سجّل عندك، أنا “إرهابي”.. !

أصبح في جزائرنا الحبيبة كل من يدافع عن الظلم و عن “الحقرة” و يفضح المحسوبية و الرشوة و يطالب بحقه الاجتماعي و السّياسي هو “إرهابي” و عميل للغرب و كل الاتهامات الباطلة، و من هنا أبدأ بنفسي العبد الضعيف أنّي أنتمي إلى الإرهابية التي تقر الحق و تنكر الباطل..

سجّل، أنا “إرهابي”.. وقفت و أقف في وجه المستبدين و الفاسدين من أبناء الوطن و على رأسهم المسؤولين في الحكم، فضحتهم و أفضحهم دائمًا و في كل لحظة و لن أتردّد في ذلك.. ما يقومون به حكّامنا الطاغين لا يخفى على أحد، فمنذ استقلال الجزائر و ثروات البلاد في نهب متواصل و الشعب يعيش على الفتات، و كأنّنا متسوّلون عندهم و نحن كلّنا أبناء شهداء المليون و نصف المليون شهيد فأين هي حقوقنا؟

سجّل، أنا “إرهابي”.. تحرّكنا ضد سياسة بلادنا الخارجية و اتهمونا بالعمالة و أي عمالة لنظامنا “الحركي” الذي فتح أجواءه الجوية للطائرات الحربية الفرنسية التي قصفت إخواننا المسلمين في مالي، فمن هو “الإرهابي” الحقيقي ؟!

طالبنا بموقف واضح للجزائر من “الثورات العربية” لكن لا حياة لمن تنادي، بل زد على ذلك قام نظامنا الفاسد بدعم الأنظمة العربية الطاغية ماديًا و بشريًا و تراجع وزن الجزائر خارجيًا و شوّهت صورتنا لدى العرب خصوصًا..

سجّل، أنا “إرهابي”.. تكلّمنا عن سنوات الجمر التي مرّت بها جزائرنا الحبيبة و لحدّ الآن لم يحاسب أصحاب الفتنة من قتلوا الشعب الجزائري طيلة 15 سنة من الإرهاب و الهمجية البربرية و أضف إلى ذلك بقي ملف المفقودين معلّقًا، و تمّ مؤخرًا ضرب عجائز أمهات المف.....ين خرجوا في مسيرة سلمية طالبوا بكشف الحقيقة عن أبنائهم.. فمن هو “الإرهابي” الحقيقي ؟!

سجّل، أنا “إرهابي”.. كل مؤسّسات الدولة فاسدة و كل القطاعات في تراجع رهيب بسبب السّياسة المتبعة و سوء التسيير الحاصل، و لمّا تتكلّم عن حقك يقفون في وجهك و يتهمونك بالفوضى و التشويش.. و هم في الحقيقة يمارسون إرهابًا من نوع آخر.. فمن هو “الإرهابي” الحقيقي؟

أليس “الإرهابي” من يضيّق الخناق على المواطنين بحواجز الطرقات حتّى يظهر فينا الطحلب من كثرة الانتظار في سياراتنا كأنّنا مسجونون في أقفاص معدنية و زجاجية خمس ساعات على الأقل يوميًا ؟

أليس “الإرهابي” الحقيقي من يقطع العلاج عن مرضى السرطان و يتاجر بصحة الناس و هو القادر على إنشاء أفخر المشافي في كل ولاية من دون أن يخل ذلك بميزانية البلاد التي لا يرى منها أولاد الشعب سوى الفتات تع الفتات ؟

أليس “الإرهابي” من يمنع ممارسة الإعلام الحر النزيه، و يقبض على قطاع الإعلام بقبضة من حديد في مكان اسمه الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ؟

في الجزائر الحبيبة توزّع الأموال ليس بفقه الأولويات بل بفقه الهوى الفاسد.. في حين أرامل الشهداء و المجاهدين تبطش بهن أشعة الشمس صيفًا و يصفعهن زمهرير البرد شتاءً في طوابير المنح الفتاتية، تجد الزانيات بلا تعب و بكل تفان و إخلاص تصرف لهن مرتبات شهرية لا أعلم كيف أصفها – مع احترامي للقارئ الكريم و القارئة الكريمة- ربّما هي مكافأة على نضالهن الجسدي المشرّف بالخلفية الإيديولوجية لبعضهن.

سجّل عندك، أنا “إرهابي”، أقف في وجه المستبدين الطاغين العملاء الحركى الفاسدين و لن أتوقف عن قول الحقيقة و نشر الفضائح و الدفاع عن المظلومين حيثما كانوا..