- منتديات العماريةالمدير الفنى للمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 6535 نقاط التميز : 16164 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 العمر : 35 الموقع : http://bit.ly/Llerty
الأساليب النبوية في تربية الأطفال
الأربعاء 2 مارس - 20:36
الفصــــــــل الثانــــــــي :
أولاً/ تربية النبي {صلى الله عليه وسلم} للأطفال بالقدوة :
كان {صلى الله عليه وسلم} قدوة للخلق بسيرته وحسن خلقه , وأسوة لأمته
بأفعاله وأحواله , وكان ذو تأثير شديد على الصحابة {رضي الله عنهم} , حيث
كان تأثيره قوياً ظاهراً ومُحكماً, وذا دلالات وثمرات قوية ترجمها الصحابة
{رضي الله عنهم} . كما أمتد سلوكه وتأثيره {صلى الله عليه وسلم} إلى
الأطفال فاقتدوا به في حياتهم .
وقد أخرج البخاري عن ابن عباس {رضي الله عنه} قال : (بت عند خالتي ميمونة
ليلةً فنام النبي {صلى الله عليه وسلم} , فلما كان في بعض الليل قام رسول
الله {صلى الله عليه وسلم} فتوضأ من شنٍّ مُعلق وضوءاً خفيفاً , ثم قام
يصلي فقمت فتوضأت نحواً مما توضأ, ثم جئت فقمت عن يساره فحولني فجعلني عن
يمينه ثم صلى ما شاء الله) . فمن يتأمل هذا الحديث يجد فيه نموذجاً واضحاً
وظاهراً لأثر القدوة وتأثيرها في حياة الأطفال , ويجد تطبيقاً واقعياً غير
متكلف فيه من أحد الأطفال آنذاك وهو ابن عباس {رضي الله عنه} , ومثالاً
رائعاً لمُربي اكتملت فيه معاني القدوة الحسنة وهو نبينا محمد {صلى الله
عليه وسلم} .
فكان نموذج المحاكاة له أثر كبير في سلوك الطفل وفي تربيته وفي توجيهه إلى
شيْ رائع وجميل وسلوك قويم وحميد , ففطرة الطفل ومحاكاته لقدوته جعلته يقوم
بهذا التصرف الرائع .
لقد كان {صلى الله عليه وسلم} مُربياً بأخلاقه وأفعاله من دون أن يتحدث,
حيث كان فعله وسجيته وكماله الخلقي نموذجاً لابن عباس ليقتدي به في مثل هذا
الموقف التعليمي والأسري, فالرسول {صلى الله عليه وسلم} هو زوج خالته كما
أنه ابن عمه , فدائرة التأثير الأسري لا يُمكن إغفالها أو التقليل منها ,
فتأثير القدوة في الأسرة سواء كان الوالدان او الإخوة أو الأعمام والأقارب
وغيرهم .. له أثر كبير في تشكيل سلوكيات الطفل , فهم أقرب له من غيرهم .
كما أن موافقة الأقوال والأفعال والقيام بالسلوك الحسن أمام الأبناء له دور
كبير في التأثير على نشأتهم وصياغة سلوكهم , فتأثر المُتربي واستجابته
وتغيّر سلوكه لا يتوقف فقط على الوسائل التلقينية أو التعليمية , بل يتوقف
على صدق المُربي فيما يدعوا له ومطابقته لسلوكه وفعله , حيث أن التوجيه
الصادق والفعل الموافق للسلوك يختصر كثيراً من التوجيهات النظرية التي قد
تنتهي في وقتها .
كما نَهى {صلى الله عليه وسلم} من الاستهانة بالكذب حتى مع الأطفال ,
فالطفل ينشأ على ما تعلم من والديه , كما أنه قد يتأمل ويُلاحظ تصرفاتهم
وأقوالهم دون أن يستشعروا ذلك , حيث أن التقليد أحد خصائص الطفولة الأساسية
فالطفل يأخذ الكثير من السلوكيات والقيم والكلمات من خلال محاولة تقليده
للآخرين . فإن استشعار المُربي لأهمية القدوة وتجسديها بشكل إيجابي لصالح
سلوكيات الأطفال هي مرحلة من أهم مراحل الوعي التي ينبغي على المُربي أن
يتحلى بها .
:
ثانياً/ تربية النبي {صلى الله عليه وسلم} للأطفال بالحوار والتوجيه :
إن التكامل في التربية الإسلامية ميزها عن غيرها من المفاهيم التربوية ,
ومن أهم القيم الإسلامية التربوية (الحوار) , وهو مفهوم إسلامي اعتنت به
الشريعة الإسلامية , بل كان سُنة وطريقة الأنبياء في دعوتهم أقوامهم , كما
قد اعتنى به القرآن الكريم عناية بالغة وقدم منه نماذج كثيرة , كذلك نجد في
سيرة الرسول {صلى الله عليه وسلم} نماذج متنوعة كثيرة ترد في أشكال عدة
لتقدم لنا الدروس والعبر .
وقد كان الرسول {صلى الله عليه وسلم} يجمع في ثنايا حواره مع الأطفال
التوجيه الرقيق والنصح لكثير من المفاهيم التربوية , حيث أن أهمية الحوار
وثمرته تكمن في التوجيه , فالحوار الهادف هو الذي يؤدي إلى التغيير المرغوب
فيه , كما يؤدي إلى تصحيح كثير من المفاهيم والأخطاء .
وقد أخرج ابن ماجه وكذلك الترمذي عن رافع بن عمرو الغفاري قال : (كنتُ أنا
وغلام أرمي نخلنا أو قال "نخل الأنصار" فأتى النبي {صلى الله عليه وسلم}
فقال : يا بُنيَّ لم ترمي النخل ؟ , قلت : آكل , قال : فلا ترمِ النخل وكُل
مما يسقط في أسافلها , قال : ثم مسح رأسي وقال : "اللهم أشبع بطنه" .
ففي هذا الحديث جمع الرسول {صلى الله عليه وسلم} في حواره مع الطفل بين
الحوار الرقيق والتوجيه اللطيف , كما قد رسخ في مفهوم الحوار جانب الإصغاء
والاستماع للأطفال , وإظهار الأدب الراقي في الحوار معهم, وتقبل إجابتهم
ومن ثم توجيههم , فقد كان حواره {صلى الله عليه وسلم} يحمل المضامين
الصحيحة التي تُصاغ بالقالب اللطيف المناسب للأطفال .
كما لاشك أن الحوار المُثمر هو الذي يحمل في جنباته التعَلُم والتعليم ,
ويزرع في الطفل المبادئ والقيم , ولذلك فالأسرة التي ينتشر في وسطها مبدأ
الحوار ولغة التوجيه الهادف فإنها سوف تكون أسرة مُتآلفة ومُتحابة . كما أن
مسؤولية إشاعة ثقافة الحوار داخل الأسرة تقع على الوالدين بالدرجة الأولى ,
فلابد من امتلاكهما للخبرة والطاقة الروحية لشرح المفاهيم العميقة على نحو
جيد , وأن يستطيعا تهيئة الطفل فكرياً وروحياً للحوار في المستقبل من خلال
تعليمه آداب الحديث والاستماع , وتشجيعه على الصدق والتعبير عن آراءه بشكل
واضح وقوي .
:
ثالثاً/ عناية النبي {صلى الله عليه وسلم} بالطفل الموهوب :
لقد كان في سيرة النبي {صلى الله عليه وسلم} لمن يتأملها منهجاً تربوياً
متكاملاً سواء كان في تعامله مع الضعفاء أو مع الفقراء أو مع الأغنياء..,
ومن يتأمل في تعامله {صلى الله عليه وسلم} مع ابن عمه الصحابي عبدالله بن
عباس {رضي الله عنه} يلمس منهجاً مُستقلاً في تعامل الرسول {صلى الله عليه
وسلم} مع الأطفال الموهوبين , حيث كان ابن عباس يُمثل هذا النموذج باقتدار
لما تميز به بين أقرانه بالفهم والفقه , بل تميز بذلك من بين الصحابة {رضي
الله عنهم}.
والطفل الموهوب هو الذي يملك مستوى عالٍ من القدرة على التفكير وأداء
المهمة بشكل مُتقن وسريع , فهو يتمتع بخصائص عقلية واجتماعية تميزه عن غيره
من الأطفال .
وتقع مسؤولية الكشف عن الطفل الموهوب على الوالدين والمعلم . وجانب هذا
الاكتشاف والرعاية لصفات الموهوب وتعزيزها كان واضحاً في سيرة النبي {صلى
الله عليه وسلم} ومواقفه مع أصحابه لاسيما مع عبدالله بن عباس {رضي الله
عنه} .
فينبغي على كل مُربي أن يُلاحظ أو يكتشف حسن التصرف من قبل الطفل ليعزز في
هذا الطفل الموهوب التصرف الحسن والمُتميز , فالنبي {صلى الله عليه وسلم}
لمس من ابن عباس هذا التميز وأكتشف موهبته وعزز لديه تصرفاته وأظهر إعجابه
بها كما دعا له . فالدعاء بمثابة تعزيز من قبل المُربي لقدرات الطفل كما
أنه رسالة تقدير وإعجاب وسرور لحسن التصرف , كذلك فإن ضم الطفل عند القيام
بتصرف متميز ورائع هو دلاله على التشجيع والتعزيز وتقدير الذات , وهذا ما
فعله الرسول {صلى الله عليه وسلم} مع ابن عباس .
وقد كان من تعامله {صلى الله عليه وسلم} مع الموهوب ورعايته له أن يخصه
بزيادة علم عن غيره من الأقران , فقد طَرَحَ على ابن عباس وهو طفل صغير
كماً كبير من الجوانب العقدية والشرعية التي قد لا يستوعبها الأطفال في مثل
سنه , وذلك لأن النبي {صلى الله عليه وسلم} قد اكتشف موهبته وتميز قدراته
العقلية ونبوغه وامتلاكه لأدوات الفهم والاستيعاب مما جعلهُ {صلى الله عليه
وسلم} يخص ابن عباس بحديثه .
فينبغي على المُربي أن يُلاحظ سلوك الطفل ويراعي جوانب التميز والإبداع في
شخصيته ويعمل على تعزيزها وإثرائها من خلال تزويده بخبرات إضافية عن بقية
أقرانه ومن هم في سنة , مما يساعد على تنمية موهبته وصقلها .
أولاً/ تربية النبي {صلى الله عليه وسلم} للأطفال بالقدوة :
كان {صلى الله عليه وسلم} قدوة للخلق بسيرته وحسن خلقه , وأسوة لأمته
بأفعاله وأحواله , وكان ذو تأثير شديد على الصحابة {رضي الله عنهم} , حيث
كان تأثيره قوياً ظاهراً ومُحكماً, وذا دلالات وثمرات قوية ترجمها الصحابة
{رضي الله عنهم} . كما أمتد سلوكه وتأثيره {صلى الله عليه وسلم} إلى
الأطفال فاقتدوا به في حياتهم .
وقد أخرج البخاري عن ابن عباس {رضي الله عنه} قال : (بت عند خالتي ميمونة
ليلةً فنام النبي {صلى الله عليه وسلم} , فلما كان في بعض الليل قام رسول
الله {صلى الله عليه وسلم} فتوضأ من شنٍّ مُعلق وضوءاً خفيفاً , ثم قام
يصلي فقمت فتوضأت نحواً مما توضأ, ثم جئت فقمت عن يساره فحولني فجعلني عن
يمينه ثم صلى ما شاء الله) . فمن يتأمل هذا الحديث يجد فيه نموذجاً واضحاً
وظاهراً لأثر القدوة وتأثيرها في حياة الأطفال , ويجد تطبيقاً واقعياً غير
متكلف فيه من أحد الأطفال آنذاك وهو ابن عباس {رضي الله عنه} , ومثالاً
رائعاً لمُربي اكتملت فيه معاني القدوة الحسنة وهو نبينا محمد {صلى الله
عليه وسلم} .
فكان نموذج المحاكاة له أثر كبير في سلوك الطفل وفي تربيته وفي توجيهه إلى
شيْ رائع وجميل وسلوك قويم وحميد , ففطرة الطفل ومحاكاته لقدوته جعلته يقوم
بهذا التصرف الرائع .
لقد كان {صلى الله عليه وسلم} مُربياً بأخلاقه وأفعاله من دون أن يتحدث,
حيث كان فعله وسجيته وكماله الخلقي نموذجاً لابن عباس ليقتدي به في مثل هذا
الموقف التعليمي والأسري, فالرسول {صلى الله عليه وسلم} هو زوج خالته كما
أنه ابن عمه , فدائرة التأثير الأسري لا يُمكن إغفالها أو التقليل منها ,
فتأثير القدوة في الأسرة سواء كان الوالدان او الإخوة أو الأعمام والأقارب
وغيرهم .. له أثر كبير في تشكيل سلوكيات الطفل , فهم أقرب له من غيرهم .
كما أن موافقة الأقوال والأفعال والقيام بالسلوك الحسن أمام الأبناء له دور
كبير في التأثير على نشأتهم وصياغة سلوكهم , فتأثر المُتربي واستجابته
وتغيّر سلوكه لا يتوقف فقط على الوسائل التلقينية أو التعليمية , بل يتوقف
على صدق المُربي فيما يدعوا له ومطابقته لسلوكه وفعله , حيث أن التوجيه
الصادق والفعل الموافق للسلوك يختصر كثيراً من التوجيهات النظرية التي قد
تنتهي في وقتها .
كما نَهى {صلى الله عليه وسلم} من الاستهانة بالكذب حتى مع الأطفال ,
فالطفل ينشأ على ما تعلم من والديه , كما أنه قد يتأمل ويُلاحظ تصرفاتهم
وأقوالهم دون أن يستشعروا ذلك , حيث أن التقليد أحد خصائص الطفولة الأساسية
فالطفل يأخذ الكثير من السلوكيات والقيم والكلمات من خلال محاولة تقليده
للآخرين . فإن استشعار المُربي لأهمية القدوة وتجسديها بشكل إيجابي لصالح
سلوكيات الأطفال هي مرحلة من أهم مراحل الوعي التي ينبغي على المُربي أن
يتحلى بها .
:
ثانياً/ تربية النبي {صلى الله عليه وسلم} للأطفال بالحوار والتوجيه :
إن التكامل في التربية الإسلامية ميزها عن غيرها من المفاهيم التربوية ,
ومن أهم القيم الإسلامية التربوية (الحوار) , وهو مفهوم إسلامي اعتنت به
الشريعة الإسلامية , بل كان سُنة وطريقة الأنبياء في دعوتهم أقوامهم , كما
قد اعتنى به القرآن الكريم عناية بالغة وقدم منه نماذج كثيرة , كذلك نجد في
سيرة الرسول {صلى الله عليه وسلم} نماذج متنوعة كثيرة ترد في أشكال عدة
لتقدم لنا الدروس والعبر .
وقد كان الرسول {صلى الله عليه وسلم} يجمع في ثنايا حواره مع الأطفال
التوجيه الرقيق والنصح لكثير من المفاهيم التربوية , حيث أن أهمية الحوار
وثمرته تكمن في التوجيه , فالحوار الهادف هو الذي يؤدي إلى التغيير المرغوب
فيه , كما يؤدي إلى تصحيح كثير من المفاهيم والأخطاء .
وقد أخرج ابن ماجه وكذلك الترمذي عن رافع بن عمرو الغفاري قال : (كنتُ أنا
وغلام أرمي نخلنا أو قال "نخل الأنصار" فأتى النبي {صلى الله عليه وسلم}
فقال : يا بُنيَّ لم ترمي النخل ؟ , قلت : آكل , قال : فلا ترمِ النخل وكُل
مما يسقط في أسافلها , قال : ثم مسح رأسي وقال : "اللهم أشبع بطنه" .
ففي هذا الحديث جمع الرسول {صلى الله عليه وسلم} في حواره مع الطفل بين
الحوار الرقيق والتوجيه اللطيف , كما قد رسخ في مفهوم الحوار جانب الإصغاء
والاستماع للأطفال , وإظهار الأدب الراقي في الحوار معهم, وتقبل إجابتهم
ومن ثم توجيههم , فقد كان حواره {صلى الله عليه وسلم} يحمل المضامين
الصحيحة التي تُصاغ بالقالب اللطيف المناسب للأطفال .
كما لاشك أن الحوار المُثمر هو الذي يحمل في جنباته التعَلُم والتعليم ,
ويزرع في الطفل المبادئ والقيم , ولذلك فالأسرة التي ينتشر في وسطها مبدأ
الحوار ولغة التوجيه الهادف فإنها سوف تكون أسرة مُتآلفة ومُتحابة . كما أن
مسؤولية إشاعة ثقافة الحوار داخل الأسرة تقع على الوالدين بالدرجة الأولى ,
فلابد من امتلاكهما للخبرة والطاقة الروحية لشرح المفاهيم العميقة على نحو
جيد , وأن يستطيعا تهيئة الطفل فكرياً وروحياً للحوار في المستقبل من خلال
تعليمه آداب الحديث والاستماع , وتشجيعه على الصدق والتعبير عن آراءه بشكل
واضح وقوي .
:
ثالثاً/ عناية النبي {صلى الله عليه وسلم} بالطفل الموهوب :
لقد كان في سيرة النبي {صلى الله عليه وسلم} لمن يتأملها منهجاً تربوياً
متكاملاً سواء كان في تعامله مع الضعفاء أو مع الفقراء أو مع الأغنياء..,
ومن يتأمل في تعامله {صلى الله عليه وسلم} مع ابن عمه الصحابي عبدالله بن
عباس {رضي الله عنه} يلمس منهجاً مُستقلاً في تعامل الرسول {صلى الله عليه
وسلم} مع الأطفال الموهوبين , حيث كان ابن عباس يُمثل هذا النموذج باقتدار
لما تميز به بين أقرانه بالفهم والفقه , بل تميز بذلك من بين الصحابة {رضي
الله عنهم}.
والطفل الموهوب هو الذي يملك مستوى عالٍ من القدرة على التفكير وأداء
المهمة بشكل مُتقن وسريع , فهو يتمتع بخصائص عقلية واجتماعية تميزه عن غيره
من الأطفال .
وتقع مسؤولية الكشف عن الطفل الموهوب على الوالدين والمعلم . وجانب هذا
الاكتشاف والرعاية لصفات الموهوب وتعزيزها كان واضحاً في سيرة النبي {صلى
الله عليه وسلم} ومواقفه مع أصحابه لاسيما مع عبدالله بن عباس {رضي الله
عنه} .
فينبغي على كل مُربي أن يُلاحظ أو يكتشف حسن التصرف من قبل الطفل ليعزز في
هذا الطفل الموهوب التصرف الحسن والمُتميز , فالنبي {صلى الله عليه وسلم}
لمس من ابن عباس هذا التميز وأكتشف موهبته وعزز لديه تصرفاته وأظهر إعجابه
بها كما دعا له . فالدعاء بمثابة تعزيز من قبل المُربي لقدرات الطفل كما
أنه رسالة تقدير وإعجاب وسرور لحسن التصرف , كذلك فإن ضم الطفل عند القيام
بتصرف متميز ورائع هو دلاله على التشجيع والتعزيز وتقدير الذات , وهذا ما
فعله الرسول {صلى الله عليه وسلم} مع ابن عباس .
وقد كان من تعامله {صلى الله عليه وسلم} مع الموهوب ورعايته له أن يخصه
بزيادة علم عن غيره من الأقران , فقد طَرَحَ على ابن عباس وهو طفل صغير
كماً كبير من الجوانب العقدية والشرعية التي قد لا يستوعبها الأطفال في مثل
سنه , وذلك لأن النبي {صلى الله عليه وسلم} قد اكتشف موهبته وتميز قدراته
العقلية ونبوغه وامتلاكه لأدوات الفهم والاستيعاب مما جعلهُ {صلى الله عليه
وسلم} يخص ابن عباس بحديثه .
فينبغي على المُربي أن يُلاحظ سلوك الطفل ويراعي جوانب التميز والإبداع في
شخصيته ويعمل على تعزيزها وإثرائها من خلال تزويده بخبرات إضافية عن بقية
أقرانه ومن هم في سنة , مما يساعد على تنمية موهبته وصقلها .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى