في الحافلات
ساعات طويلة تضيع من حياة الجزائريين يوميا، حيث يخسر المواطن 84 ساعة كل شهر من حياته إذا اعتبرنا أنه يفقد ساعة ونصف يوميا في كل رحلة. بالإضافة إلى مشاكل الطرق والسرعات الزائدة التي تتسبب في الكثير من الحوادث، واقع مر يعيشه المواطن الجزائري يوميا لدرجة أن البعض فضل العودة إلى المنزل، بدلا من تضييع الوقت والجهد، وفي هذا الإطار قمنا باستجواب آراء بعض الناس حول هذه الأزمة الذين أعربوا عن تذمرهم واستيائهم إزاء هذا الوضع الذي بات يعرقل مصالحهم الخاصة،وفي هذا الخصوص قال سليم موظف بشركة عمومية ”إن مشكلة المرور من أخطر المشاكل التي يعاني منها المواطن، خاصة الذي يضطر إلى استعمال وسائل النقل العمومية كالحافلات، مشيرا أنها أسوأ وسيلة مواصلات بسبب عدم احترام قوانين المرور، بالإضافة إلى أماكن الوقوف الرسمية”.
من جهتها قالت منال موظفة بقطاع التعليم ”إنها اضطرت إلى تغيير مقر سكناها واستئجار منزل بالقرب من عملها تفاديا لأزمة المرور، لأنها لاتطيقها”.
المسافرون يتنفسون الصعداء في موقف ”ليتيافسي”
وصلنا لى موقف ”ليتيافسي” أو محطة كلية الإعلام وكأننا في حلم بعد انقضاء أكثر من نصف ساعة، حيث كانت الساعة تشير إلى تمام الثامنة والنصف ،غير أن الحلم لم يدم إلا بضع ثواني، لنصطدم بواقع آخر وهو أزمة سير أخرى باتجاه محطة سعيد حمدين، لتنقضي نصف ساعة أخرى من عمر رحلتنا التي دامت الى غاية الآن ساعتين.
50بالمائة من الأرباح يجنيها القابض من ”الكالات”
وهنا يغتنم قابض الحافلة الفرصة للظفر بأقصى عدد من الركاب، كما أنها فرصة للربح باعتباره من أهم ”الكالات” أو محطات التوقف الثانوية، حسب أبناء المهنة والتي قد تزيد من ربحه لأكثر من 50بالمائة، وعندما سألنا قابض الحافلة عن حصيلة أرباحه بالتقريب وسبب توقفه في هذه المحطة لوقت أطول علما أنه لايجب أن تتجاوز مدة توقفه 3 دقائق كأقصى تقدير رفض البوح بها، مكتفيا بالقول إن ”الكالات” لايمكن الاستغناء عنها، باعتبارها تعويض عن الخسارة أو العجز في حالة نقص في عدد الزبائن.
المركزية وعدم احترام قواعد المرور من أسباب أزمة المرور
لم تعد المعاناة مع أزمة المرور مقصورة على المواسم فقط كبداية الموسم الدراسي أو الاعياد والمناسبات وغيرها، حيث أصبحت مشكلة أو أزمة نعانى منها طوال السنة، نتيجة لغياب الوعي لدى البعض، وفي هذا الشأن يرى الكثيرين ”أن أزمة المرور ليس لها حل دون إعادة تخطيط من قبل المسؤولين، بالإضافة إلى عدم احترام قوانين المرور وكذا ارتفاع عدد السيارات، ناهيك عن المركزية، حيث يعتبر التكدس السكاني داخل العاصمة أحد الأسباب الهامة لمشاكل المرور، وهو الامرالذي يستدعي توفير الخدمات وفرص العمل خارج العاصمة للتقليل من الاكتظاظ والضغط.
التأخرات وخصم الرواتب ضريبة يدفعها العمال
ومن جملة المشاكل التي قد يتعرض لها الموظف أو العامل هي التأخر عن ساعات الدوام بسبب صعوبة الوصول إلى مراكز العمل في الوقت المناسب، مما يجعل هذا الأخير يفكر دوما أعذار يقدمها لرب العمل، ولكنه لاينجو دائما ففي مرات عديدة تنتهي بخصم الراتب الشهري في حالة التكرار، وهو ما حصل ولا يزال يحصل مع أغلب الموظفين حسب شهادات البعض.
اعتداءات، سرقات وتحرشات داخل الحافلات
كما أن الاكتظاظ في وسائل النقل سبب انتشار السرقات فكثيرا ما يشتكي المسافرون نتيجة تعرضهم لسرقة أموالهم أو هواتفهم النقال، ناهيك عن بعض الممارسات اللاأخلاقية التي يتعرض لها المسافرون يوميا ومنها الاعتداءات والتحرشات الجنسية التي تطال الفتيات وحتى الأطفال داخل وسائل النقل.
وهو ما جاء على لسان سميرة طالبة جامعية التي قالت إنها تتعرضت منذ مدة لتحرشات جنسية من قبل بعض معدومي الضمير داخل حافلة بسبب الاكتظاظ الكبير، نفس الشيء اشتكت منه يامينة وهي امرأة في الأربعينيات التي قالت إنها لم تسلم من التحرش من طرف شيخ طاعن في السن.
هذه التصرفات اللاأخلاقية جعلت الكثيرات تفكرن بجدية في شراء سيارة بالتقسيط للتخلص من كابوس الاعتداءات والسرقات و”التطباع” في الحافلات.
مبادلات تجارية وتبادل أرقام الهواتف
غير أن أزمة السير لاتخلو أيضا من الإيجابيات، فكما يقال ”مصائب قوم عند قوم فوائد”، فالتجارعلى سبيل المثال أو من يهوون المبادلات التجارية أو المصالح يعتبرون ركوب الحافلة فرصة لشراء بعض السيارات أو تبادل أرقام الهواتف، علاوة على أنها فرصة لتبادل المعارف وذلك بسبب التوقف لساعات في الطريق، مما يجعل البعض في احتكاك مباشر مع بعضهم.
وصلنا إلى محطة تافورة، على تمام الساعة العاشرة، بعدما قضينا قرابة ثلاثة ساعات تخللتها عدة مواقف وصور تعكس صعوبات يومية المواطنين، ونحن على يقين أننا لانملك العصا السحرية لتفادي هذا المشكل، حيث تخللت رحلتنا جملة من الانطباعات جاءت على لسان بعض مستعملي وسائل النقل التي تبقى قائمة وغير راضية على أداء هذه الوسائل وعلى المسؤولين في القطاع للقضاء على شبح أزمة السير في طرقاتنا.
إن اختيار موضوعنا هذا لم يأتي عشوائيا، وإنما اخترناه لجملة من الاعتبارات التي يعاني منها الجزائري في حياته اليومية، وبالأخص في تنقلاته وتحركاته سواء إلى مكان عمله أو لقضاء حاجياته، من أبرزها قلة وسائل النقل، أزمة المرور، التأخرات، ناهيك عن بعض التجاوزات كالاعتداءات والسرقة، وبعيدا عن ذلك فهناك من يعود عليه الازدحام بالفائدة على غرار التجار الذين يقومون ببعض المبادلات التجارية التي تتم بين أصحاب المركبات أو التجار، كما أن وسائل النقل تعد فضاء للتعارف وتبادل أرقام الهواتف، كما يستغلها البعض في التسول واستعطاف قلوب المسافرين.
وفي هذا الشأن ارتأت ”الفجر”، أن تسلط الضوء على هذا الواقع الذي يمثل الشغل الشاغل للمواطنين الذين يعانون من الصعوبات الناتجة عن وسائل النقل والتي تحولت إلى معاناة يومية في حياة الناس.
ثلاث ساعات داخل مركبة
كانت الساعة تشير إلى تمام السابعة صباحا عند تواجدنا في محطة زرالدة التي تبعد عن الجزائر العاصمة بـ40 كلم، بحثا عن وسيلة نقل تقلنا إلى العاصمة، حيث اخترنا يوم الأحد لإنجاز روبورتاجنا، باعتباره أول أيام الأسبوع، وهو أكثر الأيام ازدحاما. في البداية لفت انتباهنا العدد الهائل للمسافرين من مختلف الشرائح الاجتماعية من أطفال، نساء وشباب في المحطة كلهم واقفين بانتظار حافلة تنقلهم للعاصمة، الأعين كلها كانت تبحث عن الحافلة المكتوب عليها زرالدة – تافورة. فكلهم يتشاركون في وجهة واحدة.
مرت خمس دقائق، خمس.. وخمس أخرى،ربع ساعة من الانتظار وأخيرا وصلت حافلة نقل باتجاه محطة تافورة، الكل مستعد ومتأهب، فعلى الجميع أن يجهز نفسه ويتهيأ لخوض معركة ”التطباع” كما يقال بالعامية، التي يستعمل فيها كل واحد ذكاءه وفطنته وجهده العضلي للظفر بمقعد داخل الحافلة، وفي لمح البصر اندفع الناس كالموج صوب الأبواب والكل يأمل في الوصول إلى مقعد والظفر به، أو حتى الصعود على متنها والذهاب واقفا.
بالنسبة لنا فقد كان الحظ هذه المرة لصالحنا، لأننا اعتمدنا الصعود من الجهة الخلفية للحافلة، وبمساعدة من الخلف عن طريق ”قوة الدفع” التي جعلتنا داخل الحافلة بلمح البصر، وهذا هو حال البعض الذين حالفهم الحظ في الصعود، لتسمع فيما بعد الجميع يردد عبارات الحمد في مقدمتها ”الحمد لله قدرت نطلع”.
”واش يدير الميت في يد غسالو”
أخذ كل واحد مكانه، وانطلقت الحافلة باتجاه محطة تافورة أو ”التارمينوس” أي آخر محطة في مسارها، الكل جالس في مكانه، باستثناء بعض الواقفين الذي أبوا الركوب بدلا من انتظار ساعة أخرى في محطة المسافرين إن لم نقل لساعات أخرى.
خيّم الهدوء في المركبة، الأبصار متجهة نحو النوافذ والكل ينتظر ساعة الوصول إلى وجهته، غير أن الفرحة لم تستمر طويلا بعدما اصطدمنا بسلسلة اكتظاظ طويلة ممتدة إلى آخر الطريق، وهنا بدأت المعاناة وبدأ التذمر يغزو الوجوه، والأفكار السلبية تغزو العقول فواحد لديه موعد عمل والآخر لديه موعد مع الطبيب..، وهنا تبرز مواهب كل واحد في التعبير والتفلسف وكذا تحليل الظاهرة الازدحام كل حسب رؤيته وتفكيره فمنهم من يرجعها إلى كثرة السيارات وآخر لعدم احترام قواعد المرور وآخرون يرجعونها للحاجز الأمني الذي يقف على يمين الطريق أو ممر الاستعجالات، وغيرها من التأويلات التي لا تنفع المسافرين في شيء، فالمشكل قائم وأزمة المرور في أشدها، وكما يقول المثل الشعبي ”واش يدير الميت في يد غسالو”.
مرت ساعة ونحن لازلنا في مدخل عين الله التابعة لبلدية دالي ابراهيم وهي المحطة الرئيسية التي تشتد فيها أزمة المرور والسير، الكل ينظر في ساعته ويتحدث في جهازه الخلوي بحثا عن الأعذار أو بعض الكلمات التي يبرر بها تأخره وكأن أزمة المرور واقع حتمي فرض علينا وعلى الجميع تقبله.
الجزائري يخسر يومين كل شهر في الحافلات
ساعات طويلة تضيع من حياة الجزائريين يوميا، حيث يخسر المواطن 84 ساعة كل شهر من حياته إذا اعتبرنا أنه يفقد ساعة ونصف يوميا في كل رحلة. بالإضافة إلى مشاكل الطرق والسرعات الزائدة التي تتسبب في الكثير من الحوادث، واقع مر يعيشه المواطن الجزائري يوميا لدرجة أن البعض فضل العودة إلى المنزل، بدلا من تضييع الوقت والجهد، وفي هذا الإطار قمنا باستجواب آراء بعض الناس حول هذه الأزمة الذين أعربوا عن تذمرهم واستيائهم إزاء هذا الوضع الذي بات يعرقل مصالحهم الخاصة،وفي هذا الخصوص قال سليم موظف بشركة عمومية ”إن مشكلة المرور من أخطر المشاكل التي يعاني منها المواطن، خاصة الذي يضطر إلى استعمال وسائل النقل العمومية كالحافلات، مشيرا أنها أسوأ وسيلة مواصلات بسبب عدم احترام قوانين المرور، بالإضافة إلى أماكن الوقوف الرسمية”.
من جهتها قالت منال موظفة بقطاع التعليم ”إنها اضطرت إلى تغيير مقر سكناها واستئجار منزل بالقرب من عملها تفاديا لأزمة المرور، لأنها لاتطيقها”.
المسافرون يتنفسون الصعداء في موقف ”ليتيافسي”
وصلنا لى موقف ”ليتيافسي” أو محطة كلية الإعلام وكأننا في حلم بعد انقضاء أكثر من نصف ساعة، حيث كانت الساعة تشير إلى تمام الثامنة والنصف ،غير أن الحلم لم يدم إلا بضع ثواني، لنصطدم بواقع آخر وهو أزمة سير أخرى باتجاه محطة سعيد حمدين، لتنقضي نصف ساعة أخرى من عمر رحلتنا التي دامت الى غاية الآن ساعتين.
