ربع مليون تلميذ لا يدرسون جيّدا

استحداث أقسام دائمة في المستشفيات لضمان تمدرس الأطفال المرضى جمعيات أولياء التلاميذ: وجدنا صعوبات في إقناع الأولياء بحالات أبنائهم

بلغ عدد التلاميذ الذي يعانون من التحصيل الدراسي عبر ولايات الوطن بحوالي ربع مليون تلميذ، وفق إحصائيات تلقتها مديرية النشاط الاجتماعي بوزارة التربية من قبل مكاتب الصحة المدرسية التابعة لمديريات الصحية الولائية. وجاءت 3 عوامل في ترتيب الأسباب التي تقف وراء ضعف التحصيل المدرسي وهي مرض التوحد والتأخر الذهني والمشكلات الأسرية.

احتلت ولاية وهران صدارة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التحصيل الدراسي بـ9800 حالة، تليها ولاية قسنطينة بحوالي 4500 حالة سجلتها وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية، وقد لاحظت ارتفاعا مقارنة مع الموسم الدراسي الفارط بنسبة 32% عبر الوطن. وأرجع الأطباء المتابعون صعوبات التحصيل المدرسي إلى أسباب خلقية لدى التلاميذ منها مرض التوحد والتأخر الذهني، فضلا عن أسباب أخرى لها علاقة بالمشكلات الأسرية أغلبها الطلاق، وكذا إلى عامل الانحراف وبوادر التسرب المدرسي الذي يصل عدد ضحاياه حسب أرقام كشفها وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد مؤخرا إلى 200 ألف تلميذ سنويا.

وفي ولاية وهران دائما باعتبارها الأولى في هذه الحالات، فقد سجلت وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية 5760 حالة نقص السمع لدى التلاميذ مقابل 494 حالة خلال الموسم الدراسي الماضي، وذلك راجع إلى انتشار ظاهرة استعمال الكثير لسماعات الهاتف النقال أو تلك المستخدمة في بعض الألعاب الإلكترونية والإنترنت، ما يؤدي إلى انعكاسها على التحصيل المدرسي.

وكانت مكاتب الكشف الصحي قد أجرت فحوصات مست 6 ملايين تلميذ بمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة من مجموع 8.3 مليون تلميذ متمدرس، وهي العملية التي أشرف عليها أطباء وجراحون وممرضون وأخصائيون نفسانيون.

وعن الموضوع، قالت رئيسة جمعية أولياء التلاميذ لولاية العاصمة السيدة خياري، إن جلسات التقييم التي تعقد بعد الدخول المدرسي مع الإدارة بحضور أولياء التلاميذ تكشف في حالات كثيرة عن تلاميذ يجدون صعوبات في التحصيل الدراسي، لكنه يقابلها رفض الأولياء لحقيقة يطرحها الأساتذة عن حالات التلاميذ، وهو ما طرح حسبها صعوبات في إقناعهم.

وأوضحت المتحدثة لـ ”الخبر” أن الأساتذة يحوّلون تلاميذ كثرا إلى المتابعة النفسية، وتوجد حالات تلتزم متابعة طبية في المستشفيات لاسيما في الجانب النفسي.

من جهتها، استحدثت وزارة التربية لمواجهة مثل هذه الحالات التي تستدعي متابعة طبية ونفسية لتلاميذ المدارس في المراكز الصحية، أقساما بيداغوجية دائمة في المستشفيات لضمان تمدرس التلاميذ المرضى وعدم انقطاعهم عن الدروس ومشاركتهم في الامتحانات الفصلية والوطنية