منتديات العمارية
لبسم الله
salaùm
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائرفي منتدى العمارية هذه الرسالة تبين انك غير مسجل معنا الرجاء التسجيل للأستفادة منكم ..؟؟ وان كنت مسجل من قبل فالرجاء تسجيل الدخول
Basketball Basketball Basketball جزاك الله كل خير

مع التحية al@dfg وردة وردة وردة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العمارية
لبسم الله
salaùm
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائرفي منتدى العمارية هذه الرسالة تبين انك غير مسجل معنا الرجاء التسجيل للأستفادة منكم ..؟؟ وان كنت مسجل من قبل فالرجاء تسجيل الدخول
Basketball Basketball Basketball جزاك الله كل خير

مع التحية al@dfg وردة وردة وردة


منتديات العمارية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
achwak
الجنس : ذكر الجوزاء
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47

مذكرات وأسرارالمجاهد أحمد مهساس... Empty مذكرات وأسرارالمجاهد أحمد مهساس...

الإثنين 25 فبراير - 18:17
رجل غامض كان يتفادى ذكر الأسماء عن قصد أو ناسيا
كان المجاهد أحمد مهساس يشعر بظلم وتهميش كبيرين، ما جعله في البداية يرفض إجراء أي حديث صحفي معي، لأنه يرى أن الصحافة الجزائرية
متواطئة مع النظام في تهميشه وطمس تاريخه، لكني أوضحت له بأنني أرغب في
لقائه كصديق وكشاب يريد أن يعرف تاريخ بلاده من منابعه الحقيقية، ودون
خلفيات مسبقة، وعلى هذا الأساس كان لقاؤنا الأول في 2009.
زرته في بيته
بعمارة تقع بشارع ديدوش مراد في العاصمة، كان شيخا وحيدا يعاني المرض
والعزلة والوحدة، وخطواته متثاقلة وكأنه يرفع رجله بصعوبة، ومع ذلك يتقن
استعمال الإعلام الآلي وتحاصره الأوراق والكتب من كل جانب.. رجل لا يستسلم
أمام المرض والوحدة.
تحدث أحمد مهساس بألم وحسرة وغضب أحيانا، لأنه يرى
أن هناك، في النظام، من يريد طمس نضاله التاريخي في المنظمة الخاصة وحرب
التحرير، وتحدث عن أمور تاريخية سمعتها لأول مرة، بل وصدمتني وأدخلت الشك
في المسلمات التي ولدت معنا، بأن قادة الثورة الحقيقيين ليسوا مجموعة ال22
ولا مجموعة الستة، بل هم مجموعة الثلاثة (أحمد بن بلة، أحمد مهساس ومحمد
بوضياف) وأن مؤتمر الصومام مزوّر، وأكثر ما فاجأني اتهامه للنظام الذي
عيّنه عضوا في مجلس الأمة، بتزوير لقبه، مشيرا إلى أن اسمه الحقيقي هو
''مهساس'' وليس ''محساس''.
كان يكلف نفسه فتح الباب بخطوات أكثر تثاقلا،
رغم أنه أصبح يستند على عكاز، ويقابلني بابتسامة متعبة، ثم يجلس بصعوبة
على الأريكة.. حكى لي عن المعاناة التي كابدها مع المرض في فرنسا، وعدم تمكنه من العودة إلى الجزائر إلا بصعوبة، وقال لي ''في اللحظة التي وجدتني أملك القليل من الطاقة، حملت نفسي مباشرة إلى المطار وجئت إلى الجزائر''.
كانت
المرة الثانية التي يغادر فيها مهساس أرض الوطن منذ عرفته، رغم مرضه
وعجزه. كانت أولاها عندما سافر لأداء فريضة الحج وعمره حينها نحو 86 سنة،
واشتكى وقتذاك من سوء تنظيم بعثة الحج الجزائرية، وحدثني باستغراب عن أمر لاحظه في الحج، وهو كثرة العرسان الجدد (الجزائريين) الذين يقضون شهر العسل في مكة المكرمة،
وكأنها أصبحت عادة جديدة. كانت قصة هروبه من السجن رفقة الرئيس الراحل
أحمد بن بلة، هي أول ما بدأنا به في الحوار المسلسل (رغم أنها الحلقة
الثانية)، وذلك لأن هذه القصة عزيزة على قلب أحمد مهساس، وكنت بحاجة إلى
إعطائه دفعة نفسية قوية تمنحه الحماسة لمواصلة الحديث وإنجاز الحوار الذي
كان يتطلب منه جهدا ليس بالبسيط لرجل في مثل سنه.
كان يروي قصة فراره من سجن البليدة
بالكثير من الحيوية، وكأنه استعاد شبابه فجأة مع تلك الذكريات، وتفاعل
كثيرا مع الحوار، وقال لي إن هذه القصة تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا، لكنه
كان يتأسف عندما تخونه الذاكرة وينسى أسماء بعض الرجال الذين كانوا معه.
فوجئت
في اليوم الأول بالمجاهد أحمد مهساس يوقف الحوار بسبب الإرهاق، ويقول لي
إنه لا يستطيع المواصلة رغم أن التسجيل لم يتجاوز ساعة.
كان مهساس سعيدا
جدا وهو يراني أستمع لشهادته بكل جدية واهتمام، وكأنه وجد من ينفض عنه
غبار النسيان.. كان يرسم على ورقة بيضاء أسوار السجن الذي هرب منه وأين
اختبأ وكيف، أشياء تفصيلية كنت أسأل عنها حتى تكتمل الصورة لدي، وهو يحاول
أن يشرح ويفسر ويقرب لي الأمور بفرح وفخر.
لا أنكر أنني وجدت صعوبات في
تسجيل الحوار، لأن مهساس لم يكن مجاهدا وفقط، بل كان مفكرا وفيلسوفا
وسياسيا، لذلك لم يكن كلامه يخلو من الآراء والمواقف، لكن ليس هذا ما كنت
أبحث عنه.. الأحداث والوقائع التي عاشها والتي كان فاعلا فيها أو شاهدا
عليها، كانت هدفي من إجراء الحوار، وهذا ما كنت أذكّره به مرارا، لذلك لجأت
إلى الأسئلة الدقيقة، والتي تتطلب أجوبة أكثر دقة، حتى أتفادى إجابات
سياسية وعامة.
كنا نلتقي مرة أو مرتين في الأسبوع وأحيانا تطول المدة
أكثر من ذلك، فوضعه الصحي كان متقلبا وكذلك مزاجه، خاصة بعد وفاة رفيق دربه
الرئيس أحمد بن بلة، الذي آلمه كثيرا.
كانت أصعب مرحلة في الحوار تلك التي تحدث فيها عن دوره في تشكيل فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا،
عند تفجير الثورة.. كان غامضا، يتفادى ذكر الأسماء قاصدا أو ناسيا،
وبصعوبة كنت أستخرج منه بعض الأسماء، خاصة أولئك الذين اختلف معهم في مرحلة
من المراحل.. الكثير من الكلام غير الواضح وغير المكتمل والمشفر، وكأنه
كان يريد بعث رسائل مشفرة إلى من كان يقصدهم، لذلك استعمل الكثير من الجمل
المبنية للمجهول، وبعض المصطلحات المبهمة مثل ''الجماعة''، ''هوما''، دون
أن يوضح من هي الجماعة ومن هم ''هوما''، لذلك كنت أطرح له السؤال ''من
تقصد؟'' مرارا، وأقوم بالتدقيق في بعض التفاصيل. ورغم أنه كان يتنازل
أحيانا لتوضيح بعض الأشياء، إلا أنه رفض الكشف عن أمور أخرى رغم إصراري،
على غرار رفضه الحديث عن جميع العمليات التي تعرض فيها لمحاولة اغتيال،
باستثناء حالتين، إحداها في تونس
في قضية الرائد قاسي، والثانية تراجع أرزقي باسطا عن اغتياله في أوروبا،
إلى جانب عدم الكشف بشكل تفصيلي عن الدور الذي قام به في المرحلة ما بين
1958 و1962 وما بعد الاستقلال، خاصة أنه أصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب
الواحد في مؤتمر 1964 ووزيرا للفلاحة ما بين (1963 و1967). أردت أن أعرف
أسباب خلافه مع صديقه الرئيس بن بلة وبعدها مع العقيد هواري بومدين
ومعارضته نظام بومدين في فرنسا،
كل هذه الأسئلة وغيرها كثير، لم أجد إجابة لها لدى مهساس الذي كان متحفظا
حولها بشكل غريب لم أجد له تفسيرا. وعندما أنهينا التسجيل، قال لي مهساس
''هذه أمانة''، مشيرا إلى أن ما قدمه لي من تفاصيل لم يسبق أن قدمها لصحفي
آخر، لكنه عبّر عن خشيته من أن لا يرى هذا الحوار النور.. كان لديه هاجس
بأن هناك ''جهات'' تريد تهميشه وطمس نضاله حتى في كتب التاريخ والمقررات
المدرسية، بل حتى تغييبه من الإعلام. وقبل نشر الحوار بعد عام كامل من
بداية تسجيله، اتصلتُ بمهساس هاتفيا لكنه لم يكن يسمعني جيدا، ثم اتصلت به
ثانية يوم الخميس الماضي (21 فيفري 2013) كان سعيدا جدا بالحوار والصدى
الذي أحدثه، وآخر كلمة قالها لي بعد أن حدد لي موعدا للقائه، كان من
المفترض أن يكون أمس الأحد 24 فيفري 2013، ''بارك الله فيك''.
avatar
achwak
الجنس : ذكر الجوزاء
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47

مذكرات وأسرارالمجاهد أحمد مهساس... Empty رد: مذكرات وأسرارالمجاهد أحمد مهساس...

الإثنين 25 فبراير - 18:25
يّعدّ أحمد مهساس المعروف بـ”علي مهساس”، من المناضلين الأوائل الذين
التحقوا بصفوف الحركة الوطنية، وكان أحد أبرز قادة ثورة التحرير الجزائرية،
وهو الذي بدأ نضاله في ثلاثينيات القرن العشرين وجرّب السجن والمنفى، ثم
أصبح ضمن طليعة مفجّري الثورة.

بدأ مهساس النضال في صفوف حزب الشعب الجزائري في ثلاثينات القرن الماضي
واعتقل أكثر من مرة، وكان من بين المسؤولين البارزين في الحزب، إلى درجة
تبوئه عضوية اللجنة المركزية، ليساهم بفعالية في تأسيس المنظمة السرية التي
أوكلت لها مهمة تفجير الثورة، لكن السلطات الاستعمارية اكتشفت أمره
واعتقلته سنة 1950، لكنه استطاع الفرار من سجن البليدة رفقة أحمد بن بلة
بطريقة أكثر من غريبة. وكان في طليعة مفجري الثورة، وأول مسؤول ينشر خلايا
للجبهة في الأراضي الفرنسية، وعند الاستقلال كان وزيرا وزير للفلاحة، لكن
ومع انقلاب الكولونيل هواري بومدين على أحمد بن بلة، اضطر مهساس لمغادرة
البلاد سنة 1966 ليتكون ثقافيا وسياسيا ويحصل في الغربة على درجة
الدكتوراه، وظل مسكونا بهاجس النضال ورغبة المساهمة في صناعة تاريخ الجزائر
المستقلة بعد عودته إلى البلاد سنة 1981 إثر وفاة العقيد هواري بومدين
بحوالي سنتين، ولأنه لم يكن راضيا على أداء الطبقة السياسية، سارع إلى
تأسيس حزب سياسي وحصل على الاعتماد بعد أحداث أكتوبر 1988 تحت تسمية “اتحاد
القوى الديمقراطية”، ذلك الحزب الذي لم ينتشر بالشكل المطلوب وبقي نخبويا،
إلى أن جاء دستور 1996 مطالبا الأحزاب التكيّف مع مقتضياته، وهنا تم حل
الحزب تلقائيا بعد أن رأى مؤسسه وزعيمه عدم جدوى العمل الحزبي في وضع كانت
فيه البلاد تتخبط في دوامتها الدموية، ليتفرغ المناضل أحمد مهساس إلى
النضال بمعناه الواسع من خلال نشر الكتب والمساهمة في تنشيط الندوات
العلمية وفتح النقاش على الكثير من القضايا، وفي عصر الانترنيت استطاع هذا
المناضل القادم من ثلاثينيات القرن العشرين أن يتكيف مع الوضع، ويؤسس له
موقعا الكترونيا يتابعه شخصيا من بيته، وظل يشغل عضوية مجلس الأمة عن الثلث
الرئاسي إلى أن وافته المنية.

.

شاركهما الغرفة “سي” بسجن البليدة

صافي بوديسة يروي تفاصيل إشرافه على عملية فرار مهساس وبن بلة

يروي المناضل صافي بوديسة، 84 عاما، كيف قام بالإشراف على عملية تهريب
المرحوم أحمد مهساس رفقة أحمد بن بلة من سجن البليدة سنة 1952. ومحطة فرار
مهساس وبن بلة تُعدُّ محطة هامة في حياة الرجلين النضالية.

في البداية، أكّد صافي بوديسة، في حوار أجريناه معه بالهاتف، أنّ
المرحوم أحمد مهساس “مناضل قام بواجبه، وهو ابن بلكور، كان المسؤولَ عليه
رجلٌ عظيم، هو محمد بلوزداد، الذي ربى مجموعة من المناضلين، كان من بينهم
أحمد مهساس- رحمه الله-”. ويضيف صافي بوديسة: “كنت محبوسا مع المرحومين،
أحمد مهساس وأحمد بن بلة، في سجن البليدة. وقبل هذه المرحلة، كنت في
مليانة، وألقي عليّ القبض من طرف الشرطة الفرنسية، وتم وضعي في القاعة “سي”
التي كانت تضم مهساس وبن بلة ومجموعة من المناضلين- حوالي 6 أفراد من قصر
الشلالة-. وكان بن بلة محترما في السجن، لأنه كان يجيد الحديث، اتفقنا أنه
بعد محاكمتنا والحكم علينا نفكر في الفرار. بعدها خرجت أنا من السجن، وبدأت
عملية تنظيم هروب مهساس، وكان التفكير في أن نختلق فكرة ضرورة ذهابه إلى
طبيب الأسنان في بوسعادة. قمت بشراء منشار من الجزائر العاصمة. واتصلت
بالجماعة في الحزب لمساعدتنا على إيجاد سيارة ومبلغ من المال لترتيب عملية
الفرار، فرد جماعة الحزب بأنه لا حاجة لهم به، وقالوا بأن عليهم تدبير
أمورهم بأنفسهم. بعدها اتصلت بأحد المناضلين لإيجاد سيارة وبيت يكون قريبا
من السجن، وهو ما تم فعلا، حيث قام هذا المناضل رفقة والده بتخصيص غرفة
تبعد حوالي 3 كلم عن سجن البليدة. فوق مرحاض القاعة “سي” التي كان يتواجد
بها المرحوم مهساس ورفاقه، كان هناك قضيبان حديديان قمنا بقطعهما بواسطة
المنشار، وكان المناضل كركبان يقرأ علينا آيات من القرآن. ثم انتهزنا فرصة
تواجد حارس الزنزانة وكان جزائريا، وكان يلقي علينا النظرات فيجد السجناء
يرقصون ويغنون لئلا تنتبه سلطات السجن إلى محاولة الفرار. بعد ما
نشرنا قضبان الحديد، قفز مهساس وبن بلة، وأثناء محاولة قفز بن بلة فقد
فردة من حذائه، بعدها وجدا السيارة بانتظارهما على بعد كلم 1، ثم بقينا نحن
الثلاثة داخل الدار التي وفّرها لنا المناضل الذي سبقت الإشارة إليه، وكنا
نعطي ابنه مبلغا من المال بين الحين والآخر لشراء بعض الحاجيات. بعدها
اتفقنا مع بعض المناضلين من أجل أن يوفروا لمهساس وبن بلة وثائق مزورة،
وتفاهمنا مع مجموعة من المناضلين، يشتغلون بالميناء، لتهريب مهساس وبن بلة
إلى مرسيليا. بعدها توجّه بن بلة إلى سويسرا ثم القاهرة، أما مهساس فتوجه
إلى باريسللإشراف على تأطير المناضلين هناك”.

.

محمد عباس:

مناضل كبير يكفيه فخرا أنه كان رفيق بلوزداد

علي مهساس مناضل كبير يكفيه فخرا أنه كان رفيق بلوزداد، مثّل التيار
الثوري داخل الحركة الوطنية، وبدأ يساهم في جمع السلاح في الحرب العالمية
الثانية، وبلور هذا التيار في جميع المراحل ولعب دورا في بعث حزب الشعب بعد
مجازر 8 ماي 1945 وحملة القمع التي عرفتها البلاد بصفة عامة. ويرجع إليه
الفضل في اكتشاف شخصيات بارزة مثل عبان رمضان وبن بولعيد، وأصبح من أركان
المنظمة الخاصة. بعدها كان من الأبطال الذين فروا من سجن البليدة مع أحمد
بن بلة. هرّبه الحزب إلى فرنسا إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية، ولعب
دورا هاما في إعداد البيان الشهير “نداء الحكمة” لما اندلعت الأزمة بين
المصاليين والمركزيين. في بداية الثورة كان من المساهمين في قرار التقريب
بين بوضياف وبن بلة في صيف 1953، حيث تقرّر الشروع الجدي في الإعداد
للثورة. كان مهساس فاعلا في جميع المراحل، وظل كذلك إلى غاية مؤتمر
الصومام. وهمّش نوعا ما بعد ربيع 1957 إلى غاية الاستقلال. بعدها ساهم في
وضع أسس الفلاحة حتى 1966، حيث انسحب وكانت له شجاعة لاستئناف الدراسة وحصل
على الدكتوراه. مهساس شخصية بارزة رحمه الله رحمة واسعة.

.

د. جمال قنان:

من أوائل من آمنوا بتحرير الجزائر بالكفاح المسلّح

المرحوم سي علي مهساس من المناضلين الأوائل على طريق تحرير الجزائر،
وليس على طريق المفاوضات والمساومات مع المحتل. وطريق تحرير الجزائر في ذلك
الوقت هو الكفاح المسلح. ومهساس كان من الرجال الذين بدأوا في الإعداد
لثورة نوفمبر، وأثناء الثورة كانت له مواقف أساسية في حماية مسارها من أجل
تحقيق أهداف تحرير الشعب الجزائري لتصبح الجزائر مرتبطة بماضيها العريق على
مرّ العصور. كان له مواقف طليعية أثناء الثورة. وفي بداية الاستقلال، كان
في طليعة المساهمين في عملية البناء واستكمال التحرير الوطني. واجه مهساس
الكثير من الصعوبات، ولم يكن منسجما مع الأفكار التي طرحت في وقت من
الأوقات. عاد إلى الوطن بداية الثمانينيات من القرن الماضي، قدّم العديد من
المساهمات الفكرية، وكان مرجعية في حماية أهداف الثورة. نفقد هذا الرجل
العظيم رحمه الله رحمة واسعة، وعوّضنا الله كمناضلين وكعائلته بالعزاء
وأسكنه فسيح جنانه.

.

د. مصطفى نويصر:

كان له الفضل في تكوين نواة المنظمة الخاصة مع بلوزداد وبن بلة

الكلام عن مهساس يطول، لأن مسيرة هذا الرجل النضالية لا يمكن اختصارها
في بضع كلمات، فقد بدأ النضال منذ طفولته. تربى على الوطنية في صفوف حزب
الشعب، وكان من شباب هذا الحزب الذين شكّلوا رؤية جديدة متميزة داخله، ولهم
الفضل في تكوين نواة المنظمة الخاصة إلى جانب بلوزداد وبن بلة. وبقي
مناضلا إلى أن تم اعتقاله بعد اكتشاف المنظمة الخاصة. مرّ مهساس بالعديد من
المراحل إلى أن ذهب إلى فرنسا فارًّا بعد تحريات الفرنسيين عنه، واستطاع
هناك اللقاء مع بن بلة وبوضياف، وكان اللقاء فرصة للحديث عن ضرورة إعادة
إحياء المنظمة الخاصة، ويُعرف هذا اللقاء باسم “مون روج”، ولايزال لم يُعط
حقه من التاريخ، لأنه كان السبب في التخطيط للثورة. شكّل مهساس بين 1954
و1957 ما يسمى بالجيل الثوري داخل الثورة، وهذا الجيل عارض مؤتمر الصومام،
لأنه همّش الجيل المؤسس للثورة وجاء بجيل جديد، وصار لهذا الخلاف أبعاد
مستقبلية، وهذا ما جعل عبان رمضان وأوعمران يتّخذون من مهساس موقفا وتقرّر
تصفيته في الاستقلال. تبوأ مهساس عدة مناصب سامية، إلى أن جاء انقلاب
بومدين، دخل مهساس في معارضته. الرجل معروف بنضالاته وتنظيره للوحدة
العربية، وعاش حياته رحمه الله وفيًّا لمبادئه.

.

خالد بن سماعيل:

فضّل الانعزال على إدخال الثورة في نفق مظلم

مهساس من مهندسي الثورة وصنّاعها، تمّ نسيان دوره لما كان الصراع بين
المصاليين واللجنة المركزية، حيث أمر المناضلين بالوقوف على الحياد، وكان
تصوره مؤسسا على لمّ الشمل. بعد هروبه من السجن ولقائه ببن بلة وبوضياف
أدرك الثلاثة أن الحزب لا يمكن أن يذهب إلى الثورة بسبب الانقسامات، لذلك
فكروا في شق طريقهم عن طريق لمّ شمل مناضلي المنظمة الخاصة. وقد سمعت مهساس
يلوم بن بلة، لأنه لم يتركه يدخل إلى الجزائر في تلك الفترة، وأجابه بن
بلة بأنه لم يكن ذلك ممكنا، لأن صور بن بلة ومهساس كانت قد نشرت لدى
السلطات الاستعمارية الفرنسية، ولذلك أمر بدخول بوضياف الذي لم يكن معروفا
لدى الفرنسيين. حكم عليه عبان رمضان بالإعدام في تونس، أين كان لمهساس
أنصار كثيرون، وبفضل بعض المناضلين والسلطات التونسية، خرج ولم يتم تنفيذ
حكم الإعدام فيه، بعدها فضّل أن ينعزل بدل أن يُدخل الثورة في نفق مظلم.
وعلى مرتين بُعث إليه بمن ينفذ فيه الإعدام، وفي كل مرة كان المكلّفون
بالمهمّة يبكون ويعانقونه ويرفضون تنفيذ الحكم، لأنه مناضل كبير ومرجعية،
وكان من القلّة الذين أدمجوا الثورة في محيطها العربي الإسلامي الإفريقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى