"الإعلام الأحمر يهدف لنشر الفوضى وهو توظيف قصري للإعلام" ..

تناول الفوضى الإعلامية في التجربة الجزائرية..
أكد الكاتب الجزائري خالد عمر بن ققة مدير تحرير مجلة "الإعلام والعصر"، في محاضرة ألقاها، أمس الأول بمركز سلطان بن زايد في أبوظبي، تحت عنوان "الإعلام الأحمر"، أن هذا الأخير يهدف لنشر الفوضى، وانهيار الدولة، وأن الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود، هي التي كتبت في مدونتها عام 2012 مقالا بعنوان "الإعلام الأحمر"، مشيرا إلى أنه سواء كانت هي أصل التسمية أم لم تكن، فإن هذا النوع من الإعلام يتعدى المعنى ليصبح شاملا لمجالات عدة.
كما ألقى الكاتب الضوء على دور الإعلام في تشكيل الوعي الوطني والاجتماعي، وأشار إلى دلالة ومعنى الإعلام "الأحمر" في المجالات المختلفة، ومساهمته في صنع الأحداث، وقال: "ظهر مصطلح الإعلام الأحمر في التجربة الجزائرية، خلال ما عرف بالعشرية الحمراء، حين كانت الجرائد تتغذّى خبريا وماليا على أخبار حوادث الإرهاب وضحاياها، ما ساهم بتدمير الدولة الجزائرية، وزرع بذور الفتن الداخلية، بعد أن تحول الإعلام الأحمر لثقافة عامة، وبات القتل ثقافة يومية".
وعن الأطراف الصانعة للإعلام الأحمر، أشار بن ققة إلى أطراف عدة، تملك القدرة على الترويج للأكاذيب عبر ما يعرف بتلفزيون الواقع، من خلال الكذب على الشعوب وتحويلها إلى و..... حرب، وعلى حد تعبيره تشمل تلك الأطراف السياسيين، الإعلاميين، الدعاة، والنخب بشكل عام، ويضيف "عندما نتأمل وسائل الإعلام الأحمر، ندرك غياب السلطة الرابعة الباحثة عن الحقيقة، وسيادة ما يمكن أن نطلق عليه التوظيف القصري للإعلام".
ومن وجهة نظر خالد بن ققة، فإن ضحايا الإعلام الأحمر، كُثرٌ وأولهم الإعلام نفسه، من حيث تغير رسالته، ودوره وأهدافه، في حين يلاحظ على مستوى الأفراد، تأثير الإعلام الأحمر على نظرتهم للحرية، ولأدوارهم في الحياة، لكن الأمر المحير هو أن تكون النخب الثقافية، الدينية، السياسية، ضحية لهذا النوع من الإعلام حيث تساهم أغلبيتها في الفوضى الحاصلة لدى الشعوب.
وتوج الكاتب محاضرته بمجموعة من الأسئلة مثل، هل هناك مستقبل آمن لضحايا هذا الإعلام الدموي؟ وهل هناك وصفة عاجلة لدرء الفتن، ووقف نزيف الدماء، وتوظيف الزمن لما هو خير؟ مشددا على دور النخبة في توجيه المجتمع بكل مكوناته.