50بالمائة من الأرباح يجنيها القابض من ”الكالات”
وهنا يغتنم قابض الحافلة الفرصة للظفر بأقصى عدد من الركاب، كما أنها فرصة للربح باعتباره من أهم ”الكالات” أو محطات التوقف الثانوية، حسب أبناء المهنة والتي قد تزيد من ربحه لأكثر من 50بالمائة، وعندما سألنا قابض الحافلة عن حصيلة أرباحه بالتقريب وسبب توقفه في هذه المحطة لوقت أطول علما أنه لايجب أن تتجاوز مدة توقفه 3 دقائق كأقصى تقدير رفض البوح بها، مكتفيا بالقول إن ”الكالات” لايمكن الاستغناء عنها، باعتبارها تعويض عن الخسارة أو العجز في حالة نقص في عدد الزبائن.
المركزية وعدم احترام قواعد المرور من أسباب أزمة المرور
لم تعد المعاناة مع أزمة المرور مقصورة على المواسم فقط كبداية الموسم الدراسي أو الاعياد والمناسبات وغيرها، حيث أصبحت مشكلة أو أزمة نعانى منها طوال السنة، نتيجة لغياب الوعي لدى البعض، وفي هذا الشأن يرى الكثيرين ”أن أزمة المرور ليس لها حل دون إعادة تخطيط من قبل المسؤولين، بالإضافة إلى عدم احترام قوانين المرور وكذا ارتفاع عدد السيارات، ناهيك عن المركزية، حيث يعتبر التكدس السكاني داخل العاصمة أحد الأسباب الهامة لمشاكل المرور، وهو الامرالذي يستدعي توفير الخدمات وفرص العمل خارج العاصمة للتقليل من الاكتظاظ والضغط.
التأخرات وخصم الرواتب ضريبة يدفعها العمال
ومن جملة المشاكل التي قد يتعرض لها الموظف أو العامل هي التأخر عن ساعات الدوام بسبب صعوبة الوصول إلى مراكز العمل في الوقت المناسب، مما يجعل هذا الأخير يفكر دوما أعذار يقدمها لرب العمل، ولكنه لاينجو دائما ففي مرات عديدة تنتهي بخصم الراتب الشهري في حالة التكرار، وهو ما حصل ولا يزال يحصل مع أغلب الموظفين حسب شهادات البعض.
اعتداءات، سرقات وتحرشات داخل الحافلات
كما أن الاكتظاظ في وسائل النقل سبب انتشار السرقات فكثيرا ما يشتكي المسافرون نتيجة تعرضهم لسرقة أموالهم أو هواتفهم النقال، ناهيك عن بعض الممارسات اللاأخلاقية التي يتعرض لها المسافرون يوميا ومنها الاعتداءات والتحرشات الجنسية التي تطال الفتيات وحتى الأطفال داخل وسائل النقل.
وهو ما جاء على لسان سميرة طالبة جامعية التي قالت إنها تتعرضت منذ مدة لتحرشات جنسية من قبل بعض معدومي الضمير داخل حافلة بسبب الاكتظاظ الكبير، نفس الشيء اشتكت منه يامينة وهي امرأة في الأربعينيات التي قالت إنها لم تسلم من التحرش من طرف شيخ طاعن في السن.
هذه التصرفات اللاأخلاقية جعلت الكثيرات تفكرن بجدية في شراء سيارة بالتقسيط للتخلص من كابوس الاعتداءات والسرقات و”التطباع” في الحافلات.
مبادلات تجارية وتبادل أرقام الهواتف
غير أن أزمة السير لاتخلو أيضا من الإيجابيات، فكما يقال ”مصائب قوم عند قوم فوائد”، فالتجارعلى سبيل المثال أو من يهوون المبادلات التجارية أو المصالح يعتبرون ركوب الحافلة فرصة لشراء بعض السيارات أو تبادل أرقام الهواتف، علاوة على أنها فرصة لتبادل المعارف وذلك بسبب التوقف لساعات في الطريق، مما يجعل البعض في احتكاك مباشر مع بعضهم.
وصلنا إلى محطة تافورة، على تمام الساعة العاشرة، بعدما قضينا قرابة ثلاثة ساعات تخللتها عدة مواقف وصور تعكس صعوبات يومية المواطنين، ونحن على يقين أننا لانملك العصا السحرية لتفادي هذا المشكل، حيث تخللت رحلتنا جملة من الانطباعات جاءت على لسان بعض مستعملي وسائل النقل التي تبقى قائمة وغير راضية على أداء هذه الوسائل وعلى المسؤولين في القطاع للقضاء على شبح أزمة السير في طرقاتنا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى