متي يتم زراعة شوارعنا باشجار مثمرة؟

متي يتم زراعة شوارعنا باشجار مثمرة؟

سؤال قد يكون مدهشا .. متي يتم زراعة شوارعنا باشجار مثمرة؟
Cant See Images كتبت – سحر صلاح الدين
تنتشر
المساحات الخضراء والاشجار في أماكن كثيرة في مصر لكن هذه الاشجار مجرد
أشجار لا فائدة منها ويري البعض انها اشجار عديمة الفائدة وليس لها أي مظهر
جمالي وهناك بعض الأماكن علي حد قول بعض المواطنين تشبه الغابات بل أن
أحيانا الغابات تمتلئ ببعض الأشجار والنباتات المثمرة وزراعة هذه الانواع
غير المثمرة من الاشجار والنباتات جلبت لنا المضرة من حيث أردنا المنفعة
فإنه من المعروف أن المساحات الخضراء تحسن الحالة النفسية للانسان لكن هذه
الاشجار بلونها الاخضر الداكن صارت تسبب نوعا من الكأبة للبعض وذلك لانه
ينقصها الشكل الجمالي وأصبحنا نتسأل لماذا لا نستفيد من هذه المساحات
الخضراء ونزرع فيها نباتات وأشجار مثمرة تضفي شكلا جماليا ومن
ناحية
آخري نستفيد بالثمار الناتج عنها؟ وهو ما يحدث في كل بلدان العالم تقريبا
لاسيما العربية "العراق وسوريا والمغرب وليبيا" التي تقوم بزراعة الاشجار
المثمرة مما يحقق عائدا غذائيا كبيرا لاسيما ان الحجة التي طالما رددها
الرافضون لزراعة الاشجار المثمرة انها قد تروي مياة الصرف الصحي قد تم
تفنيدها بعد الكشف عن وجود مئات الالاف من الافدنة الزراعية حول القاهرة
تروي بمياة الصرف الصحي وهي المزارع التي تورد للقاهرة حاجياتها الزراعية.
تروي بالصرف الصحي
تقول
الدكتورة "بسيطة عباس" استاذ مساعد بكلية الزراعة قسم وراثة جامعة القاهرة
أن الأشجار ونباتات الزينة الموجودة في الشارع تروي بالمياه المعالجة من
الصرف الصحي وهذه المياه لا تصلح أن تستخدم في الأشجار والنباتات المثمرة
التي تؤكل ونحن في ظل أزمة مياه النيل نحاول أن نوفر مياه للشرب فلذلك تزرع
الأشجار ونباتات الزينة منها لتوفير المياه لانها تروي بالمياه المعالجة
من الصرف الصحي ومنها نستفيد من هذه الاشجار والنباتات في تنقية الجو .
ثانيا لو زرعوا نباتات مثمرة في كل مكان ستتكالب الناس عليها وعن طريقها
ستحدث مشاكل عديدة وشغب بين الافراد لاثبات ملكيتهم لهذه الاشجار
والنباتات.
ثالثا تحتاج النباتات المثمرة نوع خاص من التسميد أي أنها
لها برنامج تسميدي خاص وهذا شئ مكلف فهل ستوافق الدولة علي دفع ميزانية
لهذا المشروع؟ وفي نفس الوقت لن تحقق الافادة المطلوبة منه.
شعب غير راقي
أيضا
يري الدكتور "محمد الشربيني" الاستاذ بقسم الأراضي بكلية الزراعة جامعة
القاهرة أن ثقافة الشعب غير راقية بالشكل الكافي حيث انهم لن يحافظوا علي
سلامة هذه النوعية من الاشجار فسيبدأ النزاع عليها وتبدأ الصراعات المشاكل .
أيضا هذه النوعية من النباتات والاشجار المثمرة تحتاج الي برنامج متابعة
زراعية كرعاية وتسميد وتقليم وهذا سيحتاج الي تكلفة بالغة من قبل الدولة
وكذلك اذا تم تنفيذ المشروع في كل محافظة والمحافظة تنقسم الي احياء سنحتاج
الي ادارة تشرف علي هذا الموضوع في كل حي فهل هذا سيكون متوفر من قبل
الدولة؟فمثل هذا الموضوع يحتاج الي تكوين هيكل اداري للمتابعة وتوفير
اعتمادات كافية ومتخصصين لمتابعة المشروع.
ممكن زراعتها كالنخل والزيتون
ويري
الدكتور "سامي القصري" أستاذ قسم الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن
تكلفة الصيانة الدورية لاشجار الزينة قليلة فهي مجرد تكلفة الانشاء
والصيانة الدورية لها تكون بسيطة .
أما عن أشجار الفاكهة فتحتاج الي
تسميد ومعدلات ري ومتابعة جيدة وبشكل اكبر وليست كل نباتات الفاكهة تصلح
للزراعة في الطرق فهناك مثلا طريق مصر حلوان تم زراعة اشجار نخيل به وللاسف
مات بسبب الاهمال وعدم الاهتمام لانهم زرعوه وتركوه بدون متابعة كما أن
زراعته لم يكن طبقا للمواصفات المطلوبة .
لكن هناك أشجار من الممكن ان تزرع في أجزاء من الطريق الصحراوي كالنخل والزيتون .
أما عن ثقافة الشعب من العوامل المهمة والاساسية للحفاظ علي مثل هذه
النوعية من الاشجار ويجب أيضا توفير العمالة الكافية لمثل هذا المشروع.
ثقافة خاطئة
ويقول
الدكتور "أيمن السيد أحمد شعبان" أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة
القاهرة أن أشجار ونباتات الزينة لها مظهر جمالي نظرا لان بعض الاشجار
أوراقها تكون ملونة وأشجار آخري ينتج عنها أزهار تمنح الشوارع مظهرا جيدا.
ومن العيوب التي تمنع زراعة أشجار الفاكهة في الطرق والشوارع أولا ثقافة
المواطنين حيث أن أشجار الفاكهة ينتج عنها ثمار وهذا يسبب بعض المشاكل
كالنزاع عليها ومحاولة البعض التقاط هذه الثمار من الاشجار وهذا سوف يؤدي
الي وقوع بعض الحوادث فمثلا عند تطبيق هذا الموضوع حيث انه تم زراعة اشجار
زيتون في طريق مصر اسكندرية صحراوي لوحظ أن الناس توقف عرباتها في هذا
الطريق السريع وتقوم بجمع الثمار .
أيضا في حالة زراعة اشجار الفاكهة
داخل المدن ستتعرض الشوارع لمستوي مرتفع من التلوث وستتعرض الثمار أيضا
للتلوث بفضل عادم السيارات مما يؤدي لعدم صلاحية الثمار للاستهلاك.
كما
أن أشجار الفاكهة معظم أوراقها تقريبا خضراء فبالتالي ألوان اشجار الزينة
أفضل أيضا أشجار الفاكهة تحتاج الي رعاية خاصة من حيث الري والتسميد
ومقاومة الامراض لكي تنمو بشكل جيد في حين أن الاشجار الخشبية ونباتات
الزينة تكون أكثر تحملا للظروف القاسية وتتطلب رعاية أقل مقارنة بأشجار
الفاكهة.
مشكلة تسميد
وتري
الدكتورة "نرمين طه شنن"قسم نباتات الزينة بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن
أشجار الفاكهة لها احتياجات معينة كتسميد وري ومتابعة مكثفة لا يمكن
تحقيقها في الشوارع كما أن أشجار الفاكهة معظمها متساقط الاوراق وهذا لا
يناسب مع طبيعة الشوارع ونظافتهاأيضا مثل هذا المشروع ستكون تكلفته المادية
عالية وبعض الاشجار متساقطة الثمار كالتوت وهذا ينتج عنه تلوث لكن عند
زراعة اشجار مثمرة يجب أن لانزرع الاشجار ذات الثمار المخاطية'اللزجة' حتي
لاتتسبب في حدوث حوادث.
مبيدات لمقاومة الافات
وتري الدكتورة نرمين أننا شعب فقير لو زرعنا مثل هذه الاشجار في الطرق والشوارع ماذا ننتظر؟
ايضا اشجار الفاكهة تحتاج الي مبيدات لمقاومة الافات والامراض وهذا صعب للغاية لانه سيؤدي الي تلوث بيئي.
اما عن أشجار الزينة يتم اختيارها كي تناسب ظروف البيئة المحيطة فمثلا
المدن المزدحمة لها أشجار بصفات معينة فيجب أن يناسب حجمها حجم الشارع الذي
سوف يزرع به كما أنه يفضل أن تكون مزدهرة وغير متساقطة الاوراق وتتحمل
العطش وتكون مقاومة للامراض .
كما ان اشجار الزينة يجب ان تكون قابلة للقص والتشكيل .
أما عن المدن الاقل ازدحام والتي يتواجد بها مصانع تزرع بها اشجار زينة
كبيرة الحجم ومتساقطة الاوراق لان التساقط في هذه الحالة يكون مهم لتجديد
أوراق الشجر من التلوث الذي يملأه من المصانع وأن يكون أخشابها ذات قيمة
حتي يستفيد المواطنين من خشبها عند القطع.
زراعات هزيلة
ويقول
" أيمن سلامة" الكاتب الصحفي ورئيس رابطة مهندسي الزراعة بالشرقية أنه في
اطار خطة الدولة منذ سنوات وعلي اطار الخطة الخمسينية للنهضة بمصر كانت
تسير بمحوارين المحور الاول تكثيف الزراعة الرئيسية بمعني الاستفادة بكل
بقعة من الاراضي الزراعية وفي هذه الخطة كان من النقط الاساسية فيها هي
زراعة نباتات مثمرة علي الجسور والترع وبين الحدود ومنها أشجار المانجو وجه
بحري والبلح وجه قبلي وتم تطبيق هذه الخطة في معظم الاراضي الصحراوية لكن
لعدم اعتماد سبعين مليون جنيه ميزانية اضافية لوزارة الزراعة هذا العام
لتكثيف زراعة الاشجار المثمرة علي الطرق والترع والمجاري المائية بدل من
الاشجار الخشبية مثل الكافور والجازورينا وبسبب عدم اعتماد المبلغ المالي
المخصص لم يتم تنفيذ الخطة القومية منذ سنوات وحتي الان يرجع السبب الرئيسي
في ذلك الي ان وزارة الزراعة لا تستعين بالخبراء والعلماء الذين وضعوا هذه
الخطة بل تستعين دوما بالجانب الصهيوني لضرب الزراعة المصرية وقد أكدت هذه
الجهود الصهيونية في محو زراعة القطن في الوجه البحري بالاكمل بل أن
المحالج المصرية التي بها الالاف من العمالة خاوية من كيس قطن واحد مما
يأكد علي المؤامرة الصهيونية لضرب الزراعة المصرية ويرجع ايضا الي ان
وللاسف قد تولي وزارة الزراعة وزيرا ليس اهل لهذه الوزارة حيث انه من
الاقطاعيين المعروفين في الشرقية وحاصل علي بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية
فلذلك لم ينفذ من الخطة الطموحة لزراعة كل الاراضي الزراعية علي الجسور
والترع بنباتات مثمرة بل اقدم علي شراء المحالج التي اصابها الجفاف من عدم
وجود الاقطان المصرية بها والجانب الاخر قد اصابت الزراعة المصرية حالة من
التدهور هذه الايام التي اصابت بعض النباتات بأمراض وبائية جائت من الكيان
الصهيوني لتضرب الاقتصاد المصري الزراعي وقد اصاب معظم انواع الفاكهة الضعف
والهزال مما ادي الي قلة الانتاج وارتفاع اسعار الفاكهة في هذا الموسم
وانتشرت بالاسواق هذه الايام العديد من الفواكه الواردة من اسرائيل عن طريق
معبر رفح كل هذا بفضل الوزير الذي لا يعرف شيئا عن وزارة الزراعة وجائت
الضربة القاسمة لهذا العام للدليل الاكبر علي التدخل الصهيوني في الزراعة
المصرية وفرض اشجار مثمرة بأنواع رديئة هوتدخل اسرائيل لنقص حصة مصر لمياه
النيل مما يؤدي الي وقف الخطة القومية لزراعة المجاري المائية لقلة المخصص
المائي لمصر وأنهم أصدروا تعليمات في وزارة الزراعة بأن زيادة الاشجار
المثمرة علي الجسور والترع ستؤدي الي النتح'التنفس للنباتات' مما يؤدي الي
استهلاك كم كبير من المياه.