- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
سامحيني سيدتي.
الجمعة 15 فبراير - 17:29
كان فيما مضي ينزوي بقرب الساقية أو من على أعلى التلال يراقب حبيبته تحمل جرة الماء وقد شمّرت عن ساقها الحريري تتبادل مع صديقاتها الضحكات و أطراف الحديث في زقزقة تصيبه بالسكر أو الجنون فيهذي بكلام مقفى موزون كأنه من وحي شياطين أو العفاريت ... اليوم أصبحنا نشكو من فوضى في الحب .حبيبة أو اثنان بل وأكثر في الجوال ، حبيبة في الجامعة وأخرى في الجمعية أو النادي وبنت الجيران لها نصيبها من الحب أيضاً ولان الأقربون أولى بالمعروف فبنات العم والخال كذلك لهم حصتهم من الحب . لقد ولّى زمن الانزواء والتستر ولّى زمن الهيام والعشق والحب الحقيقي الحب الذي يجعل صاحبه يصاب بالحمى تفقده وعيه وصوابه .الحب الذي يذهب النوم ويترك صاحبه يعيش في عالم من الخيال لا يرى ولا يسمع فيه سوى صورة وصوت الحبيب يرحل مع أهلها حين يرتحلوا ويحل معهم حيثما حلّوا لا يثنيه عن رؤيتها شيء حتى لو توعدوه بالوعيد وإهدار الدم ... اليوم فقدتنا هذه المعاني السامية للحب وغرقنا في دوامة من التفاهات والخزعبلات تباً لهذه المدنية أنتجت لنا جيلاً من الشباب لا يكاد يحسن في أمور الحياة شيء شباب بلا تفكير ولا منهج ولا عقيدة ولا وعي شباب لا يقراء لا يطالع لا يبحث كأنما خلق للهو واللعب والعربدة والمجون . تباً لمدنية وحضارة أنجبت لنا جيلاً من الفتيات لا يحسن سوى طلي وجوههن بأنواع الأصباغ المختلفة وتنافسهن في إبراز محاسنهن كأننا في صالونات الإغراء . تجدني في خضم كل هذا أعاف الحب ليس لكبرياء في نفسي لكن ترفعاً لما قد يدنس أفكاري من مشاريع حب كرطونية سرعان ما تنسفها رياح العواطف العابرة .لكني اعرف وأؤمن بأن الحب الحقيقي حين يأتي لا يستشير أحداً ، بل ويكسر كل عنجهية وكبرياء يحول بينه وبين تمكنه من القلب . . . . . سامحيني سيدتي.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى