روراوة يشدّد الخناق على "حليلوزيتش"، قيود جديدة، مساءلة في انتظاره والطّلاق بات قريبا

الظّاهر أنّ مسلسل الخلاف بين رئيس "الفاف" محمد روراوة والمدرب الوطني وحيد حليلوزيتش لن ينتهي إلا برحيل هذا الأخير من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني... سواء بقرار إقالة في حقّه أو بإرغامه على رمي المنشفة. حيث بلغنا من مصادر مؤكّدة أنّ التعليمات الجديدة التي وضعت له في وقت سابق وكنا قد تطرّقنا لها بالتفصيل في عدد من أعدادنا الماضية، باتت رسمية ضمن القانون الداخلي للفريق، وبات مطالبا بالخضوع لها بالحرف الواحد. وتضيف مصادرنا أن الرجل ومساعديه أخلّوا بالنظام الداخلي منذ أن أرسلت له التعليمات الجديدة عبر بريده الإلكتروني بواسطة أحد أعضاء "الفاف"، وضرب عرض الحائط كلّ ما طلب منه، ما سيعرّضه وأعضاء طاقمه الفني لعقوبات مالية كبيرة ابتداء من أجرة شهر جانفي الجاري.
انتهى عهد "التّفشاش" والتعامل معه ومساعديه سيكون إداريا
وتفيد مصادرنا أن "الفاف" كانت دوما تقف إلى صفّ حليلوزيتش منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب الوطني، غير أن تجاوزه الحدود في الفترة الأخيرة، جعلها تقرّر تغيير نمط التعامل معه مستقبلا. ويضيف مصدرنا أن عهد "التفشاش" انتهى، وأن التعامل سيكون إدرايا من الآن فصاعدا، بأن يرضخ ومساعدوه لكل ما ينصّ عليه القانون الداخلي للمنتخب بحذافيره، وإلا فإن العقوبات ستطال كل من يخلّ بهذا القانون، سواء كان البوسني أو نور الدين قريشي أو سيريل موان أو أيّ أحد من مساعديه.
مساءلة في انتظاره مطالب بالردّ عليها لتبرير غيابه ومساعديه
وتعتبر "الفاف" حسب مصدرنا أن حليلوزيتش أخلّ بالقانون الداخلي للفريق، وضرب عرض الحائط التعليمات التي أبلغته بها إلكترونيا مؤخرا، وقررت بأمر من رئيس "الفاف" روراوة أن تجهّز له مساءلة مكتوبة سيكون مطالبا فور عودته من فرنسا أين يتواجد في عطلة منذ لقاء بوركينافاسو، بالردّ على كل الأسئلة الموجودة فيها، للبثّ نهائيا في قرار العقوبة التي ستسلط عليه. ومن أبرز ما جاء في هذه المساءلة حسب مصادرنا، تبرير غيابه ومساعديه بعد العطلة التي استفادوا منها بمناسبة أعياد السنة، حيث كانوا مجبرين على الدخول إلى الجزائر في الثاني من شهر جانفي الجزائر لمزاولة مهامهم مثلما أمر به روراوة في وقت سابق، عندما أصرّ على ضرورة تواجد كل المساعدين في الجزائر، وضرورة تواجد البوسني على الأقل مرّتين في الشهر هنا، لكن عدم عودة أيّ واحد منهم لأرض الوطن إلى يومنا هذا، جعل "الفاف" تعتبر كل أعضاء الطاقم الفني المتواجدين في فرنسا متغيّبين عن مناصبهم.
... ولتبرير تصريحاته للقناة الثالثة من دون إذن
ولن يكون تبرير الغياب أهمّ ما جاء في المساءلة التي تنتظر حليلوزيتش لدى عودته إلى أرض الوطن، لأن ثمّة قضية ثانية تطرّقنا لها من قبل تتعلق بتصريحاته الإعلامية للقناة الإذاعية الثالثة من دون أن يأخذ إذنا من خلية الإعلام على مستوى "الفاف"، وهو الذي تلقى في التعليمة أمرا بأن يعبر عبر خلية الإعلام التي يشرف عليها عادل حاجي كي يأخذ إذنا بإجراء حوار لأيّ وسيلة إعلامية، أجنبية كانت أم محلية، لكن لم يخضع لها وأدلى بتصريحات في مداخلة هاتفية مع الزميل معمر جبور الجمعة الفارط.
روراوة يصرّ على الحضور والعمل من "سيدي موسى" عوض فرنسا
ولا يزال روراوة يصرّ على تواجد كلّ مساعدي حليلوزيتش في مركز سيدي موسى يوميا، عوض البقاء في فرنسا فيما يشبه بعطلة مدفوعة الأجور مسبقا، وإيهامه بأنهم يعاينون خصوم الجزائر من هناك، ويتابعون باهتمام لاعبي المنتخب الوطني الدوليين، إلى غير ذلك. حيث تفيد مصادرنا أن روراوة وفي تعليمته أمر باستفسار المساعدين أيضا عن غيابهم غير المبرر، وعدم مزاولتهم لنشاطهم من هنا في "سيدي موسى" مثلما أمروا به، لاسيما أن معاينة لاعبي بلجيكا، كوريا الجنوبية وروسيا من فرنسا أين يتواجدون يمكنهم القيام به أيضا من هنا من "سيدي موسى"، ما دامت المعاينة تتمّ عبر الشاشة الصغيرة والمواقع الإلكترونية على الأنترنيت.
العقوبات المالية ستمسّه وأعضاءه معا
وفي السياق ذاته، أكّد مصدرنا أن مسؤولي "الفاف" سيبثون في أمر العقوبات المسلطة على حليلوزيتش، ما إن يردّ على المساءلة التي ستقدم له. وتضيف ذات المصادر أنه ومهما كانت المبرّرات التي سيقدمها، فإنه يبقى معرّضا لعقوبة مالية هو وأعضاء طاقمه الفني على تصريحاته وغيابهم طيلة هذه المدة، وعدم مزاولتهم لمهامهم في المركز التقني ل "سيدي موسى" مثلما أمروا به من قبل، وهي العقوبات المالية التي ستخصم من رواتبهم الشهرية.
بند في العقد ينصّ على ضرورة احترام القانون الداخلي
وكنا أمس تساءلنا حول تعامل البوسني مع العقوبات التي ستسلط عليه، وهو الذي تلقى التعليمة عبر بريد إلكتروني، وهي التساؤلات التي وجدنا لها جوابا بواسطة مصدر مسؤول، أكّد لنا أن العقد الذي وقّعه حليلوزيتش مع "الفاف" يوم تولى العارضة الفنية ل "الخضر"، يتضمّن بندا ينصّ على ضرورة احترامه للقانون الداخلي، والتعليمات التي أرسلت له مؤخرا تندرج ضمن القانون الداخلي للمنتخب وكان عليه احترامها.
الأمور واضحة، والطّلاق بات قريبا في ظلّ كل هذه القيود
ولا تحتاج المعطيات الجديدة لأي تفسير أو توضيح أكبر، سوى أن الطلاق بات قريبا بين حليلوزيتش والمنتخب الوطني، لأنّ القيود الجديدة التي وضعت له الهدف منها إرغامه على رمي المنشفة في أقرب وقت. وحسب مصادرنا، فإنّ روراوة بات مقتنعا أكثر من أيّ وقت مضى بأن يغادر اليوم قبل الغد، حتى لا يتفاقم الخلاف ويمتد إلى المجموعة، لاسيما أن بعض اللاعبين بدأت القضية تشغلهم كثيرا، بدليل تصريحات مجاني أمس عندما أعرب عن تضامنه مع حليلوزيتش، إضافة إلى لاعبين آخرين أعربوا عن تخوّفهم من أن تتأثر المجموعة قبيل المونديال لما يحدث، ولذلك فإن الطلاق منتظر في أيّ وقت بالتراضي أو برمي البوسني المنشفة، أما إن واصل حليلوزيتش صموده في ظلّ كل هذا، وواصل مهمته إلى ما بعد المونديال، فذلك يعني أنه يرفض الرضوخ مهما حصل له، ويرغب في تحقيق حلمه بالتواجد في المونديال حتى إن كلفه الأمر الكثير.