- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11990 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
الحرية و... التعبير
الأحد 5 مايو - 18:51
حرية التعبير ليست بالأمر الجديد ولا الوارد على ثقافتنا وسلوكاتنا وحضارتنا، منذ أن أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بأن يصدع بأمر ربه وأن يواجه شيوخ مكة بالكلمة الداعية إلى الحق ونبذ الباطل والظلم وتقديس الحجارة على كرامة الإنسان، فكان الإسلام العظيم ثورة ثقافية واجتماعية إنسانية، من خلال الدعوة إلى تحرير الإنسان من قيود العادات والتقاليد الجاهلية، التي تخدم طبقة النخبة في قريش وتحافظ على سلطتهم ونفوذهم، على حساب حرية الآخرين وخياراتهم الإيمانية والعقائدية.
والرسالة المحمدية معجزتها الكلمة التي تتمثل في كتاب الله القرآن الكريم، ومقارعة القرشيين بالحجة الدامغة والحكمة البليغة ودعوتهم إلى التفكر والتدبر والتعقل.
والقرآن الكريم أعطى الحرية للإنسان ولم يرغمه على اتباع الهداية والنور الذي جاء به بعد أن أضاء له الطريق، وأوضح له الرؤية، وبين له من خلال العقل الخيط الأبيض من الأسود.
وفي تراثنا الثقافي والفكري ما يؤكد على اكتسابنا للحرية الفكرية والتعبيرية منذ نزول القرآن الكريم بمكة والمدينة، فالرسول صلى الله عليه وسلم خاض ثورة الحرية المؤيدة من الله عز وجل، حيث خاطب العقول والبصائر وطالب من خاطبهم بالتعقل والتدبر والتفكر، وأن الإنسان يبقى مسؤولا عن أعماله من قول وفعل، فحرية التعبير ليست بالحرية المطلقة، بل حرية مسؤولة ومنظمة ومؤسسة حيث تنتهي عند حقوق الآخرين، وأي انتهاك لحق الآخر هو مساس بحريته وتحقيرا لإنسانيته، وقد قيل أن الإنسان بأصغريه قلبه ولسانه، فالقلب مركز النية التي تسبق العمل، واللسان تصديق هذه النية والإمضاء عليها لتنتقل إلى حيز التطبيق والتنفيذ.
فحرية التعبير التي ننادي بها حق ممنوح للمخلوق من الخالق إذا تعلق بالفرد ذاته، لأنه يبقى مسؤولا عن أقواله وأفعاله.
وفي مطلع الدعوة الإسلامية التي كانت في حد ذاتها ثورة فكرية واجتماعية وثقافية، دارت معارك فكرية شرسة بين أرباب المال والنفوذ من كبار القرشيين وأحلافهم من القبائل العربية واليهود وبين المسلمين، وكانت هذه الحرب الدائرة بالمناظرات والمساءلات والمساجلات الشعرية والأدبية والخطابية، ثم استمرت حرية التعبير مع الخلفاء الراشدين، فهذا الخليفة الأول يؤسس لحرية الفكر ويضع لها القواعد، حيث يؤكد أن حريته مربوطة بتطبيقه لمنهج الإسلام القويم الذي هو طاعة الله، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهذا الخليفة الثاني يصيح في وجه واليه على مصر عمرو بن العاص : “ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا “، وهذا أحد خلفاء بني العباس يصيح في وجه أحد حاشيته حين حاول ردع سيدة جاءت تشتكي للخليفة ظلم ابنه لها وهو في مجلس القضاء، فقال له : “ دعها فإن الحق أنطقها والباطل أخرسه”.
فالحرية والتعبير لا يفترقان، والشيء الوحيد الذي يحدد هذه الحرية هو عدم المساس بحقوق الآخرين، لأن المساس بالحق هو هدر ومصادرة للحرية.
والرسالة المحمدية معجزتها الكلمة التي تتمثل في كتاب الله القرآن الكريم، ومقارعة القرشيين بالحجة الدامغة والحكمة البليغة ودعوتهم إلى التفكر والتدبر والتعقل.
والقرآن الكريم أعطى الحرية للإنسان ولم يرغمه على اتباع الهداية والنور الذي جاء به بعد أن أضاء له الطريق، وأوضح له الرؤية، وبين له من خلال العقل الخيط الأبيض من الأسود.
وفي تراثنا الثقافي والفكري ما يؤكد على اكتسابنا للحرية الفكرية والتعبيرية منذ نزول القرآن الكريم بمكة والمدينة، فالرسول صلى الله عليه وسلم خاض ثورة الحرية المؤيدة من الله عز وجل، حيث خاطب العقول والبصائر وطالب من خاطبهم بالتعقل والتدبر والتفكر، وأن الإنسان يبقى مسؤولا عن أعماله من قول وفعل، فحرية التعبير ليست بالحرية المطلقة، بل حرية مسؤولة ومنظمة ومؤسسة حيث تنتهي عند حقوق الآخرين، وأي انتهاك لحق الآخر هو مساس بحريته وتحقيرا لإنسانيته، وقد قيل أن الإنسان بأصغريه قلبه ولسانه، فالقلب مركز النية التي تسبق العمل، واللسان تصديق هذه النية والإمضاء عليها لتنتقل إلى حيز التطبيق والتنفيذ.
فحرية التعبير التي ننادي بها حق ممنوح للمخلوق من الخالق إذا تعلق بالفرد ذاته، لأنه يبقى مسؤولا عن أقواله وأفعاله.
وفي مطلع الدعوة الإسلامية التي كانت في حد ذاتها ثورة فكرية واجتماعية وثقافية، دارت معارك فكرية شرسة بين أرباب المال والنفوذ من كبار القرشيين وأحلافهم من القبائل العربية واليهود وبين المسلمين، وكانت هذه الحرب الدائرة بالمناظرات والمساءلات والمساجلات الشعرية والأدبية والخطابية، ثم استمرت حرية التعبير مع الخلفاء الراشدين، فهذا الخليفة الأول يؤسس لحرية الفكر ويضع لها القواعد، حيث يؤكد أن حريته مربوطة بتطبيقه لمنهج الإسلام القويم الذي هو طاعة الله، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهذا الخليفة الثاني يصيح في وجه واليه على مصر عمرو بن العاص : “ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا “، وهذا أحد خلفاء بني العباس يصيح في وجه أحد حاشيته حين حاول ردع سيدة جاءت تشتكي للخليفة ظلم ابنه لها وهو في مجلس القضاء، فقال له : “ دعها فإن الحق أنطقها والباطل أخرسه”.
فالحرية والتعبير لا يفترقان، والشيء الوحيد الذي يحدد هذه الحرية هو عدم المساس بحقوق الآخرين، لأن المساس بالحق هو هدر ومصادرة للحرية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى