- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11994 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
كفوا ألسنتكم وأيديكم عن المعلم !
السبت 20 أبريل - 16:03
رغم ما وصل إليه مستوى التعليم في الجزائر من انحطاط و مع كل ما طفا على السطح من سلبيات فإن ذلك لن يغطي أبدا على حسنات المعلم الذي عمل دوما بجد وأمانة ولا يشهد عنه إلا العطاء والإتقان ولو لم يكن من حاملي الشهادات إلا أنه كفؤ بل ويستحق التقدير والاحترام بتكوينه لأجيال متتالية كان لزاما عليها نصرته اعترافا بالحق ردا للجميل.
مازلت ليومنا هذا وحينما التقي بمعلمتي في الطور الأول أستحضر القول "من علمني حرفا صرت له عبدا" بل أستحي منها ويراودني ذات الإحساس الذي كنت أشعر به هو أنا تلميذة صغيرة في قسمها ورغم تحصلي على شهادة عليا إلا أني أبقى أدين لها بالكثير فقد علمتني كيف أجعل من الخطوط حروفا لجمل مفيدة ومن الدوائر أرقاما لعمليات صحيحة، أذكر جيدا كيف كانت تسعى بجد لتوضيح المعاني وتسهيل الصعب وكلها رضا وابتهاج حتى عندما تغضب كان ذلك فضلا علينا لأنه استياء تأديب وتوجيه لا انتقام ويشهد الله أني أذكرها دوما بالدعاء عن ظهر غيب وقد زادني شرفا تعلمي منها ومن أمثالها.
مقولة غبية تزعم أن قطاع التربية غير منتج كيف نتقبل ذلك وهو منشأ القطاعات الأخرى فالكل يبدأ تلميذا ليصل إلى مرتبة أعلى ولولا الأساس لما استقام البناء، ولكن البعض تنكر لمن أمده يد العون حينما كان لا يفقه شيئا وجاء ليتفاخر على من علمه ليصنف هؤلاء المعلمون الأكفاء في ذيل القائمة وهم من كون رأسها ومن باب العدل والإنصاف قوموا فقط بمناظرة بينهم وبين أصحاب الشهادات وسترون الفارق الكبير وتباين المستوى، فالمعلمون القدامى أجادوا فن التعليم وكانوا صادقين أما الجيل الجديد من المدرسين فأغلبهم بمستوى ضعيف لا يفرقون بين التاء المربوطة والمفتوحة وهذا ما شهدته عن تجربة .
إن الإطارات المجدة التي وصلت اليوم لمراتب عليا ونجحت فعليا لا يمكنها أن تتجاهل من ساعدها وعلمها الكثير أما من يتشدق بمستواه العالي وحصوله على شهادة ويرى نفسه أحق بمكانة أعلى من معلمه فلابد أنه من غير مستوى أخلاقي فضلا عن العلمي، فبأي وجه حق يضرب المعلم ويهان إذ ما طالب بحقه ورد اعتباره وهو الذي كاد أن يتبوأ منزلة الرسول وفضله لا ينكره إلا جاحد.
مهما تحول التعليم اليوم إلى تجارة بالدروس الخصوصية وآفة الرشوة والمحسوبية إلا أن المعلمين الأكفاء لم يغيروا أبدا قناعاهم وهم ثابتون على قيمهم، رغم أن الظروف الاجتماعية والضغوط الاقتصادية في تزايد إلا أنهم كما عهدتهم دوما معلمون بحق مجتهدون ومجدون وكلما لاقيتهم وددت لو أنهم يفتحون مدارس لتكوين معلمين جدد لا تعليم التلاميذ فحسب، فبحق هم يستحقون أعلى التصنيفات وأحسن الرواتب ولكنه زمن الرداءة الذي جعل من السفهاء يتقاضون ما يفوق ثلاثين مليون سنتيم بمجرد رفع اليد وتنويم الضمير في حين يطالبون المعلم بالصبر والوطنية وتحكيم العقل والمصلحة العامة وكأنه يعيش في كوكب آخر ويقتات من الطباشير وهو الذي كثيرا ما ينتظر الراتب بشغف كي يتمكن من شراء صفيحة زيت يرتفع ثمنها من شهر لآخر.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى