هكذا نُهبت مئات الملايير من مدينة بوغزول الوهمية..

كشف النائب عن ولاية المدية ميسوم طهار بأن فواتير موثقة بمئات الملايير صرفت على مشاريع وهمية بالمدينة الجديدة بوغزول بالمدية، حيث صرفت الأموال لأطراف أنجزت مشاريع لا أثر لها على أرض الواقع، من مقر المدينة إلى الحزام الأخضر المحيط بها إلى البحيرة التي تطل على المدينة.

وأكد النائب ميسوم طهاري بأن له أدلة وفواتير حول نهب المال العام بمشروع مدينة بوغزول الذي تحول من عاصمة مستقبلية للجزائر إلى مشروع وهمي صرفت عليه مئات الملايير دون أن يتحقق منه شيء على الواقع.

وحسب النائب طهار فإن مشروع المدينة الجديدة كان على رأسه شخص هو فني أحمد، وفي نفس الوقت هو رئيس مشروع مدينة سيدي عبد الله غرب العاصمة، وهذا أمر غريب على حد تعبيره، والأغرب أن كامل أرشيف المدينة اختفى بمجرد تحويل رئيس المشروع إلى وزارة الصناعة العام الماضي.

وأضاف النائب البرلماني أنه بعد اختفاء الأرشيف، كان هناك مشروع للحزام الأخضر يقضي بغرس آلاف الأشجار حول المدينة الجديدة على مساحة 500 هكتار، كان ممولا من طرف مشروع البيئة العالمي بقيمة 8,2 ملايين دولار، مشيرا إلى أن بحوزته فواتير تؤكد صرف 137 مليار سنتيم على غرس الأشجار حول المدينة، لكن على أرض الواقع لا أثر لهذا المشروع وللأشجار التي كان من المفروض أن تغرس في إطار الحزام الأخضر.

وحسب ميسوم طهاري، فإن مظاهر نهب الفساد في هذا المشروع تجلت أيضا في لجنة مختلطة على مستوى ولاية المدية تشرف على مراقبة مشروع المدينة الجديدة بها عشرين عضوا، حيث توجهوا في مهمة إلى كوريا الجنوبية لكسب التجربة والخبرة في تسيير المدن الجديدة والتقنيات الجديدة، واللافت أن كل مراقب حصل على وصل دفع بحسابه الخاص بخمسة ملايير سنتيم من طرف الشركة الكورية المشرفة على مشروع المدينة الجديدة.

وعرج النائب البرلماني على قضية السجلات التجارية التي قدمها مقاولون وأصحاب مستودعات لمواد البناء على أساس أن لديهم أعمالا يقومون بها في المشروع، حيث يستلم كل واحد مبلغ 25 مليار سنتيم نظير اعمال وهمية.

والفضيحة الأكبر تكمن في البناية التي كان من المفروض أن تكون المقر المستقبلي للمدينة الجديدة وتحتضن الإدارات الرئيسية، حيث توجد فواتير بمبلغ 195 مليار سنتيم لأشغال مبنى مقر المدينة الجديدة، وعلى الواقع لا أثر لهذه البناية، والمقر الحالي عبارة عن مجموعة من البناءات الجاهزة "بريفاربريكي".