- منتديات العماريةالمدير الفنى للمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 6535 نقاط التميز : 16184 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 العمر : 35 الموقع : http://bit.ly/Llerty
فرية الهيكل
السبت 22 يناير - 11:54
موجز تاريخي:
ظهر اليهود على مسرح الكون عقب هجرة أبناء يعقوب عليه السلام إلى مصر الفرعونية، وبعد قرون من المعاناة استطاع نبي الله موسى عليه السلام أن يخرج بهم من مصر وسط مخاطر حقيقية، ورافقهم في رحلة الخروج آخرون من شرائح اجتماعية شتى. ولئن نجح موسى عليه السلام في الخروج بهم من مصر إلاّ أنهم لم ينجحوا في دخول الأرض المقدسة. ولئن استطاع تخليص بني إسرائيل من الطغيان الفرعوني إلا انهم فشلوا في تجنب الانحراف الديني، حيث ارتدت طوائف منهم وعبدوا العجل وتاهوا وحاروا لفترة طويلة، إلى أن قيض الله لهم النبي داود عليه السلام الذي استطاع بفضل من الله أن يمكن لهم وأن يستخلص لهم نصراً، عززه ابنه سليمان الذي أفاض الله عليه من نعمائه وفضله. ولكن خلفه وأحفاده لم يحافظوا ولم يحفظوا النعم، فسلط الله عليهم الفرس والآشوريين لع.....، فاستأصلوا شأفتهم ومحوا وجودهم وعفا أثرُهم.
ومن يرصد حال الأرض المباركة في الألف الأول قبل الميلاد يلاحظ ما يلي:
1- فلسطين كانت عامرة ومزدهرة وبقاعها مأهولة بتشكيلات سكانية متنوعة، انحدر أغلبها من أصول عربية قديمة وبعضها وافد من الجزر كالفلسطينيين.
2- القدس مدينة عربية يبوسية قائمة بقلاعها وحصونها وأسوارها ومعابدها منذ خمسة آلاف سنة.
3- كل الحضارات القديمة حرصت على فتح القدس واشرأبت أعناقها إليها لأنها منصة الكون وسُرة الأرض فمن سيطر عليها خضع له الجميع. أما اليهود فلم تكن لهم حضارة ولا امبراطورية ولم يدخلوا نادي التاريخ قط. إنما "عاشوا على رصيف الحضارة لتدوسهم عجلات عربات الفاتحين الجدد" بحسب تعبير أحد المؤرخين.
4- تاريخ اليهود حالة عجيبة من المكر والحقد والجحود والتآمر على المحيط الذي عاشوا فيه كطفيليات وبذلك جرّوا على أنفسهم الويلات والكوارث والآلام على الدوام، ولذلك لم يتيسر له استقرار أو قرار في أرض بعينها ليكون لهم نمط حضاري خاص ذو طابع زراعي أو تجاري أو صناعي أو معماري.... الخ.
5- يستثني من ذلك فترة ذهبية في أواخر عهد داود وفي عهد سليمان عليهما السلام وذلك في وضع خاص لجيل خاص وبمجموعة خاصة لعلّة خاصة قدرها رب العزة سبحانه وكان المحيط معادياً تماماً ولم يكتب لها الاستمرار.
6- ومع ذلك ملأ اليهود مكتبات الكون بأساطيرهم المكذوبة وأكاذيبهم المسطورة التي خدمها مئات المؤلفين الذين سطروا آلاف الكتب التي تزخر بها أجنحة التاريخ في مكتبات الجامعات العالمية ولا أصل لها ولا دليل عليها. ولا أظن أن مجموعة بشرية استطاعت توظيف التاريخ بشكل سالب مثل اليهود. والمؤسف أن الموسوعات الدينية التاريخية اعتمدت في سردها بشكل رئيس على التوراة المزيفة وشروحاتها التي تتناسخ وتتوالد على نحو متناقض مع الحقيقة تماماً.
7- وإن من يزعم أنه كان لديه حضارة أو ازدهار أو هياكل عملاقة يتوجب عليه حكماً أن يكون لديه:
أ- آثار باقية مرئية ومشاهدة تدل عليه، وهو ما لم يحصل لهم بعد قرن ونصف من الحفريات تحت الأقصى.
ب- تواتر غير منقطع في الروايات، وهو منفي بالكامل في حالتهم، فالتوراة ذاتها كتبت بعد وفاة موسى عليه السلام بـسبعة قرون، واستمروا في كتابتها لأربعمائة سنة، وحوت من العجائب والمتناقضات ما لم يوجد في سواها، حتى ترجمات التوراة حرفوا فيها وأحدثوا.
ت- وجود وثائق تاريخية مدونة عن الهيكل المزعوم وغيره من الأساطير وهو الأمر الذي يفتقدونه تماماً.
في المقابل تعج بلادنا بالآثار الفرعونية والآرامية والحثية والنبطية والفارسية والآشورية ونحن لا ننكرها وهي تفرض نفسها...ولكن القدس بالذات ليس فيها أي وجود لمروياتهم الأسطورية، وبالذات ما يتعلق بالهيكل الذي وضعوه في رأس هرم اهتماماتهم وطموحاتهم ومخططاتهم، وجعلوه في مركزية المسرح، وصنعوا له رمزية استثنائية جمعت قدراتهم وحشدت جموعهم وكثفت مكرهم وبلورت لهم هدفاً يتفانون جميعاً لتحقيقه، باعتباره منزل الرب "يهوه" الذي لأجله تتحطم الدول ويسجد له كل الناس.
هـل الأقـصى فـي خطـر؟
نعم الأقصى في خطر... والخطر وجودي ومحدق. فعشرات التنظيمات اليهودية المتطرفة وكثير من التنظيمات الصليبية الغربية المحافظة المتصهينة الأشد تطرفاً لا هدف ولا مشروع لديها إلا تهيئة المسرح لهدم الأقصى وزرع الهيكل عوضاً عنه. المشهد القدسي الإسلامي العظيم يترنح بفعل تهويد منظم ت.....ه دولة قامت من العدم لإنجاز مهمة محددة هي شطب الأقصى المبارك وبناء الهيكل الموهوم. فالدولة رغم عدوانيتها وغرابة قيامها ليست إلا وسيلة لغاية "لا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل".
ونحن بدورنا نهتف بأعلى صوتنا أن لا معنى للقدس إذا اغتيل المسجد الأقصى ولا قيمة لفلسطين إذ اغتصبت قدسها. ففلسطين جميعها قدس. (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).[ الإسراء:1]
يقول سيد قطب: "إذا حلت البركة حول المسجد الأقصى فهي له متجاوزة وعنه فائضة وبه حافة."
أين يكمن الخطر على الأقصى المبارك؟
مكمن الخطر هو في عقيدة الهيكل. ذلك أن 14مليوناً من اليهود المنتشرين في 112 دولة خضعوا أو أُخضعوا تماماً لسلطان الصهيونية التي تكاملت استراتيجيتها في 29/8/1897م بوضع آخر سطر وهو الدولة اليهودية التي تحدد مكانها في فلسطين، وحدد هدفها في بناء الهيكل باعتبار ذلك فرصة العمر وفريضة العصر وضريبة الوقت ومهمة الجيل، لذلك وجهوا عشر المهاجرين للسكن في القدس الغربية.
ومع توالي الزمن رحل العلمانيون إلى الساحل وتمركز المتطرفون في غرب المدينة. وبعد احتلال القدس الشريف عام 1967م كثفوا الاستيطان شرقها، وأحاطوها بأحزمة وأغلفة من الأطواق الاستيطانية قوامها أكثر من 30مستوطنة في أربع مجموعات تحوي أكثر من 280الف مستوطن أشرسهم "شبان التلال" الجبعونيون وأما في الشمال فقد أُجهض تمدد القدس التنظيمي تماماً، وفي الجنوب شلّوا تواصلها مع محيطها العربي بفعل الاستيطان المتدرج والمتدحرج على سفوح التلال المطلة عليها، ولم يسلم محيط السور من المصادرة والاستيطان، واخترقوا باب العمود وسلوان التي صادروا العشرات من بيوتها لتحويلها إلى حديقة أو بستان الهيكل المنتظر. وأما داخل السور فحدث ولا حرج عن أنواع الاستهداف المنظم للإنسان والعمران. إنها مجزرة للعمران ومسلخ للإنسان ومقصلة للحرم.
وثالثة الأثافي أن شارون ذاته ـ رئيس وزرائهم السابق ـ اتخذ له مسكناً بجوار الأقصى لي..... عمليات التهويد والاستيطان وفرض الأمر الواقع وليستكمل دوره في زرع المستوطنات يوم أن كان وزيراً للزراعة والبنى التحتية! والممولون اليهود بدورهم ينشطون في التمويل والقيادة البطريركية اليونانية المفروضة على الكنيسة العربية الأرثوذكسية تتهاون في البيع والتأجير وهي القيّمة على أكثر من 10% من مجموع مساحة القدس. والمرابي اليهودي الأمريكي موسكوفتش وحده دفع أكثر من 130 مليون دولار لشراء العقارات حول الأقصى .والمرعب هو أن 64% من اليهود القاطنين في القدس ولدوا فيها وهذا له ما بعده، وأن 58% من يهود القدس اليوم يعتبرون من عتاة المتطرفين، هذا وغيره يتعاظم خطره عندما يُرسم لهؤلاء هدف محدد يتجسد في كلمة واحدة موحدة هي: "الهيكل".
مـا معنى الهـيكل؟
الهيكل كلمة سومرية قديمة "هيجال" بمعنى المعبد واستعملها الكنعانيون وكل الأقدمين. وما يعنينا هنا أن اليهود اليوم يزعمون أن لهم هياكل سابقة قامت على ذات البقعة التي ينتصب عليها الأقصى.
كـم عـدد هـذه الهيـاكل؟
الهيكل الأول: في عهد داود وسليمان ودمره العراقيون.
الهيكل الثاني: في العهد الهيرودي ودمره الرومان.
الهيكل الثالث: المنوي أقامته مكان الأقصى.
وهذا كله كذب لأن الثابت أن داود نفسه لم يعبد الله في هيكل قط. "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم".
وأما عهد سليمان فقد نسجوا حوله أساطير لا يقبلها عقل ولا تصمد أمام الفحص العلمي أو الاستقراء التاريخي، حيث ينحدرون بنا إلى مرويات توراتية وشروحات تلمودية لا يقبلها الواقع الاستجرافي أو المشهد الأثري القائم. إن من يطالع أساطيرهم حول مساحة الهيكل ونوعية البناء وطبيعة المواد المستعملة والنمط الهندسي والأوصاف المعمارية يجد نفسه في دوامة لا أول لها ولا آخر. والأسوأ من ذلك كله هو التجني على الرب -جل في علاه- ونسبة النقائص إليه جزافاً.
ومع أن المساحة المعطاة للهيكل لا تتعدى 300م2 إلا أن سنوات العمل وعدد العمال والحرفيين والوكلاء الذين زعموا أنهم استخدموهم لإنجاز الهيكل يكفي لبناء معلم حضاري عملاق حجمه ضعف عجائب الدنيا السبع مجتمعة. والمضحك أن سكان فلسطين في تلك الأيام كانوا في حدود 80 ألف نسمة، ولا أدري من أين جاؤوا بهذه الأرقام الفلكية للمستخدمين؟
أما حفل الافتتاح فيزعمون أنهم استهلكوا فيه لحوم أكثر من 22000 ثور و20ألف خروف مع أن مليونين من سكان عمان لا يستهلكون أكثر من 400 بقرة في اليوم!.
الأهرامات لا زالت موجودة ومنارة الإسكندرية أساساتها موجودة وحدائق بابل لا زالت آثارها ظاهرة وكل ما فعل الأولون لا زال عليه دليل ولم يبقِ أبو التاريخ هوريدوتس شيئاً إلا وذكره، وحده هيكل اليهود المزعوم لم يتطرق إليه هوريدوتس أو غيره من المؤرخين
والأغرب من ذلك أن هذا الهيكل المزعوم لم يؤسس للعبادة, إنما بني لتقديم القرابين التي يستقبلها كاهن يقوم بطقوس الذبح والحرق واستعمال البخور في تداخل عجيب بين الديني والزمني والدنيوي والأخروي والسياسي والكهنوتي, أملتها طبيعة هذه العبادة القربانية القائمة على أسس تجارية وإن اكتسبت شرعية دينية. فالقرابين أصبحت أهم الموارد التي حرص الكهنة اللاويون على خدمتها وتوفيرها للزبائن من الجمهور الذي يدفع ليبني لهم نفوذاً تعاظم مع مرور الوقت.
مكانة الهيكل
وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني, وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم, وحسب تعبير الباحث محمد حماد الطل: "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله- كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه".
ولديهم تأملات شيطانية كثيرة بخصوص الهيكل، فالفناء المحيط بالهيكل بمنزلة البحر والمقدس هي الأرض وقدس الأقداس هي السماء، وهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة, فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل....الخ.
باختصار لقد دفعتهم الحاجة إلى المبالغة في مكانة الهيكل حتى أصبحت له مركزية السلطان السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى جانب السلطان الديني. وعبر 55جيلاً نسجت أحلامهم الأوهام حول الهيكل وكيفية إعادته, إلى أن أوصلونا الآن إلى عصر الهيكل الثالث المزعوم.
فرية الهيكل الثالث
أقدم تيطس الروماني على تدمير القدس عام 70م ولم يترك فيها حجراً على حجر, وبطش بالذين حلوا بها من اليهود. وأما هدريان فقد ذبح جميع الذكور المنحدرين من أصول يهودية أثناء تدمير القدس عام 135م وغير اسمها إلى "إيليا" على اسم والدته, وكتب على باب النصر "حتى الأجنة التي تولد من بطون أمهاتهم وإن اتبعوا ديننا لا يحق لهم دخول إيليا", وعمد إلى حرق القدس وحرثها بالمحاريث فماذا حصل للهيكل المزعوم يا ترى؟
شهدت القدس كارثتين في 65سنة فأين هي آثار الهيكل؟ وتنصرت القدس في القرن الرابع ولم يدخلها يهودي لقرون, وفي عام 614م اجتاحها الفرس بمساعدة يهود بابل الذين لم يسمح لهم بدخولها إلاّ في 621م, وفور دخولهم حدثت الفيوضات النورانية بحصول الفتح المحمدي, عبر حادثة الإسراء والمعراج التي هيأت للرسول صلى الله عليه وسلم دخولها جسداً وروحاً في منتصف الدعوة النبوية تماماً التي استمرت لمدة 23عاماً, وهذا من لطف الله الذي أمر بالصلاة في ليلة القدس أيضاً لتبقى للقدس صلة مع تواصل المسلم بربه الذي لم يقبل جلّ في علاه أن تكون لليهود يد على القدس عام 621م لأنها إحدى معاقل التوحيد الثلاثة.
وعبر القرون توالت الفتاوى حول ضرورة بناء الهيكل والذي أصّل لذلك موسى بن ميمون الطبيب اليهودي في البلاط الأندلسي الذي زار القدس عام 1267م ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل ليكون رمزاً لوحدتهم. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس, بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. واختلفت في الهيكل الأفهام وتنوعت الرؤى وتعددت الفتاوى غير أن إقدام أوروبا المسيحية على دفع اليهود إلى داخل العمق العثماني لأسباب مفهومة أذكت من جديد مشاريع بناء الهيكل إلى أن ابتدع لهم أحد الحاخامات عام 1567م فكرة النواح عند حائط البراق الذي سموه المبكى, ومنذئذ وهم يملأون العالم عويلاً وبكاءً ونواحاً: "لأجل الهيكل العظيم نبكي وحدنا وننوح".
وهذا الأمر لم يذكر في التوراة أو التملود أو المشناه أو المكراه أو الشيخناه أو غيرها من كتبهم, ولكنها الحاجة إلى بناء سياسي وعمارة سياسية تجمع شتاتهم في مشروع سياسي يكون لهم فيه الكلمة العليا. وتعددت المحاولات والمؤامرات التي كان أخطرها مؤتمر سالزبورغ بقيادة الحاخام ديفيد هيرش عام 1731م. ولكن تيودور هرتزل كان الأخطر لأنه لخص الآليات اليهودية لبناء الهيكل في كلمة واحدة هي "الدولة اليهودية". ولقد خدمته الظروف السياسية لتكريس مشاريعه الكريهة لشطب فلسطين وإقامة "إسرائيل" كوسيلة لإقامة الهيكل الذي لم تكن حاجة حضارية أو فريضة دينية أو ضرورة تلمودية, بل أملته المصلحة السياسية, فالرجل علماني وكل قادة إسرائيل علمانيون, ولكنه قال مقولته المشهورة عن العقائد اليهودية: "أعلم أنها أساطير ولكنها نافعة لإقامة الدولة".
ومنذ أن رفع هذا الرجل راية الدين اليهودي على سارية المشروع الصهيوني أدخل البشرية في أهوال لا يعلم نهايتها إلا الله ، ودخل اليهود لأجل ذلك في نسيج الأمم واخترقوا الدول والمذاهب لأجل مشروعهم المشؤوم, ولم تسلم منهم حتى الكنائس الغربية التي تصهين بعضها تماماً وأخذ يؤمن بأن تأسيس إسرائيل سيعجل بالمجئ الثاني للمنقذ. وبعضهم يقول:"إن الله لا يحب من لا يحب إسرائيل". وآخرون يزعمون:"بأنه من العار أن ينزل المنقذ ولا يجد الهيكل!!". وهناك حركات ارتبطت بالكامل بالصهيونية مثل هيئة سفراء المسيح, وهيئة السفارة المسيحية التي مركزها "أورشليم", وهناك نشطاء الألفية الذين تتلخص فكرتهم بأن المسيح سيأتي مرة أخرى وسيحكم لألف عام ذهبية ويعيد بناء الهيكل اليهودي. وأشرس هؤلاء هم المحافظون الجدد الذين يتحكمون في قرارات بعض الإدارات الحاكمة في بعض الدول المؤثرة وأكثرها نفوذا في هذه الحقبة من التاريخ.
ظهر اليهود على مسرح الكون عقب هجرة أبناء يعقوب عليه السلام إلى مصر الفرعونية، وبعد قرون من المعاناة استطاع نبي الله موسى عليه السلام أن يخرج بهم من مصر وسط مخاطر حقيقية، ورافقهم في رحلة الخروج آخرون من شرائح اجتماعية شتى. ولئن نجح موسى عليه السلام في الخروج بهم من مصر إلاّ أنهم لم ينجحوا في دخول الأرض المقدسة. ولئن استطاع تخليص بني إسرائيل من الطغيان الفرعوني إلا انهم فشلوا في تجنب الانحراف الديني، حيث ارتدت طوائف منهم وعبدوا العجل وتاهوا وحاروا لفترة طويلة، إلى أن قيض الله لهم النبي داود عليه السلام الذي استطاع بفضل من الله أن يمكن لهم وأن يستخلص لهم نصراً، عززه ابنه سليمان الذي أفاض الله عليه من نعمائه وفضله. ولكن خلفه وأحفاده لم يحافظوا ولم يحفظوا النعم، فسلط الله عليهم الفرس والآشوريين لع.....، فاستأصلوا شأفتهم ومحوا وجودهم وعفا أثرُهم.
ومن يرصد حال الأرض المباركة في الألف الأول قبل الميلاد يلاحظ ما يلي:
1- فلسطين كانت عامرة ومزدهرة وبقاعها مأهولة بتشكيلات سكانية متنوعة، انحدر أغلبها من أصول عربية قديمة وبعضها وافد من الجزر كالفلسطينيين.
2- القدس مدينة عربية يبوسية قائمة بقلاعها وحصونها وأسوارها ومعابدها منذ خمسة آلاف سنة.
3- كل الحضارات القديمة حرصت على فتح القدس واشرأبت أعناقها إليها لأنها منصة الكون وسُرة الأرض فمن سيطر عليها خضع له الجميع. أما اليهود فلم تكن لهم حضارة ولا امبراطورية ولم يدخلوا نادي التاريخ قط. إنما "عاشوا على رصيف الحضارة لتدوسهم عجلات عربات الفاتحين الجدد" بحسب تعبير أحد المؤرخين.
4- تاريخ اليهود حالة عجيبة من المكر والحقد والجحود والتآمر على المحيط الذي عاشوا فيه كطفيليات وبذلك جرّوا على أنفسهم الويلات والكوارث والآلام على الدوام، ولذلك لم يتيسر له استقرار أو قرار في أرض بعينها ليكون لهم نمط حضاري خاص ذو طابع زراعي أو تجاري أو صناعي أو معماري.... الخ.
5- يستثني من ذلك فترة ذهبية في أواخر عهد داود وفي عهد سليمان عليهما السلام وذلك في وضع خاص لجيل خاص وبمجموعة خاصة لعلّة خاصة قدرها رب العزة سبحانه وكان المحيط معادياً تماماً ولم يكتب لها الاستمرار.
6- ومع ذلك ملأ اليهود مكتبات الكون بأساطيرهم المكذوبة وأكاذيبهم المسطورة التي خدمها مئات المؤلفين الذين سطروا آلاف الكتب التي تزخر بها أجنحة التاريخ في مكتبات الجامعات العالمية ولا أصل لها ولا دليل عليها. ولا أظن أن مجموعة بشرية استطاعت توظيف التاريخ بشكل سالب مثل اليهود. والمؤسف أن الموسوعات الدينية التاريخية اعتمدت في سردها بشكل رئيس على التوراة المزيفة وشروحاتها التي تتناسخ وتتوالد على نحو متناقض مع الحقيقة تماماً.
7- وإن من يزعم أنه كان لديه حضارة أو ازدهار أو هياكل عملاقة يتوجب عليه حكماً أن يكون لديه:
أ- آثار باقية مرئية ومشاهدة تدل عليه، وهو ما لم يحصل لهم بعد قرن ونصف من الحفريات تحت الأقصى.
ب- تواتر غير منقطع في الروايات، وهو منفي بالكامل في حالتهم، فالتوراة ذاتها كتبت بعد وفاة موسى عليه السلام بـسبعة قرون، واستمروا في كتابتها لأربعمائة سنة، وحوت من العجائب والمتناقضات ما لم يوجد في سواها، حتى ترجمات التوراة حرفوا فيها وأحدثوا.
ت- وجود وثائق تاريخية مدونة عن الهيكل المزعوم وغيره من الأساطير وهو الأمر الذي يفتقدونه تماماً.
في المقابل تعج بلادنا بالآثار الفرعونية والآرامية والحثية والنبطية والفارسية والآشورية ونحن لا ننكرها وهي تفرض نفسها...ولكن القدس بالذات ليس فيها أي وجود لمروياتهم الأسطورية، وبالذات ما يتعلق بالهيكل الذي وضعوه في رأس هرم اهتماماتهم وطموحاتهم ومخططاتهم، وجعلوه في مركزية المسرح، وصنعوا له رمزية استثنائية جمعت قدراتهم وحشدت جموعهم وكثفت مكرهم وبلورت لهم هدفاً يتفانون جميعاً لتحقيقه، باعتباره منزل الرب "يهوه" الذي لأجله تتحطم الدول ويسجد له كل الناس.
هـل الأقـصى فـي خطـر؟
نعم الأقصى في خطر... والخطر وجودي ومحدق. فعشرات التنظيمات اليهودية المتطرفة وكثير من التنظيمات الصليبية الغربية المحافظة المتصهينة الأشد تطرفاً لا هدف ولا مشروع لديها إلا تهيئة المسرح لهدم الأقصى وزرع الهيكل عوضاً عنه. المشهد القدسي الإسلامي العظيم يترنح بفعل تهويد منظم ت.....ه دولة قامت من العدم لإنجاز مهمة محددة هي شطب الأقصى المبارك وبناء الهيكل الموهوم. فالدولة رغم عدوانيتها وغرابة قيامها ليست إلا وسيلة لغاية "لا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل".
ونحن بدورنا نهتف بأعلى صوتنا أن لا معنى للقدس إذا اغتيل المسجد الأقصى ولا قيمة لفلسطين إذ اغتصبت قدسها. ففلسطين جميعها قدس. (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).[ الإسراء:1]
يقول سيد قطب: "إذا حلت البركة حول المسجد الأقصى فهي له متجاوزة وعنه فائضة وبه حافة."
أين يكمن الخطر على الأقصى المبارك؟
مكمن الخطر هو في عقيدة الهيكل. ذلك أن 14مليوناً من اليهود المنتشرين في 112 دولة خضعوا أو أُخضعوا تماماً لسلطان الصهيونية التي تكاملت استراتيجيتها في 29/8/1897م بوضع آخر سطر وهو الدولة اليهودية التي تحدد مكانها في فلسطين، وحدد هدفها في بناء الهيكل باعتبار ذلك فرصة العمر وفريضة العصر وضريبة الوقت ومهمة الجيل، لذلك وجهوا عشر المهاجرين للسكن في القدس الغربية.
ومع توالي الزمن رحل العلمانيون إلى الساحل وتمركز المتطرفون في غرب المدينة. وبعد احتلال القدس الشريف عام 1967م كثفوا الاستيطان شرقها، وأحاطوها بأحزمة وأغلفة من الأطواق الاستيطانية قوامها أكثر من 30مستوطنة في أربع مجموعات تحوي أكثر من 280الف مستوطن أشرسهم "شبان التلال" الجبعونيون وأما في الشمال فقد أُجهض تمدد القدس التنظيمي تماماً، وفي الجنوب شلّوا تواصلها مع محيطها العربي بفعل الاستيطان المتدرج والمتدحرج على سفوح التلال المطلة عليها، ولم يسلم محيط السور من المصادرة والاستيطان، واخترقوا باب العمود وسلوان التي صادروا العشرات من بيوتها لتحويلها إلى حديقة أو بستان الهيكل المنتظر. وأما داخل السور فحدث ولا حرج عن أنواع الاستهداف المنظم للإنسان والعمران. إنها مجزرة للعمران ومسلخ للإنسان ومقصلة للحرم.
وثالثة الأثافي أن شارون ذاته ـ رئيس وزرائهم السابق ـ اتخذ له مسكناً بجوار الأقصى لي..... عمليات التهويد والاستيطان وفرض الأمر الواقع وليستكمل دوره في زرع المستوطنات يوم أن كان وزيراً للزراعة والبنى التحتية! والممولون اليهود بدورهم ينشطون في التمويل والقيادة البطريركية اليونانية المفروضة على الكنيسة العربية الأرثوذكسية تتهاون في البيع والتأجير وهي القيّمة على أكثر من 10% من مجموع مساحة القدس. والمرابي اليهودي الأمريكي موسكوفتش وحده دفع أكثر من 130 مليون دولار لشراء العقارات حول الأقصى .والمرعب هو أن 64% من اليهود القاطنين في القدس ولدوا فيها وهذا له ما بعده، وأن 58% من يهود القدس اليوم يعتبرون من عتاة المتطرفين، هذا وغيره يتعاظم خطره عندما يُرسم لهؤلاء هدف محدد يتجسد في كلمة واحدة موحدة هي: "الهيكل".
مـا معنى الهـيكل؟
الهيكل كلمة سومرية قديمة "هيجال" بمعنى المعبد واستعملها الكنعانيون وكل الأقدمين. وما يعنينا هنا أن اليهود اليوم يزعمون أن لهم هياكل سابقة قامت على ذات البقعة التي ينتصب عليها الأقصى.
كـم عـدد هـذه الهيـاكل؟
الهيكل الأول: في عهد داود وسليمان ودمره العراقيون.
الهيكل الثاني: في العهد الهيرودي ودمره الرومان.
الهيكل الثالث: المنوي أقامته مكان الأقصى.
وهذا كله كذب لأن الثابت أن داود نفسه لم يعبد الله في هيكل قط. "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم".
وأما عهد سليمان فقد نسجوا حوله أساطير لا يقبلها عقل ولا تصمد أمام الفحص العلمي أو الاستقراء التاريخي، حيث ينحدرون بنا إلى مرويات توراتية وشروحات تلمودية لا يقبلها الواقع الاستجرافي أو المشهد الأثري القائم. إن من يطالع أساطيرهم حول مساحة الهيكل ونوعية البناء وطبيعة المواد المستعملة والنمط الهندسي والأوصاف المعمارية يجد نفسه في دوامة لا أول لها ولا آخر. والأسوأ من ذلك كله هو التجني على الرب -جل في علاه- ونسبة النقائص إليه جزافاً.
ومع أن المساحة المعطاة للهيكل لا تتعدى 300م2 إلا أن سنوات العمل وعدد العمال والحرفيين والوكلاء الذين زعموا أنهم استخدموهم لإنجاز الهيكل يكفي لبناء معلم حضاري عملاق حجمه ضعف عجائب الدنيا السبع مجتمعة. والمضحك أن سكان فلسطين في تلك الأيام كانوا في حدود 80 ألف نسمة، ولا أدري من أين جاؤوا بهذه الأرقام الفلكية للمستخدمين؟
أما حفل الافتتاح فيزعمون أنهم استهلكوا فيه لحوم أكثر من 22000 ثور و20ألف خروف مع أن مليونين من سكان عمان لا يستهلكون أكثر من 400 بقرة في اليوم!.
الأهرامات لا زالت موجودة ومنارة الإسكندرية أساساتها موجودة وحدائق بابل لا زالت آثارها ظاهرة وكل ما فعل الأولون لا زال عليه دليل ولم يبقِ أبو التاريخ هوريدوتس شيئاً إلا وذكره، وحده هيكل اليهود المزعوم لم يتطرق إليه هوريدوتس أو غيره من المؤرخين
والأغرب من ذلك أن هذا الهيكل المزعوم لم يؤسس للعبادة, إنما بني لتقديم القرابين التي يستقبلها كاهن يقوم بطقوس الذبح والحرق واستعمال البخور في تداخل عجيب بين الديني والزمني والدنيوي والأخروي والسياسي والكهنوتي, أملتها طبيعة هذه العبادة القربانية القائمة على أسس تجارية وإن اكتسبت شرعية دينية. فالقرابين أصبحت أهم الموارد التي حرص الكهنة اللاويون على خدمتها وتوفيرها للزبائن من الجمهور الذي يدفع ليبني لهم نفوذاً تعاظم مع مرور الوقت.
مكانة الهيكل
وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني, وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم, وحسب تعبير الباحث محمد حماد الطل: "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله- كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه".
ولديهم تأملات شيطانية كثيرة بخصوص الهيكل، فالفناء المحيط بالهيكل بمنزلة البحر والمقدس هي الأرض وقدس الأقداس هي السماء، وهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة, فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل....الخ.
باختصار لقد دفعتهم الحاجة إلى المبالغة في مكانة الهيكل حتى أصبحت له مركزية السلطان السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى جانب السلطان الديني. وعبر 55جيلاً نسجت أحلامهم الأوهام حول الهيكل وكيفية إعادته, إلى أن أوصلونا الآن إلى عصر الهيكل الثالث المزعوم.
فرية الهيكل الثالث
أقدم تيطس الروماني على تدمير القدس عام 70م ولم يترك فيها حجراً على حجر, وبطش بالذين حلوا بها من اليهود. وأما هدريان فقد ذبح جميع الذكور المنحدرين من أصول يهودية أثناء تدمير القدس عام 135م وغير اسمها إلى "إيليا" على اسم والدته, وكتب على باب النصر "حتى الأجنة التي تولد من بطون أمهاتهم وإن اتبعوا ديننا لا يحق لهم دخول إيليا", وعمد إلى حرق القدس وحرثها بالمحاريث فماذا حصل للهيكل المزعوم يا ترى؟
شهدت القدس كارثتين في 65سنة فأين هي آثار الهيكل؟ وتنصرت القدس في القرن الرابع ولم يدخلها يهودي لقرون, وفي عام 614م اجتاحها الفرس بمساعدة يهود بابل الذين لم يسمح لهم بدخولها إلاّ في 621م, وفور دخولهم حدثت الفيوضات النورانية بحصول الفتح المحمدي, عبر حادثة الإسراء والمعراج التي هيأت للرسول صلى الله عليه وسلم دخولها جسداً وروحاً في منتصف الدعوة النبوية تماماً التي استمرت لمدة 23عاماً, وهذا من لطف الله الذي أمر بالصلاة في ليلة القدس أيضاً لتبقى للقدس صلة مع تواصل المسلم بربه الذي لم يقبل جلّ في علاه أن تكون لليهود يد على القدس عام 621م لأنها إحدى معاقل التوحيد الثلاثة.
وعبر القرون توالت الفتاوى حول ضرورة بناء الهيكل والذي أصّل لذلك موسى بن ميمون الطبيب اليهودي في البلاط الأندلسي الذي زار القدس عام 1267م ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل ليكون رمزاً لوحدتهم. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس, بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. واختلفت في الهيكل الأفهام وتنوعت الرؤى وتعددت الفتاوى غير أن إقدام أوروبا المسيحية على دفع اليهود إلى داخل العمق العثماني لأسباب مفهومة أذكت من جديد مشاريع بناء الهيكل إلى أن ابتدع لهم أحد الحاخامات عام 1567م فكرة النواح عند حائط البراق الذي سموه المبكى, ومنذئذ وهم يملأون العالم عويلاً وبكاءً ونواحاً: "لأجل الهيكل العظيم نبكي وحدنا وننوح".
وهذا الأمر لم يذكر في التوراة أو التملود أو المشناه أو المكراه أو الشيخناه أو غيرها من كتبهم, ولكنها الحاجة إلى بناء سياسي وعمارة سياسية تجمع شتاتهم في مشروع سياسي يكون لهم فيه الكلمة العليا. وتعددت المحاولات والمؤامرات التي كان أخطرها مؤتمر سالزبورغ بقيادة الحاخام ديفيد هيرش عام 1731م. ولكن تيودور هرتزل كان الأخطر لأنه لخص الآليات اليهودية لبناء الهيكل في كلمة واحدة هي "الدولة اليهودية". ولقد خدمته الظروف السياسية لتكريس مشاريعه الكريهة لشطب فلسطين وإقامة "إسرائيل" كوسيلة لإقامة الهيكل الذي لم تكن حاجة حضارية أو فريضة دينية أو ضرورة تلمودية, بل أملته المصلحة السياسية, فالرجل علماني وكل قادة إسرائيل علمانيون, ولكنه قال مقولته المشهورة عن العقائد اليهودية: "أعلم أنها أساطير ولكنها نافعة لإقامة الدولة".
ومنذ أن رفع هذا الرجل راية الدين اليهودي على سارية المشروع الصهيوني أدخل البشرية في أهوال لا يعلم نهايتها إلا الله ، ودخل اليهود لأجل ذلك في نسيج الأمم واخترقوا الدول والمذاهب لأجل مشروعهم المشؤوم, ولم تسلم منهم حتى الكنائس الغربية التي تصهين بعضها تماماً وأخذ يؤمن بأن تأسيس إسرائيل سيعجل بالمجئ الثاني للمنقذ. وبعضهم يقول:"إن الله لا يحب من لا يحب إسرائيل". وآخرون يزعمون:"بأنه من العار أن ينزل المنقذ ولا يجد الهيكل!!". وهناك حركات ارتبطت بالكامل بالصهيونية مثل هيئة سفراء المسيح, وهيئة السفارة المسيحية التي مركزها "أورشليم", وهناك نشطاء الألفية الذين تتلخص فكرتهم بأن المسيح سيأتي مرة أخرى وسيحكم لألف عام ذهبية ويعيد بناء الهيكل اليهودي. وأشرس هؤلاء هم المحافظون الجدد الذين يتحكمون في قرارات بعض الإدارات الحاكمة في بعض الدول المؤثرة وأكثرها نفوذا في هذه الحقبة من التاريخ.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى