- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11993 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
نظرة الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة
الأربعاء 11 ديسمبر - 13:47
خصّص اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة من قبل الأمم المتحدة منذ العام 1992م لدعمهم، وهو يصادف 3 ديسمبر من كلّ عام. وفي مثل هذه الأيّام (13 ديسمبر)، تحتفل الدول العربية باليوم العربي السنوي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحسن بنا بهذه المناسبة أن نعرض نظرة الإسلام المميّزة لهذه الفئة من المجتمع، وكيف أنّ ديننا الإسلامي أولاهم الاهتمام والرّعاية التي تجعل منهم أناسًا عاديين يُمارسون حياتهم الطبيعية مثلهم مثل باقي أفراد المجتمع.
الإعاقة تعني الإصابة بقصور كلّي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وتتسبّب في عدم إمكانية تلبية متطلّبات الحياة العادية من قبل الشّخص المعاق واعتماده على غيره في تلبيتها، أو احتياجه لأداة خاصة تتطلّب تدريبًا أو تأهيلاً خاصًا لحسن تأديتها..
ولقد استرعت الإعاقة منذ القِدم نظر الجماعات الإنسانية فوقفت منها مواقف مختلفة ومتباينة حسب أنظمتها الاجتماعية، لذلك لاقت فئات ذوي الاحتياجات الخاصة منذ القدم صورًا من المعاملات مختلفة ومتأرجحة بين الإعدام والازدراء إلى النّفي والإبعاد أو اللامبالاة. وكانت الشّريعة الإسلامية في موقفها من ذوي الاحتياجات الخاصة كعادتها سامية شامخة سموّ مصدريها (الكتابة والسُّنَّة) في كلّ ما قدّمته للإنسان والحياة، فلذلك كان لها قدم السبق في إحلال ذوي الاحتياجات الخاصة في التّشريع المكانة اللائقة بهم كبشر لهم ما للأسوياء الأصحاء من الحقوق، وعليهم مثلهم من الواجبات بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم التي وهبها الله لهم. إنّ نظرة الإسلام إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة هي فرع عن نظرته إلى الإنسان: فالإنسان في الإسلام مخلوق مُكرَّم {ولَقَد كَرَّمْنا بني آدَم وحَمَلْنَاهُم في الْبَرِّ والبَحْر ورَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَات وفَضَّلْناهُم على كثيرٍ ممّا خَلقْنا تفضيلاً} الإسراء: 70. ويتجلّى هذا التّكريم في المكانة الّتي يتبّوأها الإنسان في الإسلام، وفي المهمّة الّتي أنيطت به، حيث لا تدانيها مكانته فيما سوى الإسلام من العقائد والتّصوّرات. وإنّ صاحب الإعاقة إنسان مكرّم كالخالي منها.. وبناء على ما سبق، يمكن تحديد الأسس الّتي بنيت وقامت عليها نظرة الشّريعة الإسلامية إلى ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يلي:
- حفظ كرامة المعاق كونه إنسانًا من خلق الله المكرمين أراده الله على هذه الصّورة الّتي ابتلاه بها.
- تحديد ميزان التّفاضُل بين النّاس بالتّقوى، فقيمة الإنسان في تقواه وفيما يتقنه لا سلامة أعضائه، {إنّ أكرمَكم عند الله أتقاكم} الحجرات: 13.
- تقرير الحقّ الكامل للمعاق في المساواة والعدل بالموازنة بين حقوقه وواجباته وفق شرع الله تعالى.
- وجوب الرّعاية والاهتمام بالمعاق على الأمّة، انطلاقًا من أنّ السّلطان وليّ مَن لا وليّ له.
- التّكليف بالعمل وبحدود الطّاقة سواء كان فاقدًا لعضو أو سليمًا {لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلاّ وُسْعَها} البقرة: 286.
- ثمّ يُطالب الإسلام بالأخذ بالأسباب والتّوكّل على الله ثمّ الصّبر دون النّدم على الإهمال والتّفريط وما يحدثانه من مصائب {واصْبِرْ عَلَى مَا أصَابَكَ} لقمان:17.
حكم كفالة ورعاية ذوي الاحتياجات في الإسلام
إنّ العناية بالمعاق والقيام بأمره من فروض الكفايات على الأمّة إذا قام به بعضهم سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يقُم به أحد كان الجميع آثمين. فكفالة العميان والصُّم والمشلولين وسائر المعاقين واجب على مجموع الأمّة، كما هو واجبهم نحو الفقراء والمساكين والمعوزين، فكما يجب على الأمّة والجماعة سدّ حاجات هؤلاء يجب عليهم أيضًا سدّ حاجات ذوي هذه العاهات وإلاّ كان الجميع آثمين. ولاشك أنّ واجب العناية بكلّ فرد منهم تقع أوّلاً على من أناط به الإسلام كفالته، وهم الأصول والفروع، وعلى كلّ مسلم أن يقوم بما أوجبه الله عليه في ذلك، ويجب على الأمّة والجماعة المسلمة مساعدة كافل العاجز والقائم بشأنه، وخاصة إذا عجز عن كفالته، والقيام بشأنه.
يأتي اهتمام الإسلام بهؤلاء من خلال الآتي:
أوّلاً: باعتبار بشريَّتهم، فالله سبحانه قد كرّم البشر: قال تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم} الإسراء: 70.
ثانيًا: باعتبار الأُخوّة الإنسانية {يا أيُّها النّاس إنّا خلقْنَاكُم مِن ذَكَر وأنْثَى وجعلناكُم شعوبًا وقبائِلَ لِتَعَارَفُوا إنّ أكْرَمَكُم عند الله أتقاكُم، إنّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ} الحجرات: 12. ويقول صلّى الله عليه وسلّم: “كُلّكم لآدم، وآدم من تراب”. والأخوة تستدعي ترابطًا ومؤازرة ومعاونة.
ثالثًا: باعتبار الأخوّة الإيمانية وما يترتب عليها، يقول الله تعالى: {إنّما المؤمنون إخوة} الحجرات: 10، وينفي صّلى الله عليه وسلّم الإيمان عمّن أهمل تلك الآصرة وموجباتها فيقول: “لا يؤمن أحدكم حتّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحبّ لنفسه”. وفي الحديث: “مثل المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم كمَثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمّى”. وأولئك المعاقون هم إخوة مؤمنون يمثّلون عضوًا من الجسد المسلم وقد أُصيب ذاك العضو واشتكى فكان لابد من تجاوب بقية الجسد معه.
رابعًا: من باب الإحسان والبِرِّ، قال سبحانه: {إنّ اللهَ يأمُرُ بالعَدْل والإحسان وإيتاء ذي الْقُرْبَى} النّمل: 90، وفي الحديث: “إنّ الله كتب الإحسان في كلّ شيء”. فإن كان البرّ والإحسان مطلوبين مع جميع النّاس، فإنّهما يكونان أكثر طلبًا مع مَن يحتاج إليهما مثل ذوي الإعاقة، ومن ثمّ يكون الثّواب المترتّب على الإحسان، والبرّ معهم أكثر منه مع غيرهم.
خامسًا: إنّ المجتمع الإسلامي وحدة واحدة متضامنة، وإنّ أفراده يعيشون متكافلين متضامنين، وبالتّكافل الاجتماعي تزدهر المجتمعات وتتقدّم، وتتغلّب على المشكلات والصّعاب الّتي تواجهها، والتّكافل الاجتماعي يحقّق للطبقات العاجزة في المجتمع عدالة العيش وكرامة الحياة، والتاريخ الإسلامي مليء بالشّواهد الدّالة على ما حقّقه التّكافل الاجتماعي من تلاحم وترابط بين أفراد المجتمعات الإسلامية، حتّى أغمر الفقر والإعواز ولم يحسّ المعاق فيه بنقص أو حاجة.
سادسًا: اعتبارهم ذوي حاجات والإسلام قد رغّب في قضاء الحوائج: يقول صلّى الله عليه وسلّم: “الخَلْق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله”.
الإعاقة تعني الإصابة بقصور كلّي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وتتسبّب في عدم إمكانية تلبية متطلّبات الحياة العادية من قبل الشّخص المعاق واعتماده على غيره في تلبيتها، أو احتياجه لأداة خاصة تتطلّب تدريبًا أو تأهيلاً خاصًا لحسن تأديتها..
ولقد استرعت الإعاقة منذ القِدم نظر الجماعات الإنسانية فوقفت منها مواقف مختلفة ومتباينة حسب أنظمتها الاجتماعية، لذلك لاقت فئات ذوي الاحتياجات الخاصة منذ القدم صورًا من المعاملات مختلفة ومتأرجحة بين الإعدام والازدراء إلى النّفي والإبعاد أو اللامبالاة. وكانت الشّريعة الإسلامية في موقفها من ذوي الاحتياجات الخاصة كعادتها سامية شامخة سموّ مصدريها (الكتابة والسُّنَّة) في كلّ ما قدّمته للإنسان والحياة، فلذلك كان لها قدم السبق في إحلال ذوي الاحتياجات الخاصة في التّشريع المكانة اللائقة بهم كبشر لهم ما للأسوياء الأصحاء من الحقوق، وعليهم مثلهم من الواجبات بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم التي وهبها الله لهم. إنّ نظرة الإسلام إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة هي فرع عن نظرته إلى الإنسان: فالإنسان في الإسلام مخلوق مُكرَّم {ولَقَد كَرَّمْنا بني آدَم وحَمَلْنَاهُم في الْبَرِّ والبَحْر ورَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَات وفَضَّلْناهُم على كثيرٍ ممّا خَلقْنا تفضيلاً} الإسراء: 70. ويتجلّى هذا التّكريم في المكانة الّتي يتبّوأها الإنسان في الإسلام، وفي المهمّة الّتي أنيطت به، حيث لا تدانيها مكانته فيما سوى الإسلام من العقائد والتّصوّرات. وإنّ صاحب الإعاقة إنسان مكرّم كالخالي منها.. وبناء على ما سبق، يمكن تحديد الأسس الّتي بنيت وقامت عليها نظرة الشّريعة الإسلامية إلى ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يلي:
- حفظ كرامة المعاق كونه إنسانًا من خلق الله المكرمين أراده الله على هذه الصّورة الّتي ابتلاه بها.
- تحديد ميزان التّفاضُل بين النّاس بالتّقوى، فقيمة الإنسان في تقواه وفيما يتقنه لا سلامة أعضائه، {إنّ أكرمَكم عند الله أتقاكم} الحجرات: 13.
- تقرير الحقّ الكامل للمعاق في المساواة والعدل بالموازنة بين حقوقه وواجباته وفق شرع الله تعالى.
- وجوب الرّعاية والاهتمام بالمعاق على الأمّة، انطلاقًا من أنّ السّلطان وليّ مَن لا وليّ له.
- التّكليف بالعمل وبحدود الطّاقة سواء كان فاقدًا لعضو أو سليمًا {لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلاّ وُسْعَها} البقرة: 286.
- ثمّ يُطالب الإسلام بالأخذ بالأسباب والتّوكّل على الله ثمّ الصّبر دون النّدم على الإهمال والتّفريط وما يحدثانه من مصائب {واصْبِرْ عَلَى مَا أصَابَكَ} لقمان:17.
حكم كفالة ورعاية ذوي الاحتياجات في الإسلام
إنّ العناية بالمعاق والقيام بأمره من فروض الكفايات على الأمّة إذا قام به بعضهم سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يقُم به أحد كان الجميع آثمين. فكفالة العميان والصُّم والمشلولين وسائر المعاقين واجب على مجموع الأمّة، كما هو واجبهم نحو الفقراء والمساكين والمعوزين، فكما يجب على الأمّة والجماعة سدّ حاجات هؤلاء يجب عليهم أيضًا سدّ حاجات ذوي هذه العاهات وإلاّ كان الجميع آثمين. ولاشك أنّ واجب العناية بكلّ فرد منهم تقع أوّلاً على من أناط به الإسلام كفالته، وهم الأصول والفروع، وعلى كلّ مسلم أن يقوم بما أوجبه الله عليه في ذلك، ويجب على الأمّة والجماعة المسلمة مساعدة كافل العاجز والقائم بشأنه، وخاصة إذا عجز عن كفالته، والقيام بشأنه.
يأتي اهتمام الإسلام بهؤلاء من خلال الآتي:
أوّلاً: باعتبار بشريَّتهم، فالله سبحانه قد كرّم البشر: قال تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم} الإسراء: 70.
ثانيًا: باعتبار الأُخوّة الإنسانية {يا أيُّها النّاس إنّا خلقْنَاكُم مِن ذَكَر وأنْثَى وجعلناكُم شعوبًا وقبائِلَ لِتَعَارَفُوا إنّ أكْرَمَكُم عند الله أتقاكُم، إنّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ} الحجرات: 12. ويقول صلّى الله عليه وسلّم: “كُلّكم لآدم، وآدم من تراب”. والأخوة تستدعي ترابطًا ومؤازرة ومعاونة.
ثالثًا: باعتبار الأخوّة الإيمانية وما يترتب عليها، يقول الله تعالى: {إنّما المؤمنون إخوة} الحجرات: 10، وينفي صّلى الله عليه وسلّم الإيمان عمّن أهمل تلك الآصرة وموجباتها فيقول: “لا يؤمن أحدكم حتّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحبّ لنفسه”. وفي الحديث: “مثل المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم كمَثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمّى”. وأولئك المعاقون هم إخوة مؤمنون يمثّلون عضوًا من الجسد المسلم وقد أُصيب ذاك العضو واشتكى فكان لابد من تجاوب بقية الجسد معه.
رابعًا: من باب الإحسان والبِرِّ، قال سبحانه: {إنّ اللهَ يأمُرُ بالعَدْل والإحسان وإيتاء ذي الْقُرْبَى} النّمل: 90، وفي الحديث: “إنّ الله كتب الإحسان في كلّ شيء”. فإن كان البرّ والإحسان مطلوبين مع جميع النّاس، فإنّهما يكونان أكثر طلبًا مع مَن يحتاج إليهما مثل ذوي الإعاقة، ومن ثمّ يكون الثّواب المترتّب على الإحسان، والبرّ معهم أكثر منه مع غيرهم.
خامسًا: إنّ المجتمع الإسلامي وحدة واحدة متضامنة، وإنّ أفراده يعيشون متكافلين متضامنين، وبالتّكافل الاجتماعي تزدهر المجتمعات وتتقدّم، وتتغلّب على المشكلات والصّعاب الّتي تواجهها، والتّكافل الاجتماعي يحقّق للطبقات العاجزة في المجتمع عدالة العيش وكرامة الحياة، والتاريخ الإسلامي مليء بالشّواهد الدّالة على ما حقّقه التّكافل الاجتماعي من تلاحم وترابط بين أفراد المجتمعات الإسلامية، حتّى أغمر الفقر والإعواز ولم يحسّ المعاق فيه بنقص أو حاجة.
سادسًا: اعتبارهم ذوي حاجات والإسلام قد رغّب في قضاء الحوائج: يقول صلّى الله عليه وسلّم: “الخَلْق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله”.
- توجيهات و إرشادات لأمهات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة
- تزايد اعتناق الإسلام بفرنسا رغم المواقف العدائية الإسلام في العالم..
- المذكرة الخاصة بالحركة الانتقالية الخاصة بأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي الموسم الدراسي 2011 2012
- التميز في أعمال المشتريات وتخطيط الاحتياجات
- نداء لذوي القلوب الرحيمة " اريد الزواج "
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى