صيام الأطفال لأول مرة, خاتم الفضة، كوب الشربات، وإفطار على السطح..

يكتسي صيام الأطفال لأول مرة في الجزائر أهمية خاصة للطفل والعائلة، حيث يحاط الطفل الذي يصوم لأول مرة بمظاهر احتفالية خاصة، كتعبير عن انتقاله من عالم الطفولة إلى حظيرة البالغين. ويتحول الطفل في ليلة صومه الأولى إلى زعيم أو سلطان تلبي العائلة رغباته، ويحصل على هدايا ويلبس ثيابا خاصة.. ويتساوى في ذلك الذكور والإناث.

في بعض مناطق الوطن، عندما يصوم الطفل لأول مرة، يحضر له إفطار خاص يبدأ عند الأذان بإعطائه كأس ماء أو شربات بها القرفة وماء الزهر، يوضع بداخله خاتم من الفضة أو الذهب، ويصعد الطفل فوق سطح البيت ويستقبل القبلة ويشرب الماء.
 
تعتقد عائلات في هذا التقليد أن الطفل سيكون محظوظا في حياته المستقبلية ويسود قومه ويكون دائما في رفعة. وبعدها تعطى للطفل حبة تمر وبيضة مسلوقة، ثم يجلس لأول مرة للإفطار على مائدة البالغين من أفراد العائلة، بعدما كان يخصص له مكان مع الأطفال. ويمكن للطفل في هذا اليوم أن يمارس سلطته على أوليائه، وما على الوالدين إلا طاعة الأوامر..
 
في بعض المناطق من غرب البلاد يشتري الآباء ثيابا جديدة للطفل الذي يصوم لأول مرة، أو يلبس حلة تقليدية وينظم له احتفال خاص تحضره العائلة والأقارب، ويتلقى بعد الإفطار هدايا ون..... وأكلات خاصة، وقد يرافق أباه إلى السوق لشراء تلك اللوازم بنفسه ويشارك في اختيار بعضها.
 
صوم الأطفال يحاط باهتمام وعناية خاصة من طرف العائلات التي ترى في هذا السلوك تعويدا للطفل على تحمل مشقة الصيام، واختبار بداية استعداد الأطفال لأداء مناسكهم الدينية وتحمل المسؤولية .