- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
شبابنا هو الذي طاب جنانو! ..
الأحد 24 فبراير - 19:21
كثيرا ما نسمع أبناءنا وبناتنا يشتكون من أوضاعهم ونقص حيلتهم ويتحدثون عن تهميشهم وتغييبهم عن المشاركة السياسية والاجتماعية في شؤونهم اليومية، وكثيرا ما نسمع المسؤولين يتهمون الشباب بالفشل والضعف وبالغياب واللامبالاة وعدم القدرة على التحمل والصبر والمبادرة.. وبين هذا وذاك يبقى المشهد يتميز بهيمنة مطلقة لأجيالٍ "طاب جنانها" على كل مواقع المسؤولية وعلى مصدر القرار ومنابع تقرير المصير، وهو ما خلق نوعا من القطيعة والصدام بين الأجيال وانعكس سلبا على المعنويات والأداء العام وأدى إلى الجمود والتراجع في الكثير من المجالات التي غابت عنها العصرنة والحداثة والتجديد والتغيير..
هو نقاش بيزنطي آخر مثل النقاشات الأخرى التي أخذت منا الوقت والجهد ولكنه الواقع المر الذي يتسم بهيمنة جيل الثورة على جيل الاستقلال، وهيمنة الشرعية التاريخية والثورية على الكفاءة والجدارة، وهو الواقع الذي نتحمل مسؤوليته كلنا بدرجات متفاوتة بسبب خوف الجيل السابق من مغادرة مواقعه واعتقاده بأنه لا يمكن تعويضه من طرف جيل فاشل، وبسبب الجيل الصاعد ذاته الذي يريدها على طبق دون جهد وعلم وعمل وكأنها حق مشروع يرثه متى ما شاء !! كما أن منظومتنا السياسية والاجتماعية والتربوية ساهمت في خلق صدام وخوف وعوائق ذاتية وموضوعية لم نقدر على تجاوزها، وساهمت في تغذية جدل تجاوزته الكثير من الشعوب والأمم إلى مرحلة لا فرق فيها بين الناس بأعمارهم أو لونهم أو مولدهم ومنشئهم، مسار نحلم بتكراره والوصول إلى مرحلة لا نفرق فيها بين الجزائريين حسب ولاءاتهم وانبطاحهم بل بكفاءاتهم واخلاصهم وقدراتهم على صناعة الفارق وتجديد نفس هذه الأمة ..صحيح أن الكفاءة والجدارة والاقتدار ليس لها جنس أو لون أو سن محدد، ولكن الواقع يثبت أن الأجيال السابقة لا تريد ترك مواقعها بسبب أنانيتها ونرجسيتها، وخوفا على مصيرها من جيل صاعد، وطمعا في المزيد من المزايا التي جنتها من مختلف مواقعها، وبحجة غياب البديل من أبناء الاستقلال الذين بلغوا سن الخمسين ولم يبلغوا سن الرشد في تقديرهم! ولكن دون أن ينالوا فرصتهم رغم أن الجزائر صرفت عليهم واستثمرت في تربيتهم وتكوينهم ليجدوا الأبواب مغلقة ويتحول حلمهم الرئيسي إلى الهجرة خارج الوطن من أجل إثبات الذات عوض الاستماتة والنضال والصبر..
بعض من الجيل الصاعد يختفي خلف عدم حصوله على الفرصة ليخفي ضعفه وكسله وغيابه عن الساحة ويجد في ذلك مبررا للاستسلام ورمي المنشفة، كما أن الطموح والإرادة والصبر ينقص بعض أبنائنا الذين لم ينخرطوا كما ينبغي في المنظومة السياسية والاجتماعية، ويعتقدون بأن الأجيال السابقة تعرقلهم ولا تريد وصولهم فاستسلموا للأمر ولم يكلفوا أنفسهم عناء الاجتهاد وخوض مختلف التجارب وتكوين وتحصين أنفسهم بالعلم والمعرفة والأخلاق الحميدة ..
وبين الغياب والتغييب الحاصل لأبنائنا يتوجه مجتمعنا الشاب نحو الشيخوخة المسبقة، ويستمر الجمود والتراجع والممارسات التي تجاوزها الزمن، وتنهار القيم والمعنويات ويدفع الوطن ثمن استحواذ وهيمنة جيل "طاب جنانو" على مراكز القرار ومواقع السلطة التنفيذية والأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني، ويستمر اعتقادنا بأن التغيير يأتي بقرار سياسي أو إداري، أو يأتي تلقائيا عند سن الستين الذي لم يعد حدا أقصى للتقاعد خاصة أن الرئيس وبعض الوزراء والمديرين فاق سنهم السبعين ولازالوا يأملون في البقاء ويدفعوننا إلى الاستسلام أو الهجرة وكأننا نحن الذين فشلنا وكنا سبب التراجع والتخلف والنهب الحاصل في كثير من المواقع !!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى